طلب مجلس الأمن الدولي من السودان ومن جنوب السودان حل الخلافات حول منطقة أبيي المتنازع عليها بـ”طريقة سلمية وعبر التفاوض”، وذلك بعد مواجهات أوقعت قتلى من الجانبين.
وقال جيرار ارو، سفير فرنسا الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، إن “أعضاء مجلس الأمن قلقون جداً من الوضع في أبيي ويدينون كل عمل يقوم به هذا الطرف أو ذاك ... من شأنه أن يتعارض مع اتفاق الرئيس (عمر) البشير والنائب الأول للرئيس (سيلفا) كير حول حل الوضع بطريقة سلمية عبر التفاوض”.
وأضاف في تصريح تلي على الصحفيين أن أعضاء مجلس الأمن “يلحون على الأطراف الموقعة على اتفاق السلام الشامل (عام 2005) العمل بجهد على حل التوترات والتوصل سريعاً إلى اتفاق حول وضع أبيي”.
وأوضح ارو أن “أعضاء مجلس الأمن دانوا إدخال الطرفين قوات مسلحة إلى منطقة أبيي، الأمر الذي ينتهك اتفاق السلام الشامل، وكذلك دانوا أعمال العنف التي وقعت مؤخراً”. وأشاروا إلى أن المجلس “يشيد” بقرار سحب القوات و”يلح على الطرفين التحرك من دون تأخير”.
وتشهد منطقة أبيي على الحدود بين الشمال والجنوب تصعيداً في أعمال العنف منذ استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان في يناير والذي صوتت فيه غالبية ساحقة لصالح انفصال الجنوب الذي سيصبح دولة مستقلة في يوليو.
ولم تحقق المفاوضات بين الشمال والجنوب بشأن مستقبل هذا الإقليم أي تقدم. وكان يفترض تنظيم استفتاء في يناير أيضاً للسماح لأبيي باختيار الانضمام إلى الشمال أو إلى الجنوب، لكنه أرجئ إلى أجل غير مسمى، خصوصاً بسبب خلاف على حق تصويت قبيلة المسيرية.
على صعيد آخر، أصيب 8 أشخاص من بينهم 4 من القوات المسلحة، أحدهم ضابط برتبة رائد، بإصابات متفاوتة نتيجة انفجار قنبلة بحي الصداقة بمدينة القضارف بشرق السودان. وأكدت مصادر بشرطة الولاية أن القنابل الست وجدت داخل أكياس بإحدى مكبات القمامة في حي “الصداقة” بعد أن تلقت الجهات المسؤولة بالحي بلاغاً من سكان بالحي عن وجود أجسام غريبة داخل أكياس القمامة. وعلي الفور توجه فريق مختص من القوات المسلحة إلى المكان المحدد وتم إبطال خمس قنابل، فيما انفجرت إحداها أثناء عملية الإبطال ما أدى إلى حدوث عدد من الإصابات بين فريق العمل والمواطنين المتجمهرين حول المكان، وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى العسكري بالقضارف.
وأكدت مصادر الشرطة أن القنابل التي تم العثور عليها يوم الأربعاء هي من نوع الجرانيت، لكنها لم تحدد على وجه الدقة كيفية دخولها إلى الولاية، مشيرة إلى أنه عمل تخريبي تقوم به حركات مسلحة تسعى إلى زعزعة أمن الولاية.
وولاية القضارف واحدة من ولايات شرق السودان الثلاث، التي شهدت جزءاً من الحرب الأهلية خلال تسعينيات القرن الماضي، ومدينة القضارف تقع على بعد 57 كيلومتراً من الحدود السودانية الإثيوبية وترتبط مع إثيوبيا بطريق بري.
عدد اليوم
