محمد حامد ( دبي )
كيف تكون حاضراً رغم الغياب؟ والأهم كيف تخطف الأضواء على الرغم من ملازمة مقاعد البدلاء؟ سؤالان حضرا في عقول الملايين أثناء مباراة مصر وأوروجواي في مستهل مشوارهما المونديالي، فقد كانت الكاميرات تطارد صلاح منذ بداية المباراة حتى نهايتها على الرغم من جلوسه احتياطياً، نظراً لعدم اكتمال جاهزيته بصورة تامة على إثر معاناته من إصابة في الكتف تعرض لها في نهائي دوري الأبطال أمام الريال في 26 مايو الماضي.
صلاح الذي احتفل عشاق الكرة العالمية في كل مكان بعيد ميلاده الـ26 عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفي ملعب إيكاتيرنبرج الذي احتضن موقعة مصر وأوروجواي التي انتهت بفوز المنتخب اللاتيني بهدف نظيف، ظهر في عدد كبير من لقطات المباراة متفاعلاً مع أحداثها، وهو الذي لم يكن يوماً صديقاً لمقاعد البدلاء، وفي بعض الفترات ظهرت عليه ملامح الارتياح بعد أن ظهر المنتخب المصري بصورة جيدة، كما أن الدقيقة 26 من المباراة شهدت احتفالاً جماهيرياً بعيد ميلاده الـ26، وسط هتافات من الجماهير التي حضرت المباراة، بل إن عدداً من جماهير أوروجواي حرصوا على المشاركة في احتفالية عيد ميلاد النجم المصري.
وعقب تسجيل أوروجواي هدفها القاتل في الدقيقة 89، ظهر صلاح متأثراً بشدة، مما جعل البعض يتناقلون صورته التي ظهر خلالها حزيناً، مما جعل البعض يطرحون سؤالاً إجابته لدى هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب المصري، حيث كان يتوجب عليه الدفع بصلاح في الدقائق الأخيرة من المباراة، خاصة أنه أعلن قبل المواجهة عن جاهزية نجم ليفربول بصورة تامة لخوض المباراة.
ويدافع المتحمسون لمشاركة صلاح عن رؤيتهم بقولهم إن مشاركته في النزع الأخير من المواجهة كان كافياً لمنع دفاع المنتخب اللاتيني من التقدم، ومن ثم تخفيف الأعباء على دفاع المنتخب المصري، إلا أن كوبر قرر عدم المجازفة به، على أمل أن يكون لائقاً وجاهزاً للمشاركة في موقعة مصر مع روسيا، والتي أصبح الفوز بها ضرورياً لعودة الأمل في تأهل منتخب مصر للدور الثاني للمونديال.
وعقب نهاية المباراة ظهر إدينسون كافاني، نجم وهداف منتخب أوروجواي، وهو يتبادل قميصه مع صلاح في مشهد غلبت عليه مشاعر الود من النجم الشهير الذي احتضن صلاح، ووفقاً لما نقلته صحيفة «إل بايس» الصادرة في أوروجواي عبر مراسلها في روسيا، فقد تم سؤال كافاني عن واقعة حصوله على قميص صلاح، فقال:«لقد كنت حريصاً على أخذ قميص صلاح تذكاراً للمستقبل، وسوف أتركه لأبنائي، لأنهم يحبونه ويرونه نجماً كما أراه».
وفي مؤشر آخر على حضور صلاح رغم الغياب وسيطرته على الأضواء رغم ملازمته مقاعد البدلاء، غرد الإنجليزي جاري لينيكر قائلاً:«أعتقد أن صلاح في هذه المباراة أفضل من سواريز» وهي تغريدة تمزج بين إقرار لينيكر بنجومية صلاح، وفي الوقت ذاته الإشارة إلى أن سواريز لم يكن مؤثراً، أي أن صلاح كان حاضراً رغم الغياب، فيما غاب نجم وهداف أوروجواي رغم الحضور والمشاركة في المباراة، كما أن هداف المنتخب الإنجليزي السابق والإعلامي الحالي يعزف على وتر الشعبية التي يتمتع بها النجم المصري، ونظيره الأوروجوياني في إنجلترا، وتحديداً لدى جماهير ليفربول.
أما صحافة أوروجواي فكان اهتمامها كبيراً بصلاح قبل المباراة وبعد نهايتها، فقد أشارت صحيفة «إل بايس» إلى أن عدم مشاركة النجم المصري في المباراة جعل منتخب الفراعنة بلا أنياب هجومية حقيقية، فيما كان الأداء الجانب الدفاعي للمنتخب المصري جيداً، وأشارت الصحيفة إلى أن منتخب أوروجواي حصد 3 نقاط مهمة في بداية مشواره المونديالي في غياب اللاعب الأكثر خطورة في صفوف المنافس وهو محمد صلاح، وهو ما قاله أوسكار تاباريز المدير الفني لأوروجواي مضيفاً:«بالطبع كان من الوارد أن تتغير النتيجة في حال شارك صلاح في المباراة».
عدد اليوم
