الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسرح الشارع فكرة جديدة تلامس هموم المواطن والمقيم

مسرح الشارع فكرة جديدة تلامس هموم المواطن والمقيم
13 مايو 2011 20:13
قد يحملك الفضول والاستغراب إذا كنت تتجول في أي شارع من شوارع إمارة الشارقة لاستطلاع مايجري عند رؤيتك لمجموعة من الأشخاص يرتدون زياً موحداً، تقف على قارعة الطريق لأداء بعض الفقرات التمثيلية في الشارع، مما يحمل الآخرين على التجمهر حول هذه “الجوقة الفنية”، لما يحمله الموقف من طرفة في الأفكار وغرابة في التنفيذ، وسرعان مايستدرك الجمهور بأن من أمامهم هم فرقة مسرحية تؤدي أدوارها من دون حرج ولاخجل أمام من تجمع لاستكشاف مايدور من هرج ومرج، لا استغراب إنها فرقة مسرح الشارع. يخطو المسرح في الإمارات خطوات واسعة نحو الأمام، وجاء ذلك من الاهتمام الذي يوليه القائمون على هذا الفن رغم محدودية جمهوره في الوقت الحالي، علماً أن خشبة المسرح هي المحك الأساسي لاختبار موهبة أي فنان، لتقدير إمكانياته، وفيه يستمتع الحضور بمشاهدة بث حي من قبل الممثلين في تفاعل مباشر معهم من دون قص أو رتوش، مما يسبغ على لقب المسرح صفة أبو الفنون بحق. وانطلقت من مسارح الشارقة مع بداية العام الحالي تجربة جديدة في عالم المسارح، عادت قرونا بعشاقه إلى الزمن الوردي لهذا الفن، وتعد هذه التجربة هي الأولى من نوعها على مستوى الدولة جاءت على أساس الارتجال في الشارع بدون أي مواعيد مسبقة لأداء الأدوار، بمشاركة مجموعة مؤلفة من 25 شابا وشابة، وذلك بعد انتسابهم لورش عمل “الدائرة المتواصلة “ والتي كان آخرها ورشة التوليف والارتجال، وتميزت بطريقة إقناعها ونجاحها لما تحمله بين جنباتها من تفاعل كبير مع حشود الجماهير الحاضرة التي لم ترتب لحضور هذه العروض وكان بدايتها في إمارة الشارقة. وعن هذه التجربة يقول مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة أحمد بورحيمة :” جاءت الفكرة بعد افتتاح ملتقى الشارقة للمسرح العربي والذي أقيم تحت شعار المسرح والشباب، ومن خلال توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد بن صقر القاسمي بعد اجتماعه مع الفنانين المشاركين لسماع الطروحات في كيفية وصول المسرح الى الجمهور تم طرح مسرح الشارع، وذلك بناءً على المتغيرات الجديدة التي تحصل في المنطقة، واقتداء بالتجارب في أمريكا اللاتينية على سبيل المثال لا الحصر”. وتم تطوير هذه الفكرة بإعداد مجموعة من المواهب لتقديم هذه التجربة والنزول الى الشارع لأداء العروض القصيرة التي تعايش الواقع الذي يعيشه الجمهور، فكانت بداية العروض منذ فبراير 2011 في قناة القصباء وبحيرة خالد ومنتزه الجزيره وكلباء وخورفكان ومنطقة نحوه وشيص بالإضافة إلى العروض في أيام الشارقة المسرحية بتواجد نخبة من الفنانين العرب والعرض الأخير كان في أيام الشـارقة التراثية في منطقـة الشارقة القديمة. ويؤكد بو رحيمة النجاح الذي لاقته هذه العروض حيث أنها فاقت التوقعات، لافتاً إلى ان التجربة مازالت في مراحلها الأولى وتحتاج إلى المزيد من التفعيل من خلال الاهتمام بها من قبل الممثلين المشاركين، كما ان ذلك موضحاً إلى ان ذلك يحتاج بعض الوقت كي تنضج هذه التجربة، علماً أن الفنانين المشاركين من جميع الجنسيات العربية. أفكار نخبوية تلامس الشارع العربي وقدمت الفرقة نخبة من العروض الجميلة هي لعبة شعبية من التراث العربي (لعبة الذيب والخرفان ، ولعبة الطاقية)، ومثل شعبي أيضا ( كلٌ يغني على ليلاه والشيفة شيفة والمعاني ضعيفة ) وسيرة ذاتية ، وحالة وطن ، ونوادر جحا 2011 ، وقناة مسرح الشارع. وعن مدى عمق هذه التجربة والأعمال التي يقومون بها يقول الفنان السوداني ومشرف الفرقة الرشيد أحمد عيسى : “إنها تجربة جديدة تحتاج إلى جهد ثنائي من الممثل والمتفرج، والهدف الأساسي منها هو استفزاز المشاهد وإثارة وعيه للمشاركة في الحدث، باعتبار أن مسرح الشارع منصة تفاعلية تشاركية، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل منطقة تقام فيها فعاليات هذا النوع من المسارح والمشاركات”. وباعتبار ان مسرح الشارح في معظمه ارتجالي ولايوجد نص فيه يرى الرشيد أحمد أن التجربة بحاجة لجهد من الممثلين، كما أن المطلوب من أعضاء هذا المسرح التمتع بسرعة البديهة لأنه يتعامل مع المشكلات الواقعية في الحياة اليومية، وعلى الممثل أن يرتجل سريعاً بما يلائم المواقف التي يتعرض لها الممثل في حواره مع الجمهور، كما أكد أنهم يحاولون في العمل على وضع ركيزة أساسية في تمييز حضور الممثل بعلاقته بالمتفرج بجعله حضورا متميزا وديناميكياً لمزيد من التفاعل. كما يبدو ان المسرح سيتجه في طرح قضايا تهم الشارع العربي وتلامس همومه في هذا الوقت بالتحديد وخاصة خلال المنعطفات الخطيرة التي يمر بها الإنسان العربي في تحويلاته السياسية والاجتماعية، لذا يحتاج مسرح يتفاعل مباشرة مع الجمهور الفنان والجمهور وجهاً لوجه وعن هذه التجربة قال ماهر محمد أحد الممثلين المشاركين “ انها كانت تجربة جديدة ومفيدة تساهم في التواصل المباشر بين الممثل والجمهور وتطرح قضايا هامة تلامس واقع الناس وتقديمها لهم بالذهاب اليهم دونما الحاجة لحضورهم للمسرح الذي بات الكثيرون يعانون من صعوبة الحضور وأيضاً وتساعد هذه التجربة من رفع مهاراته ليكون بالوقت نفسه الكاتب والمخرج وايضا الممثل “ أما الممثلة في العزاوي فأكدت «إن مشاركتها في مسرح الشارع جاءت من خلال إيمانها بأن الجمهور بحاجه لتلك الأنواع من الأعمال التي تلامس الواقع بشكل حقيقي وأيضا إيمانا بقدرة الممثل على تأدية رسالة سامية بالفن ليس فقط على خشبة المسرح فحسب وإنما من خلال تجارب مسرح الشارع». في حين قال الممثل كميران كنجو وهو أحد المشاركين «إن هذه التجربة هي أساس متين لبناء الممثل الحقيقي كما جاء في منهج «ستانسلافسكي» وان الاحتكاك المباشر مع جمهور الشارع يضعنا تحت مسؤولية أكبر من ناحية مهارات الممثل ككل من أداء وصوت وارتجال محسوب». وعبرت الممثلة قمر خليل قالت عن هذه التجربة “إنها منذ زمن تحلم أن تتلاقى مع الجمهور وجها لوجه لتقدم رسالتها بشكل مباشر وتقرأ الفائدة من عيون الحضور فهذا بالنسبة إليها هو أساس النجاح”
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©