ديناصورات العصر «الجوراسي» تعود لتستوطن الشارقة

استطاعت التقنيات الحديثة إعادة عالم الديناصورات الذي انقضى منذ العهد «الجوراسي» (هو عصر ونظام جيولوجي ظهر منذ أكثر من مليون سنة مضت، بدأ في نهاية العصر الترياسي وانتهى في بداية العصر الطباشيري، ويعرف باسم عصر الزواحف) إلى الشارقة، حيث اجتمع ثلاثون نوعا منها في فعالية شيقة حملت اسم معرض «دينو-لايف»، الأكبر على مستوى العالم، ليقدم المتعة الممزوجة بالتعليم، ويأخذ جمهور الأطفال في رحلة مدهشة عبر الزمن، حيث يتحول كل منهم إلى مستكشف صغير، يشاهد ويتعرف على أنواع مختلفة من هذه الزواحف العملاقة التي استوطنت الأرض ثم انقرضت قبل ملايين السنين. والمعرض الذي أشرفت عليه شركة أميركية بالتعاون من إدارة «ميجا مول» في الشارقة، مستمر لغاية العاشر من سبتمبر المقبل، إذ نصبت خيمة كبيرة بالساحة المقابلة للمركز التجاري، مزودة بمعدات خاصة وتقنيات حديثة، وقسمت إلى عدد من الحجرات المفتوحة على بعضها البعض، وشكلت على هيئة البيئة الطبيعية التي استوطنت فيها الديناصورات فيما مضى، تفصل بينها دهاليز وممرات تأخذ الزوار في جولة ميدانية في أرجاء المكان، تستغرق 60 دقيقة تقريبا، ليتعرفوا من خلالها على أهم أنواع الديناصورات وصفاتها والحقبة التي عاشت خلالها. في هذا الإطار، تقول هبة الكرجيه، معلمة في مدرسة المواهب، وإحدى الزائرات للمعرض «جئت مع مجموعة من تلميذاتي من المرحلة الابتدائية، وقمنا بجولة استكشاف، أطلعت من خلالها الطالبات على المجسمات الضخمة والمتحركة للديناصورات، وأخذن نبذة معلومات عن كل واحد منها، فتعرفن على الفترات الزمنية التي عاشت فيها، والأماكن التي جاءت منها، وأسلوب حياتها ونوعية غذائها، وإن كانت من آكلات اللحوم، أو الأعشاب، كما رأينا لوحات كبيرة تبين الساعة البيلوجية، والخرائط التاريخية». وتشير ماسة عبد الحليم (10 سنوات) بدهشة إلى أحد الديناصورات الضخمة، قائلة «قرأت عن ديناصور «تي ريكس» في الكتب المدرسية، ولكني لم أتخيل أن أراه بهذا الحجم والضخامة، فطوله يبلغ حوالي 27 مترا، كما أنه يبدو طبيعيا جدا حيث يحرك جسمه وأطرافه ويصدر أصواتاً مخيفة، ورأيت هنا زواحف لم أكن أعرفها قبلا شكلها يبدو غريباً، وسأحاول أن أبحث عنها من خلال الإنترنت». وتقول أمية مأمون، الطالبة في الصف الرابع الابتدائي «أكثر ما أعجبني في هذا المعرض هو أن كل الديناصورات هنا تتحرك، وتبدو حية حيث تهز رؤوسها وذيولها، ولقد تمتعت كثيرا بمشاهدة الفيلم السينمائي ثلاثي الأبعاد، بعد أن أعطوني النظارة السوداء الخاصة به، فلقد عرفت من خلاله معلومات عن حياة الديناصورات وكيف انقرضت من كوكب الأرض، وأتمنى أن أزور المعرض ثانية مع أمي وأبي». من جانبه، قال آشيش تابا، مدير المعرض «يعتبر معرض «دينو-لايف» الأول من نوعه في كل أنحاء العالم، وكانت الإمارات هي أول محطة له، وسينطلق منها بعد عدة شهور إلى السعودية ثم روسيا وبقية الدول، لأنه يعد عرضا تعليميا وترفيهيا من الطراز الأول، فعالم الديناصورات يجتذب في العادة الكبار والصغار على حد سواء، وهو مثار بحث واستقصاء منذ عقود، وبالتالي فهو يسهم في منح الزائرين فرصة للحصول على الكثير من المعلومات بأسلوب شيق ومشاهدات شبه واقعية عن كل الكائنات المنقرضة». ويضيف «من خلال هذا العرض النادر تتوافر للأطفال وأسرهم تجربة رائدة ومشاهدة مجسمات متحركة للديناصورات وبأحجام حقيقية، وميكانيكية عالية التقنية فيها مرونة وديناميكية، لم تستخدم من قبل، لتبدو حركة هذه الزواحف طبيعية لأقصى درجة، وبمصاحبة مؤثرات صوتية عالية تشبه الزئير، مع شاشات لعرض المعلومات حول كل كائن موجود هناك، وسينما خاصة تعرض فيلما ثلاثي الأبعاد يحكي قصة الديناصورات». ويسعى معرض «دينو-لايف» إلى استقطاب الكثير من الزائرين من خلال شراكته مع «ميجامول» الذي يرسخ مكانته كمركز للنشاطات التثقيفية والتعليمية في الشارقة، حيث أكدت أكثر من 200 مدرسة محلية رغبتها بزيارة المعرض قبل انتهائه مع اقتراب نهاية العام.