الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أشجار المانجو تموت في مزارع الساحل الشرقي بسبب مرض «التدهور السريع»

أشجار المانجو تموت في مزارع الساحل الشرقي بسبب مرض «التدهور السريع»
23 يناير 2010 01:56
تعرضت أعداد كبيرة من أشجار المانجو في الساحل الشرقي بالدولة “للجفاف والموت نهائيا”، وما زالت أعداد الأشجار المتضررة في تزايد مستمر، بحسب مزارعين وأصحاب مزارع في المنطقة. وأعادت وزارة البيئة والمياه جفاف هذه الأشجار وموتها الى إصابتها “بمرض التدهور السريع لأشجار المانجو، وهو مرض فطري ظهر لأول مرة في الدولة بالمنطقة الشرقية عام 2005م، ومنذ ذلك الحين انتشر المرض وغطى مناطق أخرى ومنها البثنة، مسافي، ضدنا، دبا وكلباء”. وعن مسببات هذا المرض قال مصدر في الوزارة لـ”الاتحاد”، “يسبب هذا المرض فطرا يسمى (Ceratocystis manginecans)، وتتواجد الأبواغ الأسكية والكلاميدية لهذا الفطر في التربة، وتنتقل إلى داخل أنسجة أشجار المانجو الحساسة للإصابة بالفطر عن طريق الجذور أو عن طريق التقرحات الموجودة بالجذور والسيقان حيث ينمو مايسيليوم الفطر ويتوغل داخليا في أنسجة اللحاء”. وتابع المصدر “يسبب هذا النمو إعاقة لعملية مرور وانتقال الماء والمواد الغذائية من الجذور إلى الأغصان والأفرع وتبدأ أفرع الشجرة بالذبول والموت التدريجي حيث تموت كل الشجرة نهائياً في فترة 6 أشهر، وقد تساعد حشرات خنافس اللحاء على نقل وانتشار الفطر”. وبالنسبة لأعراض مرض التدهور السريع أفادت وزارة البيئة بأن “الاعراض تبدأ بظهور إفرازات صمغية بسيطة تتدرج ويتبع ذلك تغيير للون الأنسجة الداخلية ويتبع ذلك جفاف تدريجي للأوراق ثم للأغصان وتموت الشجرة المصابة في خلال فترة 6 أشهر”. دور الوزارة عن دور وزارة البيئة في مكافحة المرض، قال المصدر “هناك صعوبة في معالجة المرض خصوصاً إذا ما تقدمت الإصابة، وقد وضعت الوزارة ضمن استراتيجيتها المتعلقة بمكافحة الآفات خطة لاحتواء المرض ومكافحته والسيطرة عليه”. وتم التعاون مع وزارة الزراعة بسلطنة عمان الشقيقة، باستقدام خبراء من وزارة الزراعة بالسلطنة وجامعة السلطان قابوس، نظرا لظهور هذا المرض بالسلطنة قبل ظهوره بالدولة وذلك للاستفادة من خبرتهم في عمليات المكافحة، وقد قام الخبراء بتأكيد تشخيص المرض وتدريب الكادر الفني بالوزارة نظريا وحقليا على تشخيصه وطرق مكافحته. وأعدت الوزارة خطة مكافحة مرض التدهور السريع لأشجار المانجو حيث تم إصدار إرشادات وقائية لمنع انتشار المرض، وتم توزيعها على المزارعين للعمل بموجبها وتشمل منع وحظر انتقال شتلات المانجو أو أجزاء منها (أقلام التطعيم) من المنطقة التي توجد فيها الإصابة إلى أي مكان آخر. كما تم حظر نقل أخشاب التقليم أو الأشجار الميتة المصابة لأي مكان آخر وتحرق في مكانها أو مكان آخر مخصص للحرق داخل نفس المزرعة مع التأكد من اقتلاع الجذور المصابة من التربة وحرقها أيضا. وتضمنت الإجراءات تعقيم أدوات التقليم والمعدات التي تستخدم في المزرعة بالكلورين (هيبوكلوريت الصوديوم)، وعدم زراعة شتلات المانجو في أماكن الأشجار المصابة، وعدم استخدام تربة المزرعة المصابة في إنتاج الشتلات، وعدم أخذ أقلام للتطعيم من أمهات مصابة”. وحرصت توصيات الوزارة على أن يكون الرش في الصباح الباكر أو بين العصر والمغرب لتجنب حرارة الجو المرتفعة، كما يجب أن يكون الرش بعد جمع المحصول وبعد التقليم مباشرة ومرة أخرى عند الإزهار ومرة ثالثة بعد العقد. ويجب الرش بالمبيد الحشري المناسب حسب توصيات الوزارة لمكافحة خنافس اللحاء والتربس وذبابة أوراق المانجو وذلك بعد عقد الثمار. كما شددت الوزارة على الحرص في المعاملة الأرضية بالمبيد الفطري المناسب، والرعاية الجيدة للأشجار من حيث التسميد لزيادة قوة الشجرة على المقاومة”. وفي السياق ذاته، أكدت البيئة أنه “تم بالتنسيق بين قطاع الشؤون الزراعية والحيوانية وقطاع الشؤون الفنية بالوزارة لإجراء تجارب حقلية لمكافحة واحتواء هذا المرض بإحدى المزارع المصابة بالمنطقة الشرقية ولا تزال عملية التجارب الحقلية قائمة ويتم تقييمها بصفة مستمرة من قبل المختصين بالوزارة”. وأشارت إلى وجود تعاون مع المنظمات الدولية المختصة، حيث قامت الوزارة باستقدام خبير مختص بأمراض النبات من منظمة الأغذية والزراعة العالمية “الفاو” بهدف تقييم حالة المرض بالدولة، وتقديم الاستشارة في مجال مكافحته، وجار تنفيذ التوصيات”. وأكدت الوزارة على المزارعين بضرورة اتباع التعليمات والإرشادات الصادرة من وزارة البيئة والمياه الوزارة، مما يساهم بدرجة كبيرة في السيطرة على المرض والحد من انتشاره. وعن الآفات الأخرى التي قد تتعرض لها أشجار المانجو قالت الوزارة إن “شجرة المانجو من أشجار الفاكهة دائمة الخضرة ويطلق عليها ملكة الفواكه نظرا لشدة طلب المستهلكين لثمارها، وشأنها شأن كل أشجار الفاكهة تصاب بالعديد من الآفات والأمراض التقليدية أو الموسمية كالحشرات القشرية والبق الدقيق والمن وتربس الفلفل الحار وعنكبوت أزرار المانجو وكذلك أمراض البياق الدقيق وتبقعات الأوراق وأعناق الثمار ومرض الانثراكنوز ومرض ذبول شتلات المانجو”. أصحاب المزارع: المرض قتل أشجارا زرعها آباؤنا أكد أصحاب المزارع في الساحل الشرقي بالدولة أن أشجار المانجو في مزارعهم تتهاوى الواحدة تلو الأخرى. وقال صاحب مزرعة في مسافي المواطن محمد المحرزي “لقد خسرت منطقة مسافي وحدها آلافا من أشجار المانجو بسبب هذا المرض، حيث ماتت في كل مزرعة عشرات من أفضل وأجود أنواع المانجو مما عرض أصحاب هذه المزارع إلى خسائر كبيرة حيث إنه بالإضافة للخسائر المادية فهي خسائر معنوية كبيرة جدا، وهناك أشجار ماتت بعد أن كانت يانعة في هذه المزارع منذ عشرات السنين وقد ورثها البعض عن آبائهم”. وأضاف المحرزي “خاطبنا وزارة البيئة وقد تقدمت أنا بنفسي بشكوى لديهم، وقد ردوا علينا بأنهم يجرون تجارب في هذا الصدد، وللأسف لليوم لم نشهد أي تدخل ملموس من قبلهم، مما جعل أشجار المانجو تموت الواحدة تلو الأخرى”. وقال صاحب مزرعة حمد بن خماس “لقد خسرت في مزرعتي الكبيرة ما يقارب 250 شجرة مانجو، وهو ما ترتب عليه خسائر مادية كبيرة”
المصدر: الساحل الشرقي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©