الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استعادة الموصل تواجه تحديات على كافة المستويات

استعادة الموصل تواجه تحديات على كافة المستويات
22 سبتمبر 2016 22:53
بغداد (أ ف ب) تعهد العراق باستعادة السيطرة على مدينة الموصل بحلول نهاية العام الجاري، فيما ألمح قادة أميركيون كبار إلى أن العملية قد تبدأ الشهر المقبل، لكن الهجوم للسيطرة على معقل الإرهابيين يواجه تحديات جسيمة على مختلف المستويات. والموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، تعتبر نهاية المطاف في الحرب القائمة ضد تنظيم «داعش»، الذي استولى على مساحات شاسعة من الأراضي في منتصف عام 2014. لكن قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة على المدينة، هناك سلسلة من التعقيدات العسكرية والسياسية والإنسانية تشكل تحديات شتى، وحتى لو بدأت العملية الشهر المقبل، فإن نهايتها قد تمتد إلى أسابيع أو شهور. وقال الخبير الأمني «جاسم حنون» «ستكون هناك تحديات جسام على كافة الأصعدة، وأبرزها التنسيق بين القطاعات العسكرية المشاركة في المعركة». وسيشارك في المعركة الجيش والشرطة وميلشيات «الحشد الشعبي» الطائفية ومقاتلي البشمركة الكردية، وهذه القوات لا تعمل تحت قيادة موحدة. من جانبه، قال إحسان الشمري أستاذ العلوم السياسية «إن طبيعة تصادم المصالح، ومحاولة استغلال لحظة خروج داعش ستشكل التحدي الأهم لرئيس الوزراء حيدر العبادي». وأوضح «هناك مشاريع ومصالح ودول تعتبر خروج داعش فرصة للحصول على مزيد من النفوذ والمصالح وتثبيت دعائمها». وأطلق ضباط أميركيون كثيراً من التكهنات حول موعد اقتحام الموصل، لكن العبادي أفاد بأنه يريد أن يكون موعد انطلاقها مفاجئاً. وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال «جو دانفورد»، ذكر أن القوات العراقية ستكون جاهزة في مطلع أكتوبر، كما قال الجنرال «جو فيتل» رئيس القيادة الوسطى الأميركية «إن استعادة السيطرة على المدينة ستكون نهاية العام الجاري». وعلى صعيد آخر، هناك تحديات إنسانية كبيرة يجب مواجهتها فـ«الوكالات الإنسانية تسابق الزمن من أجل الاستعداد للكارثة التي قد تحدث إثر العملية العسكرية»، بحسب الأمم المتحدة. وحالما تبدأ العملية، فإن القوات العراقية المنسجمة وأحيانا المتنافسة يتوجب عليها القتال جنباً إلى جنب أمام دفاعات الإرهابيين. وإذا اعتمدت القوات العراقية استراتيجية ما لاستعادة الموصل، فإنها ستتبع التكتيك السابق الذي يقضي بمحاصرة المدينة وتطويقها قبل اقتحامها. وبعد صدور تقارير تشير إلى احتمال استخدام غاز الخردل ضد القوات الأميركية جنوب الموصل يوم الثلاثاء، واستخدام الإرهابيين لأسلحة كيميائية مؤكدة ضد البشمركة في السابق، هناك مخاوف من أن يعود التنظيم إلى استخدامها أثناء دفاعه عن الموصل. ودمرت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مكاناً قرب الموصل يشتبه بأنه كان يستخدم لتصنيع الأسلحة الكيميائية. وكان «دانفورد» أعلن أن توقيت عملية الموصل، «يتوقف على قرار سياسي لرئيس الوزراء حيدر العبادي»، لكن الأوضاع أكثر تعقيداً من ذلك. وستلعب القوات الكردية دوراً أساسيا في العملية، لكنها ليست خاضعة لأوامر العبادي، ما يؤكد الحاجة إلى قرار تتخذه قيادة إقليم كردستان. بيد أن هذا الأمر يتطلب اتفاقاً أو على الأقل تفاهماً مبدئياً بين بغداد وكردستان حول أوضاع المناطق بعد انتهاء العملية العسكرية. ويريد الأكراد الاحتفاظ ببعض المناطق قرب الموصل في حين ترفض بغداد التخلي عنها لصالح الإقليم. وهناك أيضاً تحديد دور لميلشيات «الحشد الشعبي» التي تدعمها طهران في العملية. فهذه القوى تحت سيطرة العبادي ظاهرياً، لكنها في الواقع تتحرك بشكل مستقل، كما أنها تتلقى تعليمات من إيران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©