الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد اشتية يحكي بلغة شعرية قصص الحب والمقاومة

محمد اشتية يحكي بلغة شعرية قصص الحب والمقاومة
6 نوفمبر 2008 01:51
صدرت حديثاً مجموعة قصصية للوزير الفلسطيني السابق د· محمد اشتية، مدير عام ''بكدار'' حملت اسم ''إكليل من شوك''، وذلك عن الدار العربية للعلوم ـ ناشرون في بيروت· جاءت المجموعة في 134 صفحة من القطع المتوسط، ابتدأت بقصة ''نزهة على القمر'' واختتمت بقصة ''بوابة اللاعودة''، فيما لم تتضمن المجموعة قصة في المتن تحمل عنوان المجموعة على غير عادة المجموعات القصصية، إلا أن عبارة ''إكليل من شوك'' وردت في نهاية قصة ''أنا على الصليب''· ومصطلح إكليل شوك، معروف ومفهوم بسهولة عند المسيحيين، إذ يُذكّرهم بالتاج الذي تم إعداده من الأشواك وتم وضعه على هامة السيد المسيح عليه السلام عند صلبه، حسبما يؤمنون· وجاءت معظم نهايات القصص في سياق الخاتمات الجميلات، وبدت بعضها اقرب إلى لغة الشعر/ القصيدة، وقصص أخرى تحكي الحب والغرام وتروي حكايات الانتفاضة والصمود والمقاومة، وسيطرت الشخصيات الأنثوية على معظم النصوص في إطار من اللغة الفصيحة المُطعّمة باللغة العامية· المجموعة كانت أقرب إلى النصوص منها إلى القصص وظهر أنها كتابات شابة بعضها كتب منذ زمن وبعضها حديث جاري التطور التكنولوجي حتى إن إحداها حملت اسم ''دبليو دبليو دبليو دوت كوم''· تجربة الوزير هذه بحاجة إلى قراءة مُعمّقة، والمتصفّح لقصصه سيلحظ أنها تستحق القراءة، ولا ينقصها الأسلوب الجميل ولا الصور والتعابير البديعة، وإن كان يجب الانتباه إلى بعض الأخطاء المطبعية والنحوية فيها· ونقتطف مما جاء في قصة ''أنا على الصليب'': ''وقف إلى جانب الملك، ومن جانبيهما الحاشية، واصطف الجنود الثمانية أمامهم· السؤال المستفز يقف في الزور: لماذا يقف الوزير إلى جانب الملك دائماً؟ ـ لحمايته بقوة الولاء· (···) ثمانية جنود بزيهم الموحد أمامه، قاماتهم المتساوية الطول، وهو يقف في الصف الخلفي بمحاذاة الملك''· فهل يستطيع قارئ قصص محمد اشتية أن يقول ما قاله توفيق صايغ في المقدمة التي كتبها لمجموعة جبرا إبراهيم جبرا عن موقف أبطالها من المدنية: ''وكشخص البطل الذي أبداً هو وإن سمي أسماء مختلفة وتبدلت الأدوار التي أعطيها قيمة بين قصة وأخرى، وكاريزمية الواحدة وان اختلفت فيها الظلال''؟ وهل يستطيع قارئ قصص محمد اشتية أن يقول إن محمد اشتية حاضر في قصصه كلها، وان اختلفت اسماء شخوص قصصه؟ لعل من يعرف شيئاً عن الرجل/ الكاتب لا يجافي الصواب حين يزعم انه ـ أي الكاتب ـ حاضر في قصصه كلها، ان لم يكن شخصاً، فروحاً وتجربة، فالقصص تعبر عن تجارب وأماكن عديدة متنوعة لم يمر بها إلا قلة قليلة، والقصص تأتي مع أسماء ممثلين وأدباء وفنانين لا يعرفهم أيضاً إلا القليلون· هل يمكن أن يكون بطل ''الممكن واللاممكن'' وبطل ''مصارعو السومو'' سوى محمد اشتية الذي شارك في المفاوضات، وزار اليابان بحكم موقعه ووظيفته هو رجل الاقتصاد المعروف؟ هل يفاجأ قارئ ''إكليل من شوك'' حين يعلم ان كاتبها رجل اقتصاد؟ في قصته ''الدكتور يعقوب'' تكمن الاجابة، الشخص الأساس فيها يقرأ الأدب ويتابعه ويرغب في دراسة الآداب او الزراعة، ولكن أمه تصر على ان ينفذ وصية أبيه ويدرس الطب، حتى يصبح دكتوراً، ما يعني ان هناك ميولاً أدبية دفينة لدى الكاتب، تبرز ايضاً لدى بطل قصة ''دبليو دبليو دبليو دوت كوم''، حيث تعداد اسماء روايات مشهورة يبدو انها ذات تأثير في محمد اشتية، والا لما كانت قصصه رشيقة ذات لغة ممتعة· وأظن ان أكثر قصصه لغة واسلوباً خرجت من معطفها، من قارئ قرأها· في أدبنا تحول سياسيون الى أدباء، مثل إميل حبيبي الذي طلق في النهاية السياسة وانحاز للآداب· وفي أدبنا تحول أدباء الى سياسيين، فخسرناهم أدباء، مثل ماجد ابو شرار· قبل إميل حبيبي فعل الشيء نفسه نجاتي صدقي، وبعد ماجد ابو شرار فعل مثله حسن ابو لبدة، لا أدري ان كان قراؤنا يتذكرون انه اصدر مجموعة قصصية، وانه بدأ الكتابة وهو مدرس في جامعة بيرزيت· ومحمد اشتية يفاجئنا باصدار مجموعة قصصية، بعد ان عرفه الكثيرون مفاوضاً سياسياً ورجل اقتصاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©