الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تتميز بـ 4 أنظمة بيئيــة طبيعية

الإمارات تتميز بـ 4 أنظمة بيئيــة طبيعية
17 يونيو 2018 01:04
شروق عوض (دبي) كشف تقرير لوزارة التغير المناخي والبيئة، أن دولة الإمارات تتميز بأربعة أنظمة بيئية طبيعية «إيكولوجية»، ثلاثة منها تعد رئيسة، وهي النظام البيئي الصحراوي الذي يشكل 80% من مساحة الدولة، ويأوي أنواعاً مختلفة من النباتات الموسمية المتفرقة التي تشكل مصدراً مهماً لغذاء الحيوانات، والبحري الذي يمتاز بسواحل تمتد بطول 2,390 كم في كل من الخليج العربي وبحر عُمان، ويضم مجموعة من الجزر والعديد من البيئات المتنوعة، مثل الشعاب المرجانية، وتشكل الأسماك فيه مصدراً للغذاء وتساهم في الحماية ضد تأثيرات تغير المناخ والحفاظ على التوازن البيئي والجبلي الذي يشكل نحو 2.6% من مساحة الدولة ويحتضن العديد من النباتات والحيوانات البرية، وأخرى منها تعد ثانوية وهي الأراضي الرطبة المتمثلة بالوديان والسهول الرسوبية، حيث تشكل مواقع لتفريخ الأسماك وتساهم في حماية الشواطئ من التعرية الساحلية وغيرها. وقالت هبة الشحي، مدير إدارة التنوع البيولوجي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»: إن دولة الإمارات تتمتع بتنوع بيولوجي غني نسبياً يشمل مجموعة من الأنظمة الإيكولوجية والمواطن الطبيعية البرية والمائية، وهناك العديد من الأنواع تميزت بتكيفها مع أنظمة البيئات الأربع، موضحة أن تميز دولة الإمارات بالنظام الصحراوي جاء لوقوع الدولة في النطاق الاستوائي الجاف الذي يمتد عبر آسيا وشمال أفريقيا، وتمثل الصحراء الرملية الموائل الأرضية السائدة فيها (ما يقارب من 80% من مساحة الدولة)، حيث تمتد من ساحل الخليج العربي جنوباً إلى رمال الربع الخالي غير المأهولة، ومن الشرق إلى السهول الحصوية المطلة على جبال الحجر، وتتصف هذه البيئات بقلة الغطاء النباتي وعدم انتظامها ونقص العناصر الغذائية في التربة السطحية وانخفاض هطول الأمطار ونسبة التبخر العالية. وتابعت: «رغم هذه الظروف البيئية الجافة عموماً، والتذبذب الموسمي الكبير نسبياً في درجات الحرارة، المرتفعة خاصة في فصل الصيف، إلا أن الصحراء تأوي أنواعاً مختلفة من النباتات الموسمية المتفرقة والمتكيفة مع الظروف المناخية القاسية بالدولة، حيث تشكل مصدراً هاماً لغذاء الحيوانات، وتساهم بشكل كبير في تثبيت الكثبان الرملية والتقليل من تأثير الاحتباس الحراري ومكافحة التصحر، كما لها استخدامات متعددة في الطب الشعبي والعطور والبخور والغذاء للإنسان في بعض الأكلات الشعبية المحلية، وتشكل الصحراء مأوى للعديد من الحيوانات البرية التي لها أهمية تراثية مثل الصيد وسباق الهجن». النظام الجبلي وأشارت إلى أنه وفقاً للتقرير الذي أعدته إدارة التنوع البيولوجي في الوزارة مطلع الشهر الجاري، ويحمل عنوان «النظم الإيكولوجية في دولة الإمارات العربية المتحدة»، فإن النظام البيئي الجبلي الذي تنعم فيه الدولة، يعد إرثاً بيئياً تاريخياً، كونه يشكل حاجزاً في الجهة الشرقية والشمالية من الدولة، ويسهم في تخزين المياه الجوفية، ويعد بيئة مثالية للأنواع المهددة مثل النمر العربي، ويحتضن العديد من النباتات والحيوانات البرية، وتقسم الجبال إلى ثلاثة مرتفعات وهي رؤوس الجبال والوسطى والشمالية. وأكدت أن النظام البيئي الجبلي يتميز أيضاً بوجود الوديان التي تمتلئ بالمياه خلال فترات تساقط الأمطار المحدودة، وهنالك بعض المياه الجارية التي تستقر على مدار العام في بعض الأخاديد العميقة (الوديان) في البيئات الجبلية، ما يسمح للمياه الجارية بالنفاذ بين الصخور وتشكيل جداول مياه عذبة وشلالات وبرك، ومن أهم الوديان في الدولة وادي البيح وحام والبصيره والوريعة، مشيرة إلى استخدام المياه العذبة في العديد من أنشطة السكان المحليين وخاصة في ري المزروعات، حيث ساهمت الأفلاج (قنوات مائية تقليدية تراثية) لسنوات عديدة في استغلال الموارد المائية بشكل مستدام والتي يقدر عددها في الدولة بـ150 منها 50 فلجاً يعمل حتى الآن. وأشارت إلى أن «جبل حفيت» يعد واحداً من النظام الجبلي، وهو من الوجهات المفضلة للزوار، ويعتبر من المواقع الهامة في المنطقة لتنوعه الفريد، حيث تم تسجيــل نحو 181 نوعاً من النباتات الوعائية في المنطقة، تنتمي إلى 53 عائلة و147 جنساً، وهي تمثل نحو 25 % من نباتات الدولة. النظام البحري ولفتت إلى أن النظام البيئي البحري الذي تنعم فيه دولة الإمارات، استخدم تاريخياً للنقل والتجارة وبالأخص في الصيد وتجارة اللؤلؤ، وتشكل الأسماك مصدراً مهما فيه، كما يساهم في الحماية ضد تأثيرات تغير المناخ والحفاظ على التوازن البيئي، مشيرة إلى أن الدولة تمتاز بسواحل تمتد بطول 2,390 كم في كل من الخليج العربي وبحر عُمان، وتضم مجموعة من الجزر والعديد من البيئات المتنوعة والتي تشمل الشعاب المرجانية والحشائش البحرية وغابات أشجار القرم والشواطئ الرملية والصخرية والطينية والسبخات الساحلية، كما توفر مياه الدولة الموئل للعديد من الكائنات البحرية الهامة المهددة عالمياً بالانقراض، مثل السلاحف المنقارية وأبقار البحر. البحري والأراضي الرطبة وأكدت أن النظام البيئي البحري والساحلي يوفر للمجتمع خدمات وسلعاً متعددة ومتفاوتة الأهمية، كالغذاء والعلف، كما يساهم في الحماية ضد تأثيرات تغير المناخ، كارتفاع مستوى سطح البحر وتعديل درجات الحرارة وخفض آثار الاحتباس الحراري، وكذلك يستخدم كمناطق ترفيهية وتعليمية وغيرها، مشيرة إلى أن مناطق الحشائش البحرية والشعاب المرجانية في الدولة توفر المأوى للعديد من الأنواع البحرية، كما تمثل مواقع لتفريخ الأسماك الاقتصادية الهامة، ومواقع تغذية، بالإضافة إلى أنها تساهم في حماية الشواطئ من التعرية الساحلية (الانجراف)، مؤكدة أن نظام الأراضي الرطبة يتضمن الوديان والسهول الرسوبية، ويعد من أهم المناطق الرعوية في دولة الإمارات نظراً لخصوبته، كما يوفر النظام مواقع فيه لتفريخ الأسماك الهامة وحماية الشواطئ من التعرية الساحلية، وتساهم أشجار القرم المنتشرة فيه بامتصاص الغازات الدفيئة. خطط ومبادرات أشارت هبة الشحي إلى قيام وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع السلطات المختصة والجهات الحكومية والخاصة وجمعيات النفع العام مؤخراً بتنفيذ العديد من الخطط والمبادرات منها المشروع الوطني للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض للاتحاد الدولي لصون الطبيعية، الخارطة الذكية لرأس المال الطبيعي في الدولة، المشروع الوطني لقائمة الأنواع الغازية، تحديث خريطة المواقع الهامة للطيور في الدولة، وفقاً للمعايير الدولية، وإعادة تأهيل الأنواع مثل برامج إكثار طيور الحبارى والمها العربي والنمر العربي والطهر العربي وأبو حراب. وأكدت وضع وزارة التغير المناخي والبيئة متمثلة بإدارة التنوع البيولوجي خطط ومشاريع مستقبلية تسعى لصون والحفاظ على هذه المحميات، ومن أهم المشاريع المستقبلية وضع نظام متكامل لإعلان المحميات الطبيعية، وإعداد قاعدة بيانات لجميع الأنواع الموجودة في المحميات الطبيعية، تمثيل النظم الطبيعية في المحميات الطبيعية في الدولة، بالإضافة إلى صون والحفاظ على مساحة المحميات الطبيعية الحالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©