الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللباس وأدبيّاته في التقاليد العربيّة

اللباس وأدبيّاته في التقاليد العربيّة
6 نوفمبر 2008 01:35
جعل الله اللباس للإنسان زينةً في المحافل، ووقاية من البرد والحرّ، فإذا هو سُترةٌ يستر بها عورتَه، فيتميّز بفضلها عن الحيوان، وإذا هو، إلى ذلك، مَظهرٌ يزْدان به في المواقف، ويتباهَى به في المجالس· وهو من زينات الحياة وجمالها· ولذلك قال الله تعالى: ''يا بني آدم قد أنزلْنا عليكم لِباساً يُوارِي سَوءاتِكُم ورِيشاً ولباسَ التَّقوَى''، وقد علّق الزمخشريّ على هذه الآية فقال: ''وجعل اللهُ اللّباسَ ريشاً: زينةً وجمالاً (···) وهو مستعارٌ من الرِّيش الذي هو كُسوةٌ وزينةٌ للطائر''· كانت العباءة تطلق على اللّباس الخشن للمرأة، والشُّفُوف يُطلق على الملابس الحريريّة الشفّافة، ومنه قولُ مَيسون بنت بَحْدلٍ الكِلابيّة، زوجِ معاوية حين تزوج عليها: وقد أحسّت ببرودة في عَلاقته معها: لَلُبْسُ عَباءةٍ وتَقَرَّ عيني أَحَبُّ إليّ من لُبْس الشُّفوفِ! والعباءةُ والعَبَاءُ (والعَبَايَةُ أيضاً، وهي المستعملة بكثرة في الاستعمال العربيّ العامّيّ المعاصر): ضرْب من الأكسية، وجمعه أعبئة· وتكون العباءة في مألوف العادة خشنة النسج، فكأنّها لا تكون إلاّ من صوف، ويعني ذلك أنّ العباءة نقيضُ اللباس الشّفّاف· ومن أحسن الشواهد على ذلك بيت زوج معاوية، وهو من ضمن بضعة أبيات قالتها بتلك المناسبة· واللُّبْسُ، بالضم: هو مصدر قولك لبِستُ الثوبَ، واللَّبْسُ، بالفتح، مصدر قولك: لبَسْتُ الشيءَ ألبِسُه بشيء آخرَ: إذا خلطته ؟ولا تلبِسوا الحقّ بالباطل؟· والْمَلْبَسُ واللباس واللِّبْس: ما يُلبَس من ثياب، للستر والتّدَفُّؤِ، أو للزينة والاحتفال· وقد ألبسه إيّاه، فلبِسَه· والثوبُ اللَّبيسُ: ما كَثُر لُبْسُه فأخلقَ، ومثله: مِلحفة لَبيسٌ، وجمعه لُبُسٌ· والشخصُ اللَّبوسُ: الكثيرُ اللِّباسِ· وقد سمعت ناقداً عربيّاً يلبِسُ، في حديثه بمجلس حافل، بين اللُّبْس بمعنى الارتداء، واللَّبْس بمعنى الخلْط والْمَشْج· وكان للنساء ثوب رفيعٌ، في بعض الحواضر الإسلاميّة مثل المدينة المنوّرة، لا تمتلكه كلّ الأُسَر لغلاء ثمنه، ورفعة نسْجه، فكنّ يتعاورْنه لتجليَة الجواري ليلةَ العُرس، وكان أفخر الملابس لديهم أو من أفخرها· وكان يسمَّى ''الْمِعرَض''· ونورد فيما يلي أمثلة من هذه الملابس التي كانت ترتديها المرأة خاصّة، إذ كثيراً ما يقع التمييز، في التسمية، بين ملابس الرجال وملابس النساء، مع أنّ أصل هذا البحث عمل كبير لا يتّسع له حجم هذه المقالة التي نجتزئ منها بمجرّد هذه النماذج القليلة· ؟ الْمِجْوَل: ثوب ترتديه الفتاة قبل التّخدير تجول فيه، (إذا ما اسبطرّت بين دِرع ومجول، امرؤ القيس)· وفي تعريف آخر: الْمِجْوَلُ هو الصُّدْرةُ، والصدرة هي الصِّدار، والأُصْدَةُ أيضاً· والعرب تقول للقميص القصير، والدرع القصيرةِ: الصُّدرة· وما سُمّي صِداراً إلاّ لأنّه يلي الصدر· وفي حديث الخنساء: دخلت على عائشة وعليها خمار ممزّق، وصدار شعَرٍ: الصدار: القميص القصير، كما وقع وصفُه أوّلاً· ؟ الأُصْدةُ: قميص صغير يُلبس تحت الثوب· وكان ثعلب يراها الصُّدرة، قال الشاعر: مثل البرامِ غدا في أُصدةٍ خلَق لم يستعِنْ وحَوامي الموتِ تغشاها ويستعمل منه الفعل فيقال: أصَّدْتُه تأصيداً· ونصّ ابن سيده على أنّ الأُصْدة كانت من لباس الجواري قبل الإدراك، فإذا أدركْن دَرَّعْنَ· وذهب الفيروزابادي إلى أنّه قميص صغير للصغيرة، أو يُلبَس تحت الثوب، كألأَصيدةِ والْمُؤْصَدَةِ· ؟ القميص: كانت العرب تتعاطَى لباس القميص الذي كانت تؤنّثه إذا أرادتْ به الدِّرعَ، ولذلك أنّثه جرير في شعره فقال: تدعو هَوازنَ والقميصُ مُفاضةٌ تحت النِّطاقِ تُشَدُّ بالأزرارِ وتذكّره في أغلب الاستعمال· ويجمع القميص على قمصان، وأقمِصة، وقُمُص، وقُمْص، ومن شواهده قولُ الشاعر: أبَتِ الرّوادِفُ والثـُّدِيُّ لقُمْصِها مسَّ البُطون، وأن تَمَسَّ ظُهوراً وقمَّصَ الثوبَ: إذا قطع منه قميصاً، وتقمّص قميصه: لبِسهُ، وإنّه لَحسَنُ القِمْصة: إذا كان يُحسن اختيار قُمُصه· وورد لفظ القميص في القرآن الكريم (سورة يوسف)، كما ورد في بعض الحديث حيث زعم ابن الأعرابيّ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعثمانَ: إنّ اللّه تعالى سيقمّصكَ قميصاً؛ وإنّك ستُلاصُ على خلْعه، فإيّاكَ وخلْعَه: أي تراوَدُ عليه ويُطلَبُ منك أن تخلعه، يعني الخلافة· ؟ الْمُطارَقةُ في اللباس: أن ترتدي المرأة ثوباً فوق ثوب آخر· (وهو يماثل المظاهَرة: بتحلّي المرأة بقلادتين: إحداهما، فوق الأخرى، أو بثوبين: أحدِهما فوق الآخر)· وهو من الطَّرْق: ركوب شيء على شيء، أو التحاقه به، أو طروئه عليه· يقال: ظاهَرَ، وطارَقَ، وطابَقَ: بين ثوبين، لبس أحدَهما فوق الآخر· ويصدق على الحليّ أيضاَ· ؟ الْجِلْباب: ومن الألبسة العربيّة المعروفة الْجِلبابُ، ويقال: أدْنت المرأةُ عليها مِن جِلْبابها، وقد تجلْبَبَتْ، وأنتَ جلْبَبْتَها: إذا ألبستَها الجِلباب· وجاء في التنزيل العزيز: يُدْنِين عليهنّ من جَلابِيبهنّ· واختلف المعجميّون في تعريف الجِلباب، فمنهم من ذهب إلى أنّه القميص؛ ومنهم من ذهب إلى أنّه ثوب أوسع من الخمار، دون الرّداء، تغطّي به المرأةُ رأسَها وصدرها؛ ومنهم من كان يرى أنّه ثوب واسع، وإزار سابغ دون الملحفة، تلبَسه المرأة؛ وقيل: هو الملحفة نفسها· قالت جَنوبُ، أختُ عمرٍو ذي الكلب، ترثيه: تمشي النُّسورُ إليه وهي لاهِيَةٌ مَشْيَ العذارَى عليهنّ الجلابيبُ وفي حديث عليّ رضي اللّه عنه: مَن أحبَّنا، أهلَ البيتِ، فلْيُعِدَّ للفقر جِلْباباً وتِجْفافاً· والتَّجْفاف بالقياس إلى معجم ''العين'' مصدر، ولذلك جاء مفتوح التاء، وهو من جفَّفَ الشيءَ يجفّفه تَجفافاً وتجفيفاً، وجفّ الشيءُ جفافاً وجُفوفاً؛ في حين أنّ التِّجْفاف (اسم): ما يُجلَّلُ به الفرَسُ في الحرب من حديد وسلاح وآلة تقيه الجراح، وفرس مجفَّف: عليه تِجْفاف، ذهبوا فيه إلى معنى الصلابة والْجُفوف، وجمعه تَجافيف، والتاء فيه زائدة، وما كان أولى أن نسمّيَ المركبة الحربيّة المصفّحة باسم: ''المركبة المجفَّفة''، باعتبار ما رأينا من وصف الفرس في يوم الحرب· وفي غريب ألفاظ التنبيه: الْجِلبابُ (بكسر الجيم): هو الْمُلاءة التي تلتحف بها المرأة فوق ثيابها، هذا هو الصحيح· ؟ الملحفة: في حين أنّ الْمِلحفة عند العرب: هي الْمُلاءةُ السِّمْطُ، فإذا بُطِّنتْ ببطانة أو حُشِيتْ فهي عند العوامّ ملحفة· وفي تعريف آخر للسان: اللِّحاف، والمِلحف، والْمِلحفة: اللباس الذي فوق سائر اللباس من دثار البرد ونحوه، وكلّ شيء تغطيتَ به فقد التحفت به· ولَحَفَه لِحافاً: ألبسه إيّاهُ· وتلحّفت لحافاً: إذا اتّخذته لنفسك· وكذلك التحفْت· ولا تزال الملحفة واللحاف يستعملان في العربيّة المعاصرة في بعض الأقطار العربيّة· ويُطلَق على اللِّحافِ والْمِلحفِ أيضاً: الإزارُ والْمِئْزرُ· وكان يقال: إنّها لَحَسنة اللِّحْفةِ: من الالتحاف· وكان اللحاف، عند المرأة المسلمة، يطلق على ما يطلق عليه اليوم ثوب الحجاب· واللّحاف: مشتقّ من إلحاف الرجل بالسّؤال، على توهّم أنّ الْمُلحِف بالسؤال يريد زيادة رزقٍ فوق ما عنده، فكما أنّ اللحاف لباس فوق لباس، فإنّ سؤال الملحِف رزقٌ فوق رزق· وتسمَّى الملحفة أيضاً: الشَّوْذَرَ، وهي كلمة معرَّبة· وشاهدُها قول أحدِ خبثاء الرُّجّاز، يسخر من امرأة عجوز: جاءتْكَ في شَوْذَرها تميسُ عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبيـسُ أحسنُ منها منظراً إبليسُ! والشَّوْذَرُ: الملحفة، معرَّب؛ ولطْعاءُ: من تَحاتَّتْ أسنانُها من الكِبَر؛ والدردبيس: العجوز الفانية· وقد يطلق الدَّرْدبيسُ على الرجل الداهية صاحب الرأي والتجربة، وشاهدُه قولُ جُرَيّ الكاهِليّ: ولو جرّبْتَني في ذاك يوماً رضِيتَ وقلتَ: أنتَ الدَّرْدَبيسُ وقال الفراء: الشوذر هو الذي تلبَسه المرأة تحت ثوبها· وقال الليث: الشَّوذَر: ثوب تجتابه المرأة والجارية إلى طرَف عضدها· ؟ الالتفاع: وأمّا الالتفاعُ والتّلفُّعُ فهما الاِلْتحافُ بالثوب، وهو أن يشتملَ به حتّى يجلِّلَ جسدَه· ولفّع رأسه تلفيعاً: غطّاهُ· وتلفّعتِ المرأةُ بِمِرْطِها: إذا التحفتْ به· وفي الحديث: كنّ، نساءُ المؤمنين (وفي النهاية: كنّ نساءٌ من المؤمنات) يشهدن مع النبيّ، صلى الله عليه وسلم، الصبحَ، ثمّ يرجِعْن متلفّعاتٍ بمُروطِهنّ ما يُعرَفْن من الغَلَس، أي متجلّلاتٍ متلفّفات بأكسيتهنّ· والْمِرْطُ كِساء أو مِطرَفٌ يُشتمَلُ به كالْمِلحفة· وأمّا اللِّفاعُ، حسب ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث، فهو ثوبٌ يجلَّلُ به الجسدُ كلّه: كساءً كان أو غيرَه· وتلفّع بالثوب: إذا اشتمل به· ؟ الخمار: (ويقال: الخِمْرة أيضاً): فهو ما تغطّي به المرأة رأسها خاصّة· وجمعه: أخمرة، وخُمْر، وخُمُر· وفي أمثالهم: إنّ الْعَوانَ لا تُعلَّمُ الخِمْرة! (أي أنّ المرأة المجرَّبة لا تُعلَّم ما ذا تصنع، وما ذا لا تصنع؟) وتخمَّرت المرأةُ بالخمار واختمرتْ: لبِستْه وخَمَّرتْ به رأسها، أي غطّته وسترته· ''وفي حديث الاختمار: لَيَّةً لا لَيَّتَينِ''، أي تلْوِي المرأةُ خِمارَها على رأسها مرّةً واحدةً، ولا تُديره مرّتينِ، لئلاّ تشتبهَ بالرجال إذا اعْتمّوا· كما يسمّى الخمار أيضاً النَّصيفُ (ويسمَّى أيضاً الرَّصيف): وقد نصّفت المرأةُ رأسَها بالخمار· وانتصفت الفتاةُ، وتنصّفت: اختمرت· ونصّفتَها أنت تنصيفاً، ومنه قول النابغة: سقط النصيفُ ولم تُرد إسقاطه فتناولتْهُ واتَّقَتْنا باليدِ ودقّق أبو سعيد في معنى النصيف فقال: النصيف ثوب تتجلّل به المرأة فوق ثيابها كلّها، وسُمِّيَ نصيفاً لأنّه نصَفٌ بين الناس وبينها، فحجَز أبصارهم عنها، وهذا المعنى يعزّزه بيت النابغة، لأنّ النصيفَ إذا جُعل خماراً فسَقط فليس لستْرها وجهَها، مع كشْفها شَعَرَها، معنىً· ؟ النِّقاب: وهو ممّا له صلة بالخمار، وهو آتٍ من اللّون، فكأنّ لونَه يستر، في رأي ابن الأعرابيّ، لونَ وجهِ المرأة· وهو القِناع على مارِنِ الأنفِ، وجمعُه نُقُب· وقد تنقّبت المرأة، وانتقبت· والتنقيب أنواع: فإذا أدنت المرأةُ نقابها إلى عينها، فتلك الْوَصْوَصَة؛ فإذا أنزلته دون ذلك إلى الْمَحْجِرِ فهو النِّقابُ؛ فإن كان على طرَف الأنف فهو اللِّفَامُ· وهو أيضاً البرقُع· وكانت الوصوصة مستعملة عند العربيّات قبل الإسلام فيما يبدو باصطناع الوَصْواصِ الذي هو البُرقُعُ الصغيرُ، ومن شواهده قولُ المثقَّبِ السعديّ: ظهرْن بكِلّةٍ وسدَلْنَ رقْماً وثقّبْنَ الوصاوِصَ للعيون ورُوِي: أرَيْنَ محاسِناً وكنَنّ أخرى· وبُرقُعٌ وصواص: ضيّق، والوصائِصُ: المضايق· والأصل في الوصواص: خرْقٌ في السّتر ونحوه على قدر العين يُنظَر منه (ويمكن أن يُطلَقَ على ما يسمَّى اليوم ''عين البقرة'' ممّا يوضع في الأبواب لإتاحة لِمَن بالداخل رؤية مَن بالخارج: ''الوصواص''· ووصوصَ الشخصُ عينَه: صغّرها ليستثنيَ النظر· والوصاوص: خروق البراقع· الْمُلاءةُ: هي الرَّيْطةُ والإزارُ، وجمعُها مُلاَء· وتصغير الْمُلاءةِ (تصغير ترخيم): الْمُلَيَّةُ، بعد تخفيفها من الهمز· وورد هذا الحرف في شعر امرئ القيس وأبي خراش وغيرهما· ''وفي حديث الاستسقاء: فرأيت السحابَ يتمزّق كأنّه الْمُلاَءُ حين تُطوَى''· ومُلاءةٌ ضافيَة: سابغة· وتفسّأتِ الْمُلاءةُ: تفتّتتْ وتشقّقت من غير مَزْقٍ، قلّما يُتكلَّم به· ؟ المرحَّلُ: ضرْب من برود اليمنِ سُمِّيَ مرحَّلاً لأنّ عليه تصاويرَ رحْلٍ وما ضاهاهُ· ومِرْطٌ مُرحّل: إزارُ خَزٍّ فيه علَم، قال امرؤ القيس: خرجتُ بها أمشي تجرُّ وراءنا على أثَرَيْنا ذَيلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ المرحّل: المنقوش بنقوش تشبه رحال الإبل· الْمِنْطَقة: والْمِنْطَقُ والنِّطاقٌ (والأخير أكثر استعمالاً): كلّها يعني ما يصلح لشدّ وسَط الإنسان، ذكراً أو أنثى· ونطّقت الشخص تنطيقاً، فتنطّقَ· ويقال: جبل أشمُّ منطَّقٌ، لأنّ السحاب لا يبلغ قمّته فيجتزئ بوسطه· وفي تعريف آخر: النِّطاق: شُقّة من ملابس النساء، وهو شبه إزار فيه تِكّة كانت المرأة تنتطق به· وفي حديث أمّ إسماعيل: اتّخذت مِنْطَقاً: هو النطاق، وجمعه مناطق، وهو أن تلبَسَ المرأةُ ثوبَها، ثمّ تشُدَّ وسَطَها بشيء، وترفعَ وسَط ثوبها، وتُرسلَه على الأسفل عند مُزاولة الأشغال، لئلاّ تعثُرَ في ذيلها· وعرّف صاحب المحكم النطاق بأنّه: شُقّة، أو ثوب تلبَسه المرأةُ ثمّ تشدّ وسطها بحبل، ثمّ ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة؛ فالأسفلُ ينجرّ على الأرض، وليس لها حُجْزةٌ ولا نَيْفَقٌ ولا ساقانِ، والجمع نُطُقٌ· وقد انتطقتْ، وتنطّقتْ: إذا شدّتْ نطاقَها على وسطها· وقالت عائشةُ رضي اللّه عنها في نساء الأنصار: فعمَدْنَ إلى حُجَزِ، أو حُجوز، مَناطقِهنّ فشقَقْنَها وسَوَّينَ منها خُمُراً واختمرْن بها حين أنزل اللّه تعالى: ؟ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهنّ على جُيوبِهنّ؟: الْمَناطق: واحده مِنطَق، وهو النِّطاق· يقال: مِنطَق ونطاق، كما يقال: مِئْزَر وإزار، ومِلحَفٌ ولِحاف، ومِسْردٌ وسِرَاد· ومنه ذات النِّطاقين: هي أسماءُ بنت أبي بكر رضي اللّه عنهما، قيل: كان لها نطاقان تنتطق بأحدِهما، وتحمل في الآخر الزاد لسيّدنا رسول اللّه، صلى الله عليه وسلم، وأبي بكرٍ، وهما في الغار· وقيل: إنّها شقّتْ نطاقَها نصفين فاستعملتْ أحدَهما، وجعلت الآخر شِدَاداً لزادهما· ؟ النَّوْفَلِيّةُ: شيء كان نساءُ الأعراب يتّخِذْنه من صوف يكون في غِلَظٍ أقلّ من السّاعد، ثمّ يُحْشَى ويُعْطفُ فتضعه المرأة على رأسها ثمّ تختمر عليه، وأنشدوا قول جِرَان العَوْد: ألاَ لا تَغُرَّنَّ امرَأً نوفليّةٌ على الرأس بعدي والترائِبُ وُضَّحُ ؟ القُبْطِيّة: ثياب كتّان بيض رقاق تُعمل بمصر وهي منسوبة إلى القِبْط على غير قياس· وفي الحديث: أنّه كسا امرأةً قُبْطيّةً فقال: مُرْها فلْتتّخذْ تحتها غِلالةً لا تصفُ حجْمَ عظامِها· ومنه حديث عمر: لا تُلْبِسوا نساءَكم القَباطيّ فإنّه إن لا يَشِفَّ، فإنّه يصِف! ؟ الْهُنْبُعُ: شبْهُ مِقنعةٍ قد خِيطَ تلبَسه الفتياتُ· والهنبُع ما صغُر من هذا النوع من الملابس، والْخُنْبُعُ: ما اتّسع منها وطال حتّى يبلغ اليدين، ويغطّيهما· وتقول العرب: ما له هُنْبُعٌ ولا خُنبُع: أي ليس له شيء! ؟ الْمِعْرَضُ: ثوب تُجلّى فيه الجواري ليلة العُرْس، وكان أفخر الملابس عندهم، أو من أفخرها، وقد سبقت الإيماءة إليه· ؟ الطّريدةُ: القطعة الطويلة من الحرير، والسَّرَقُ: شِقاقُ أجود الحرير، واحدته: سرَقة، قال الأخطل: يرفُلْن في سَرقِ الْفِرَنْدِ وقَزِّهِ يَسْحَبْنَ من هِدّابِه أذيالاَ والسرَق، بهذا المعنى، كلمة فارسية معرّبة· وفي حديث عبد اللّه بن عُمر: رأيت كأنّ بيدي سَرَقَةً من حريرٍ· وورد في كلام عرب أوّل الإسلام كثيراً· وربما نطقوه بالصاد تفخيماً للسين· ؟ الْخَيْعَلُ: الفرْوُ، أو هو ثوب غير مَخيطِ الفَرْجين يكون من الجلود ومن الثياب، أو هو درعٌ يخاطُ أحدُ شِقّيهِا تلبَسها المرأة كالقميص· وقيل: الخيعلُ: قميص لا كُمَّان له· ويقال عن ذلك: خَيْعَلْتُه فتخَيْعَلَ، أي ألبسته الخيعلَ فلبِسَه· ؟ الْجُؤْبُ: دِرْعٌ كانت المرأة تلبسها، ولم تفصّل المعاجم العربيّة فيه أكثر من ذلك· ويبدو أنّ فيه لغة أخرى هي الْجَوْب الذي هو دِرع تلبَسه المرأة· ؟ الزُّنْجُبُ: ثوب تلبسه المرأة تحت ثيابها إذا حاضتْ· ؟ السُّبْجة والسَّبِيجة: لباس عربيّ كان النساء العربيّات يلبَسْنه، ولكن وقع الاختلاف في توصيفه، ومما جاء في وصف السبيجة أنّه غِلاَلةٌ تبتذلها المرأة في بيتها كالبقير (والبقير، والبَقِيرة: بُرْدٌ يُشَقّ فيُلبَسُ بلا كُمّينِ ولا جيبٍ، وقيل: هو الإتْبُ، وهو من ملابس النساء، ويسمَّى البقير أيضاً: الْعِلْقةَ)، والجمع سبائج، وسِبَاج، وسُبَج، قال حُميد بن ثور: إنّ سُلَيمَى واضحٌ لبّاتُها ليّنةُ الأبدانِ من تحتِ السُّبَجْ قيل: هي ثياب من جلودٍ واحدتها سُبْجة، وهي بالحاء أعلى··· وقيل: هي بُرْدة من صوفٍ فيها سواد وبياض· وقيل: هي ثوبٌ له جيبٌ، ولا كُمَّانِ له يلبَسه الطّيّانون· وقيل غير ذلك في وصفها مثل أنّها كساءٌ أسودُ: فارسيّ معرّب· ويقال: تسبَّجَ بالمدرعة: لبسها، قال العجاج: كالحبَشِيّ التفَّ أو تسبَّجا ؟ الإِتْبُ: بالكسر بُردةٌ تُشَقُّ فتُلبس من غير كُمّينِ، ولا جيبٍ· والإتْبُ: دِرع المرأة· ويقال: أتَّبْتَها تأتيباً فأْتَتَبَتْ هي: أي ألبسْتَها الإتْبَ فلبِستْه· وقيل في تعريف الإتْب أيضاً: ما قصُر من الثيابِ فنَصَفَ الساقَ· وقيل في تعريفه أيضاً: الإتب: غيرُ الإزارِ، لا رباط له كالتِّكّةِ، وليس على خياطة السراويل، ولكنه قميص غيرُ مَخيطِ الجانبيْن· وقيل: هو النُّقْبَةُ، وهو السراويل بلا رجلين، وجمعه آتابٌ، وإِتابٌ· والْمِئْتَبةُ، كالإتْبِ· والعلَقَةُ، والصِّدارُ، والشَّوْذرُ· وقيل في تعريف الإتْب أيضاً: إنه ثوبٌ يُشقُّ فتُلقيه المرأة في عنقها، وهو يعرّي من جسم المرأة مفاتنَها، فيما يفهم من كلام المعاجم، ومن شعر الكُمَيْت: وقد لقِيتُ ظِباءَ الإنسِ غاديةً من كلّ أحورَ بالمكّيِّ مُؤْتَتِبِ وهو شبيه بالشَّوْذَرِ (وجمعه شواذِر) الذي ترتديه الفتاة، قال: كأنّ -إذا استَقْبلْتَهُ- أجنِحاتِهِ شواذرُ جافتْها ثُدِيٌّ نواهِدُ وجافتْها: من الْجَوف· وهي هنا بمعنى دخلتْها واطمأنّتْ فيها، فكأنّ في الكلام قلْباً· والمعنى: الثُّديّ النواهد جافت الشواذِرَ، أي اتّخذتْ مكانها فيها· ولم أر أحداً شرح هذا البيتَ· ؟ الغِطَايَةُ: ما تتغطّى به المرأةُ من حشْو الثيابِ تحت ثيابها كالغِلالة ونحوها· ؟ الْقَرْقَلُ: ضرْبٌ من لباس النساء دون كمّين· وهو قميص من قُمُص النساء بلا لِبْنة، وجمعه قَراقل· ؟ الْخِفَاءُ: رداء تلبَسه المرأة فوق ثيابها· وكلّ شيء غطّيتَه بشيء من كساءٍ أو نحوه فهو خِفاؤه، وجمعه أخفيَة· ؟ الرّهْطُ (خارج المعنى المعروف) مئزَرُ الحائضِ كان يُجعلُ جلوداً مشقَّقةً إلاّ موضع العورة· ؟ الشُّفُوفُ: اللّباس الشّفّاف الذي يظهر منه جسم المرأة· وقد سبق الاستشهاد عليه بشعر زوج معاوية، ميسون بنت بحدل· ؟ ابتُزَّتِ المرأة من ثيابها: جُرِّدتْ، كأنّها حُملتْ على ذلك، ويستعمل الابتزاز في اللّغة المعاصرة لغير هذا المعنى· ؟ اللِّفْقُ: أحَدُ لِفْقَيِ الْمُلاءةِ· واللِّفاق، والتِّلْفاق بكسرهما: هو أن تلفِقَ المرأةُ إزاراً إلى إزارٍ من عِظم عجيزتها، أي أنّ التلفاق: عبارة عن ثوبين اثنين يُلفَقُ أحدُهما بالآخر· (ومنه جاء قولهم: أحاديث ملفّقة، وكلام ملفوق، على التشبيه)· ؟ وفلانة جمعت الثياب، أي كبِرت، لأنّها تلبس الدرع (والدّرع: ما تلبَسه المرأة فوق القميص، وهو مذكّر عند الحلوائيّ، وأنّث جرير القميص حين أراد به الدرع، والدرع، كما عرّفه الْمُغرب، هو ما جيبُهُ إلى الصدر، والقميص ما شِقُّه إلى المنكب، وأدرعتِ المرأةُ دِرْعها: إذا لبستْه، ودرّعتَها أنت إيّاه) والخمار والملحفة· ودرَّعَ المرأةَ تدريعاً: ألبسها الدِّرعَ· ؟ السِّبُّ: السِّتر والخمار والعمامة أيضاً، وشُقّة الكتّان الرقيقة، ومثله: السَّبِيبة، وجمعه سُبوب، وسبائب· ؟ الْمِعْقَبةُ، والمِعقب: الْخِمَارُ· وسُمّي مِعقبةً لأنّه يعقُبُ الْمُلاءةَ، فيكون خلَفاً منها
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©