الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السينما المغربية تحتفل بيوبيلها الذهبي

السينما المغربية تحتفل بيوبيلها الذهبي
6 نوفمبر 2008 01:52
تحتفل السينما المغربية هذا العام بيوبيلها الذهبي بعد مرور خمسين عاما على بداية الفن السابع في المغرب، فرغم ان تاريخ الإنتاج السينمائي بالمغرب بدأ عام 1919 حين تم تصوير أول الأفلام الروائية تحت الاحتلال الفرنسي، إلا أن البداية الحقيقية للسينما المغربية كانت في عام 1958 من خلال فيلم ''صديقتنا المدرسة'' للمخرج العربي بناني· يعتبر النقاد أن هذا الفيلم هو البداية الحقيقية للسينما المغربية المبنية على العمل الاحترافي المنظم على مستوى كتابة السيناريو والإخراج والتصوير والإنارة والتقاط الصوت والمونتاج والميكساج كما ان موضوع مغربي وموجه للمشاهد المغربي· وتعززت هذه البداية بفيلم ''الحياة كفاح'' الذي أخرجه محمد التازي وأحمد المسناوي في عام ،1968 ثم فيلم ''عندما يثمر النخيل''، للمخرجين عبد العزيز رمضاني والعربي بناني، ولفت انتباه النقاد ان الأفلام المغربية في هذه الفترة اعتمدت على مخرجيْن، حيث استغل صناع السينما هذه الثنائية في الاخراج لتعويض النقص في الخبرة والتجربة السينمائية· وفي مرحلة السبعينيات برز مخرجون كبار ساهموا في إرساء دعائم السينما المغربية وبلوغها مرحلة النضج والتطور، أمثال عبد الله المصباحي ومحمد عصفور وسهيل بن بركة، حيث أخرج المصباحي أفلام ''الصمت، اتجاه ممنوع'' عام ،1973 ثم قدم ''غداً لن تتبدل الأرض'' عام ،1974 و''الضوء الأخضر'' عام ،1976 واخرج محمد عصفور فيلم ''الكنز المرصود'' عام ·1970 وكان تأثر سهيل بن بركة بالسينما الأوروبية واضحا حيث أخرج أفلام مهمة نالت إعجاب النقاد منها ''ألف يد ويد'' عام ،1972 و''حرب البترول لن تقع'' عام ،1974 و''عرس الدم'' عام ·1977 طفرة في الانتاج شهدت مرحلة الثمانينات طفرة في الإنتاج السينمائي بعد ان قدمت الحكومة نظاما لدعم الإنتاج، ورغم ان هذا المشروع لم يهتم بنوعية الأفلام إلا أن تأثيره على النشاط الإنتاجي بالمغرب كانت له نتائج مهمة حيث تم انتاج حوالي 50 فيلما روائيا نصفها لمخرجين جدد· واستفاد العديد من المخرجين من زيادة الإنتاج خلال فترة الثمانينات، حيث قدم المخرج نبيل لحلو أفلام ''الحاكم العام'' عام ،1980 و''إبراهيم ياش'' عام ،1984 و''نهيق الروح'' عام ،1984 و''كوماني'' عام ·1989 وأخرج محمد التازي فيلمين هما ''أمينة'' عام ،1980 و''للا شافية '' عام ·1984 وقدم عبد الله المصباحي فيلم ''أرض التحدي'' عام ،1980 وأخرج سهيل بن بركة فيلم ''آموك'' عام ·1982 وفي التسعينات حصل المخرجون على فرص أكثر، وظهرت أفلام مهمة تعالج قضايا مختلفة، حيث قدم سهيل بن بركة فيلمه التاريخي ''فرسان المجد'' عام ،1991 وأعقبه في نفس العام فيلم ''ليلة القتل'' لنبيل لحلو، وقدم مصطفى الدرقاوي فيلم ''قصة أولى'' عام ،1991 وفي نفس السنة أخرج الجيلالي فرحاتي فيلم ''شاطئ الأطفال الضائعين''، وقدم مؤمن سميحي فيلم ''سيدة القاهرة''· وشكلت بداية التسعينات مرحلة مهمة في تاريخ السينما المغربية حيث ظهرت أفلام الواقعية الجديدة، من خلال أفلام ''حب في الدار البيضاء'' للمخرج عبد القادر لقطع انتاج ،1990 و''صلاة الغائب'' لحميد بناني انتاج 1991 عن قصة للطاهر بن جلون، و''يوميات حياة عادية'' لسعد الشرايبي عام ·1991 وأخرج حسن بن جلون فيلم ''عرس الآخرين'' عام ،1990 وقدم نور الدين كونجار فيلمين روائيين سنة 1991 هما ''الذاكرة الزرقاء'' و''قاعة الانتظار''، وعاد عبد القادر لقطع ليتألق بعد فيلمه الأول ''حب في الدار البيضاء'' بفيلم ''الباب المسدود'' عام ·1994 وفي عام 1997 قدم نبيل عيوش فيلم ''مكتوب''، كما قدم سعيد سودة في نفس السنة فيلم ''من الجنة إلى النار''· أفلام سياسية استمر الإنتاج السينمائي بنفس الوثيرة في العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين، وتميز بأفلام عالجت موضوعات سياسية صريحة وقضايا اجتماعية ساخنة، حيث قدم نبيل عيوش فيلم ''علي زاوا'' سنة ،2000 و''لحظة ظلام'' ،2001 وأخرج حسن بنجلون ''شفاه الصمت'' عام ،2002 وفي العام الموالي قدم مصطفى الدرقاوي ''الدار البيضاء ليلا'' وأخرج محمد اسماعيل فيلم ''وبعد''، وفي 2004 أخرج محمد عسلي فيلم ''الملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء''· وفي عام 2005 أخرجت ليلى المراكشي فيلم ''ماروك''، وقدمت المخرجة ياسمين قصاري فيلم ''الراقد''، وقدم أحمد المعنوني فيلم ''القلوب المحترقة'' عام ،2006 وفي نفس السنة أخرج لطيف لحلو ''سميرة في الضيعة'' ومحمود فريطس ''نانسي والوحش''، وفي عام 2007 قدم داوود أولاد السيد فيلم ''في انتظار بازوليني''، كما قدم محمد اسماعيل فيلم ''وداعا أمهات''· وشكلت أفلام الاعتقال السياسي سمة أساسية لأعمال السنوات القليلة الماضية، حيث ظهرت أفلام تؤرخ لحقبة من التاريخ السياسي في المغرب وتعطي قيمة مضافة للتعريف بماضي انتهاكات حقوق الإنسان، وبالرغم من التفاوت في الإبداع بين مختلف الأعمال السينمائية التي تطرقت لهذه الظاهرة، إلا أن جميعها تميز بالجرأة في التطرق لملف الاعتقال السياسي الغامضة وحاول المخرجون المعاصرون ملامسة ظاهرة الاعتقال ورصد كافة جوانبها كل من زاويته، وبالتالي انتقلت السينما المغربية من طابعها الفرجوي إلى سينما مواطنة وملتزمة ومناضلة· ومن أهم الأفلام المغربية التي تتناول هذه الظاهرة ''منى صابر'' لمخرجه عبد الحي العراقي عام ،2001 و''جوهرة بنت الحبس'' لسعد الشرايبي عام ،2003 و''درب مولاي الشريف'' لحسن بن جلون عام ،2004 و''ذاكرة معتقلة'' لجيلالي فرحاتي عام 2005 · مهرجانات المدن وينظم المغرب عددا من المهرجانات السينمائية لتشجيع الانتاج السينمائي وتقييم الأعمال التي تم انتاجها، حيث تستضيف طنجة وحدها مهرجانات الفيلم القصير المغربي والقصير المتوسطي ومهرجان الفيلم الوطني، بينما تحتضن تطوان مهرجان الفيلم المتوسطي على أنواعه، وتقيم الرباط مهرجان سينما المؤلف وتنظم سلا مهرجان سينما المرأة، وفي مدينة آكادير ينظم سنويا مهرجان سينما الهجرة، وتحتضن خريبكة مهرجان الفيلم الافريقي، فيما تقيم مراكش مهرجانا دوليا كبيرا للسينما يعتبر المهرجان الدولي الكبير والأبرز في المغرب· وانضم إلى سلسلة هذه المهرجانات التي يفوق عددها أي نظير له في الدول العربية، مهرجان فاس لأفلام المرأة، ومهرجان أصيلة للأفلام الأوروبية، ومهرجان الناضور للسينما العالمية، ومهرجان الرباط للسينما الشابة· إلا أن النقاد يؤكدون ان هذا الكم الكبير من المهرجانات السينمائية لا يساهم بشكل فعال في تسويق الأفلام المغربية ولا يفتح لها أبواب أسواق جديدة خاصة في الوطن العربي· وقد انتقل انتاج الأفلام المغربية بفضل الدعم الذي تقدمه الدولة للإنتاج السينمائي، من ستة أفلام في السنة إلى نحو إلى 25 فيلماً خلال السنة الجارية، بينما زادت وتيرة الإنتاج على مستوى الفيلم القصير من سبعة أفلام إلى ما يناهز مائة فيلم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©