الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المشاركون يؤكدون عمق الكلمة وثراءها

المشاركون يؤكدون عمق الكلمة وثراءها
16 يناير 2014 00:49
الشارقة (الاتحاد)- نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول، ورشة نقاشية حول كلمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والتي ألقاها في افتتاح الدورة الثانية للمؤتمر العام لكتاب وأدباء الإمارات التي انعقدت أواخر الشهر الفائت. وشارك في الورشة التي عقدت في مقر اتحاد الكتاب بالشارقة، كل من: الدكتور محمد العبودي، والدكتور حمد بن صراي، وزكريا أحمد. واستهل حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة إتحاد كتاب وأدباء الإمارات الجلسة بكلمى ترحيبية عبر فيها عن اعتزاز كتاب وأدباء الإمارات بالرعاية الكريمة التي لقيها مؤتمرهم العام من لدن صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وقال: “إن الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر دخلت أدبياتنا، لما اتسمت به من شمول وعمق، خاصة عندما تحدث عن الثقافة والتأصيل الثقافي” مضيفاً “أن صاحب السمو الشيخ سلطان يجسد ويترجم برؤيته هذه السياسة التي حدد ملامحها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والذي يؤكد دائماً على تلازم المادي والمعنوي في سياق عملية النهوض والتحديث التي تعيشها الإمارات. وهذه السياسة عبر عنها كذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حالكم دبي رعاه الله، وذلك في أكثر من مناسبة، ومنها وصفه الاستحقاق الإماراتي باستضافة إكسبو 2020 بأنه حدث ثقافي، وبأن الثقافة جزء أصيل من أجندتنا الوطنية خلال المرحلة المقبلة، مع التأكيد على أهمية تعزيز النسيج الاجتماعي والثقافي للإمارات”. وتوقف الصايغ في كلمته عند الروافد التي تصب في بحر التنمية الشاملة في الإمارات، كالتعدد، والتسامح، والانفتاح على الآخر، وقال: “إن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يحرص على أن تكون له مساهماته الفاعلة لإظهار هذا كله، وتعزيزه”. ثم تحدث الباحث الدكتور محمد العبودي عن انطباعاته حول شخصية سلطان بن محمد القاسمي، وقال: “ما جذبني فيه لم يكن في كونه حاكماً مهتماً بالثقافة والكتابة والنشر فقط، بل في أنه يكتب، وهذه حالة فريدة عربياً على الأقل. وأضاف العبودي: “ما يميز شخصية القاسمي أنه موسوعة ثقافية تحيط بمختلف الفنون والعلوم والمعارف كالمسرح، والأدب، والتاريخ، والجغرافية، والزراعة، والجيولوجيا، وهذه الثقافة الموسوعية تجد ترجمات واضحة لها في فكره وسلوكه وعلاقاته مع الناس”. وقال: “إن هذه الانطباعات مبنية على معرفة شخصية قديمة بسموه، وعلى احتكاك مباشر معه”، وختم العبودي بالإشارة إلى أن القاسمي رجل بدوي، وهو في هذا ينتمي إلى مدرسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة رحمه الله، ورغم أنه درس في الخارج، فقد حافظ على هويته، ولم ينسلخ عنها، ولم يتأثر بأي أفكار هدامة، بل حول معرفته بالأخر إلى عنصر إيجابي هو الانفتاح والتلاقح الفكري والثقافي. ثم قدم الدكتور حمد بن صراي عرضاً تناول فيه كلمة القاسمي من خلال المحاور الرئيسة للمؤتمر العام لكتاب وأدباء الإمارات الذي حمل عنوان “تراث الإمارات” ولاحظ أن العلاقة بين الثقافة والتراث أمر واقع، فالتراث يمتلك آلية دفاعية تجعله قادراً على استنفار الشعوب وحشد طاقاتها، وله دور في عملية البناء الوطني، وبما أنه جزء من الثقافة، بل هو الثقافة المتوارثة عن الأجيال، فإنه ينطبق عليه ما ينطبق على الثقافة من حيث تعريفه وتحديد أبعاده ومفهومه، وعليه فلا بد من إدخال التراث في اهتماماتنا الثقافية وإفراز الأصيل والدخيل منه”. ثم توقف بن صراي عند مقومات تداول الموروث الثقافي عبر الأجيال، كما نبه إلى الخلل الذي أوجدته التركيبة السكانية، وانعكاس ذلك على تراث الإمارات، ونبه إلى ضرورة تدارك ذلك عبر إجراءات تحفظ هذا التراث، ومنها المتاحف ودور العرض باعتبارها تشكل فضاء للتعبير عن الذات والشعور بالانتماء، وكذلك المؤسسات الثقافية والتظاهرات. وتوقف أخيراً عند ظاهرة التحول المستمر التي يعيشها مجتمع الإمارات، وقال: “إن المجتمع استوعب هذه التغيرات دائماً، وتكيف معها كما حدث بالنسبة لمفردات اللغة، أو البناء، أو الحرف، أو سواها”. بدوره وصف الباحث زكريا أحمد كلمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بأنها كلمة مكتنزة، وقال: “لقد قدم سموه تعريفات عدة للثقافة، ما يدل على صعوبة الإمساك بتعريف محدد”، وأضاف: “ومع ذلك يمكن تعريف الثقافة بأنها منظومة شاملة تحتضن كل مفردات النشاط الإنساني المادي وغير المادي، وقد اخترت هذا التعريف لأنه يمثل المفهوم الذي يعمل من خلاله القاسمي كمفكر ومثقف وأديب”. وقال زكريا: “لقد بدأ صاحب السمو مشروعه الثقافي في سن مبكرة، ووثق هذا المشروع بشكل مذهل. واهتمام سموه بالتراث يأتي بوصفه جزءاً من المنظومة الشاملة إلى جانب المسرح والأدب والتاريخ وسواها”. أما في المداخلات فقد تم تناول شخصية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتواضعه، واهتمامه بأدق تفاصيل الحياة الخاصة بالمواطنين، فهو يجمع بين العمق في الرؤية، والبساطة في طريقة التعامل مع الآخرين، مما يجعله نموذجاً للمثقف الملتزم، الملتصق بهموم الناس، وقضاياهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©