الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شطبوا على هذه المباراة

16 يونيو 2018 22:38
لو كانت لي سلطة على تاريخ كرة القدم، وتحديداً على كأس العالم، لقمت على الفور بشطب وحجب مباراة المغرب وإيران، لما احتوته من سفاسف وتفاهات تكتيكية، وأيضاً للكآبة التي أصابتنا بها، ونحن نشاهد الميلادات القيصرية وأيضاً النهايات التراجيدية. طبعا أنا محبط مثل كل المغاربة، أن منتخب بلادي خسر بمنتهى الرعونة وبمطلق البلادة، مباراة كانت في كل مرة تمد يدها لـ«أسود الأطلس» تطلب ودهم، محبط وحزين أن يكون الدخول إلى المونديال قد تم على هذا النحو السيئ، الذي يصيب بالخذلان، إلا أن ما كانت عليه المباراة في كل فصولها، يصيب بالذهول ويقول إن كأس العالم الذي هو ذروة الاحتفال بكرة القدم الجميلة والخلاقة، لا يستحق مباريات من هذا النوع التكتيكي، أو لنقل أن مباراة المغرب وإيران هي من فصيلة المباريات التي كان المحللون يدعون إلى اعتبارها حالة خارج الزمن الكروي العالمي أو مباريات للنسيان. صحيح أن المنتخب الإيراني الذي نجح بفضل فراسة وواقعية مدربه كيروش، في التقيد الصارم بالنهج التكتيكي الذي يناقض في الطبع وفي الهيئة النهج المغربي، ما لعب المباراة أصلاً، إلا بهاجس الانقضاض على الفرص حتى لو قلت وندرت، وهو أعرف من غيره بالنواحي التي يتفوق فيها المغاربة فنياً، إلا أن ردة فعل «الأسود» إزاء هذا النهج الذي يهدم ولا يبني، كانت غاية في السلبية وفي الضعف، فأسقطهم ذلك في شرك المنتخب الإيراني، وبالتالي وأد آخر الصور المولدة للجمال وللإبداع في كرة القدم. أدرك البرتغالي كيروش بحاسته الاستباقية وبقراءته العميقة لمفاتيح أسلوب اللعب المغربي، أن مقارعة المغاربة بالفنيات الفردية قبل الجماعية، أشبه ما يكون بالانتحار، فلجأ إلى أسلوب مناقض يقوم على تكثيف التواجد على مستوى وسط الميدان وعلى ضرب الإيقاع وأيضاً على تلجيم كل محاولة مغربية لتسريع وتيرة اللعب، وأفرز ذلك الكثير من التشوهات التكتيكية ومن الإعاقات الفنية، وكأني بكرة القدم تريد أن تعاقب كل من يعجز عن اللعب بملكاته وعلى إمكانياته الذاتية، فأهدت المنتخب الإيراني هدفاً في الزمن الميت من المباراة، به حقق فوزاً إستراتيجياً، وبه أجهز على كثير من حظوظ المغرب في الذهاب لأبعد نقطة في المونديال. يساءل هيرفي رونار على الطريقة التي تدبر به النزال بكل متغيراته وتقلباته، وعلى عاتقه تقع كل المسؤولية في خسارة المغرب لمباراة مفصلية، عندما عجز عن حل الإشكالات التكتيكية التي وضعها له خصمه كيروش، والقول بوجود أمل ولو صغير وواهن في التأهل بعد الخسارة من إيران، وبعد الذي شاهدناه من الكبيرين البرتغال وإسبانيا، هو ضرب من الوهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©