الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أنا والآخر» ينحاز إلى الإنسان في جمالياته

«أنا والآخر» ينحاز إلى الإنسان في جمالياته
23 مايو 2014 00:00
محمد عبدالسميع (الشارقة) يؤكد المعرض الفوتوغرافي «أنا والآخر» أن للصورة مكانتها وأنها تتصدر أدوات الخطاب البصري المعاصر، ولها تأثيرها وحضورها ومحتواها الدلالي، حيث يقدم من خلال 197 عملاً، متعددة القياسات، موضوعات متنوعة في مقدمتها الانسانية. ويبرز المعرض الذي افتتحه مساء أمس الأول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بمتحف الشارقة للفنون، وتنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، إبداعات ثلاثين فناناً من ستة وعشرين دولة يقدمون أعمالهم من خلال خمس مجموعات هي: البناء وإعادة البناء، مشاهد طبيعية، الوجود الإنساني، الرغبات وموضوعاتها، النقد الاجتماعي، التي تضمنت العديد من القضايا الإنسانية. إضافة إلى أنشطة موازية من ورش فنية ومحاضرات. الشمولية والتنوع من أبرز الأعمال التي تستوقف الزائر صورتان بصريتان مختلفتان للفنان الأندونيسي ويمو أمبالا بايانج، فيهما يظهر شخصان يجلسان في اتجاهين مختلفين وتفصل بينهما مسافة، كل منهما مستغرق في التفكير. تحمل الصورة الأولى عنوان «لم أرك منذ زمن طويل» أم الثانية فعنوانها «نحتاج وقت لنرى». وتكمن جمالية العملين في جعل الشيء الحقيقي مشوشاً أو خارج نطاق التركيز، بحيث تأخذ من المشاهد وقتا في الاستيعاب والتفكير. تتضمن الصورتان مؤثرات بصرية تتعلق بشكل العلاقات بين البشر كيف أصبحت تفتقد إلى الحوار وتوحي دائماً بأن الخلاف هو السمة الغالبة في الحوار. وما ساهم في تعزيز هذا الإيحاء طريقة جلوس الشخصين والمسافة التي تفصل بينهما. الرماد كما تستوقف الزائر مجموعة صور جمعها الفنان العراقي وفاء بلال. تصور أثر تدمير الأماكن جراء الغزو الأمريكي للعراق، وسعيه إلى تغييب الوعي العربي. حيث تكمن جمالية هذه الأعمال في البعد النفسي والفكري وإيقاظ الوعي الذي يتجلى في ذرات الرماد التي تتخلل الصور والتي فيها لمحة أمل وجمال تجذب المشاهد، عكس الصور التي تلتقطها وسائل الإعلام المختلفة والتي فيها دمار وخراب يوحي بالعجز والانهزام وفرض ثقافة المستعمر، إنها دعوة للبناء وإصلاح ما خربه العدوان. وأن تكون عامل تذكير رمزي بمكانة الاضطهاد في الصراع ما بين البشر والثقافة. سلسلة الخزفيات الفنان الكوري بون تشانج كوو، أدرك عمق الجمال في الخزف الكوري وعبر عنه وفسره من خلال الصور الفوتوغرافية. فهو يرى الاعمال الخزفية بمنظار جديد. فمجموعة الصور التي عرضها تعكس الوعي الجمالي عند الأشخاص الذين كانوا يستخدمون الأواني الفخارية. وهي تأتي ضمن فكرة المعرض «أنا والآخر». تترجم أحاسيس الفخر بأواني (بايكجا) التي تميزت بجمالها الأخاذ وجسدت ما تمتع به الخزفي الكوري من فن ودقة في إنتاج خزفيات جميلة، حرصت متاحف العالم على اقتنائها وعرضها. وتكمن جمالية تلك الصور في بلورة التفكير الفني والجمالي وقدرتها على إنتاج أعمال خزافية فنية فيها من الامتداد والشموخ، مزينة بأشكال غاية في الروعة والدقة، تحلّق بالناس إلى عالم من الفكر والإبداع تستكشف من خلاله مواطن الجمال فتنتهجها. خط الماء وعلى صعيد مضمون الفكرة، تستوقف الزائر صور يمتد فيها الخط الأزرق فوق مراكب البوم (المركب التقليدي) التقطها الفنان القطري خليفة العبيدلي. تتحدث الصور عن «خط الماء» الأثر القديم على الخشب والذي يقودنا إلى تاريخ قطر. حيث نرى تحت الخط الأزرق غواص اللؤلؤ وهو يبحث عن الصدف ويقاتل أسماك القرش سعياً وراء رزقه. وفكرة العمل تأملية يرى فيها المشاهد أشكالا استمدت من بيئة المنطقة، جسدت جماليات الطبيعة والمكان والتراث والنهضة وعمق الفكرة والمضمون. عطلات مجموعة صور للفنان الإيراني بهنام صادقي، يصور فيها مجموعة من الشباب خرجوا إلى الطبيعة في عطلة في مكان بعيد عن الناس. وعبر الصور بين كيف كانت تعاملاتهم مع البيئة، بشكل مضر ودون وعي بأهمية الحفاظ عليها. إنها رسالة توعوية بالشكل الأمثل في علاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها. وتعزيز الإرادة لإنقاذ البيئة. مواضيع مختلفة وهناك مجموعات أخرى من الصور تناولت موضوعات مختلفة تؤكد أن «أنا والآخر» واحد من العروض البصرية لفنون التصوير الضوئي. فيه حوار وتفاعل وتبادل للمعارف من خلال صور تتسم بالتأثير البصري القوي، وتتمتع بحرفية وجاذبية في تناول موضوعات إنسانية معبرة عن أماكن ومساحات مختلفة ومنتشرة في أنحاء العالم. تحث المشاهد على التأمل في ظروف التقاط الصورة، وفي الخيارات التي قدمها أثناء التقاط هذه الصورة. لتخلق مساحة من الحوار الإنساني وسط فضاءات المعرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©