الحريري: لن نسمح باندلاع فتنة في لبنان

أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس أن تمسكه بالمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري غير قابل للتأويل أو المساومة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذه القضية لن تكون سبباً في اندلاع فتنة في لبنان. وقال الحريري في افتتاح المؤتمر التنظيمي الأول لـ «تيار المستقبل» «إن أمر المحكمة الدولية ليس طارئاً ولا هو ابن هذه الساعة، والإجماع اللبناني على وجوب الالتزام بتحقيق العدالة مسألة غير قابلة للتأويل أو المساومة». وأضاف «ان موضوع المحكمة جزء لا يتجزأ من قرارات الحوار الوطني اللبناني ومن البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة بعد جريمة الاغتيال». وأضاف الحريري «هناك من يتصور أو يتخوف أو يهول أو ربما يتمنى ان تكون قضية اغتيال الرئيس الشهيد سبباً في اندلاع أزمة لبنانية أو فتنة مذهبية ونحن نقول بكل صدق وأمانة ومسؤولية إن لا مكان في قاموسنا الوطني لهذه المخاوف والادعاءات أو حتى التمنيات». وكان الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله قال «إن الحريري أبلغه أن القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة سيتهم عناصر غير منضبطين في الحزب، وان الحريري وعده قبل زيارته واشنطن في مايو الماضي بانه إذا حصل أي شيء فسيظهر في الإعلام ويقول إن الحزب لا علاقة له وان اناساً غير منضبطين عملوا على ذلك». ودعا الحريري الى التهدئة والابتعاد عن الانفعال والتزام الآداب السياسية والوطنية، وقال في رد غير مباشر على كلام نصر الله «لقد وهب رفيق الحريري حياته لسلامة لبنان، ولن تكون روحه الطاهرة سبباً لتجديد الفتنة على أرض لبنان، فكفى تأويلاً وكفى تهويلاً وكفى استنفاراً لعواطف الناس». ونفى النائبان عمار حوري وهادي حبيش (تيار المستقبل) المعلومات التي أوردها نصرالله، وقال الأول «هذا الكلام غير صحيح.. كان هناك حديث عن معطيات إعلامية كان يتم تداولها فقط»، فيما وصفها الثاني بأنها «مغالطات» وقال إن ما نقل عن لسان رئيس الحكومة أنه ابلغ نصرالله بمضمون القرار الظني غير دقيق أبداً. وجدد الحريري تأكيد فتح صفحة جديدة مع سوريا، وقال «زيارتي الأخيرة الى دمشق أسست من دون شك لترجمة إرادتنا المشتركة في دفع هذه العلاقات في الاتجاه الصحيح، وأتطلع مع كل اللبنانيين المخلصين الى البناء على هذه المرحلة لتفعيل دور لبنان في تعزيز التضامن العربي وتثبيت نتائج المصالحة العربية الكبرى.. لقد فتحت سوريا أبوابها أمام جميع اللبنانيين، ونحن علينا أن نفتح عقولنا وقلوبنا وأبوابنا». وأكد الحريري «أن إسرائيل لن تتمكن من لبنان طالما عرف اللبنانيون كيف يحافظوا على وحدتهم الوطنية». وشدد على أن مسؤولية الدولة أن تكون في مستوى التحدي للعدوان الإسرائيلي وانتهاكاته لأرضنا وسيادتنا وحقوقنا في مياهنا وثرواتنا الطبيعية. ودعا رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون أمس الى عقلنة الخطاب السياسي، واعتبر أن المؤامرة على لبنان ليست نظرية بل حقيقة ثابتة مشيراً الى أن إسرائيل تسعى لتوطين الفلسطينيين في لبنان ولكنها لن تنجح في حال كان اللبنانيون والفلسطينيون مجمعين على رفضه. واعتبر النائب بلال فرحات أن التسويات التي تتم على حساب «حزب الله» هي تسويات لمصلحة إسرائيل. وأكد رئيس حزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان ان هناك فرقاً بين النصين الفرنسي والإنجليزي للمحكمة الدولية، وقال: لن نقدم لبنان كبشاً لإسرائيل في المحكمة. الى ذلك، أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن قلقه إزاء الاضطرابات السياسية التي بدأت تطفو على الساحة اللبنانية نتيجة المشاحنات والسجال الإعلامي. وحذر من التأثيرات السلبية لهذه الاضطرابات مما يهدد استقرار لبنان وسلامته. وقال المتحدث الرسمي باسم الجامعة إن الأمين العام يتابع باهتمام المشاورات التي يجريها الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان للتهدئة بين أركان هيئة الحوار الوطني.