الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الرسالة الواضحة لكل مسؤول

23 يناير 2017 13:52
زيارة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي لدائـــرة الشؤون البلدية والنقل أمس، وتفقده مقر المنصة الحكومية الموحدة لتراخيص البناء التابعة للدائرة، كانت حديث موظفي حكومة أبوظبي، نظراً لأهميتها، وكذلك طريقتها، حيث زار سموه مقر المنصة، وجلس على كرسي المراجعين ومعهم، وتابع سير العمل وأداء الموظفين بنفسه. وتكمن أهمية هذه الزيارة علاوة على تأكيدها دور التنمية الاقتصادية في استدامة الأعمال، في أنها ترسل رسائل مباشرة لكل المسؤولين في الحكومة، أهمها أن عملهم ليس في مكاتبهم المغلقة واجتماعاتهم الكثيرة فقط، فصحيح أن جزءاً من العمل يتم في المكاتب، ولكن الجزء المهم الآخر يكون في أقسام الدائرة وإداراتها ووحداتها المختلفة القريبة منها والبعيدة.      

وتعتبر هذه المنصة الحكومية واحدة من أهم المشاريع والمبادرات التي تم إطلاقها في نوفمبر الماضي، وتهدف للارتقاء بالخدمات التي تقدم للمتعاملين والمستثمرين، وتسهيل كثير من الإجراءات وتسريعها، بحيث يتم استخراج تراخيص البناء بأسلوب النافذة الواحدة، ونتمنى أن تحقق الأهداف المرجوة منها.

 زيارة الشيخ هزاع لم تكن عادية، وإنما جاءت ليقف سموه شخصياً على سير العمل في هذه المنصة، لذا كان حريصاً على متابعة سير العمل شخصياً من دون وسطاء أو تقارير، وكذلك كان حديثه مع بعض المراجعين وسؤالهم عن الخدمات التي تقدم لهم ومدى رضاهم عنها.. وهذا هو الدور المطلوب من مسؤولينا الحكوميين بمختلف درجاتهم الوظيفية، فكل في منصبه ومستواه يجب أن يقوم بدوره في التواصل المباشر مع موظفيه، وكذلك التواصل المباشر مع المتعاملين بين الفترة والأخرى، فمن المعروف أن العمل الحكومي يصيبه الترهل، ويعاني الروتين مع مرور الوقت، لذا فإنه يحتاج إلى متابعة المسؤول عن قرب، والقيام ببعض الجولات والزيارات المفاجئة التي تكشف الخلل إذا ما وجد، وتحفز الموظفين إذا كانت الأمور تسير على ما يرام.    

من المهم أن تنتشر وتعمم هذه الثقافة في مؤسساتنا الحكومية، فإذا ما أردنا التميز الحقيقي ورضا الجمهور بشكل واقعي، فإن الميدان هو المحك، والاستماع إلى المتعاملين والمستثمرين، وكذلك إلى صغار الموظفين، أمر مفيد جداً، ولا أشك في أنه بعد هذه الزيارة سيكون دافع العمل والتميز والتفاني لدى فريق العمل في هذه المنصة الحكومية أكبر، وعطاؤهم أكثر.

 

إذا أردنا عملاً مميزاً وأداءً مختلفاً واستدامة في تقديم الخدمات المتميزة والمفيدة، فلا مفر من مثل هذه الزيارات. فهل نتوقع بعد زيارة سمو نائب رئيس المجلس التنفيذي هذه أن نشهد زيارات ولقاءات من مسؤولين لقطاعاتهم وأقسامهم وفروعهم بشكل أكبر ومستمر دون انقطاع؟ نأمل ذلك.

 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©