الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الفجيرة تنشر أسبوعياً أرقام مخزوناتها النفطية

الفجيرة تنشر أسبوعياً أرقام مخزوناتها النفطية
23 سبتمبر 2016 15:21
الفجيرة (الاتحاد) تبدأ إمارة الفجيرة بنشر وإعلان أرقام مخزوناتها النفطية وذلك كمبادرة لتعزيز الشفافية تتطلع من خلالها لتثبيت موقعها كمركز رئيسي لتجارة النفط العالمية وكخطوة أولى في سعيها للحصول على أول مؤشر مرجعي بين دول المنطقة لأسعار المشتقات النفطية، مع الأخذ بعين الاعتبار ما وصلت إليه حالياً من كونها تستضيف أكبر كمية من السعة التخزينية لمشتقات النفط التجارية في المنطقة بأسرها. وشهدت منطقة الخليج خلال السنوات الأخيرة تطورات ملحوظة في مجموعة من العناصر الرئيسية التي ينبغي توفرها من أجل تكوين وتأسيس مركز عالمي لتجارة وتداول النفط ومشتقاته، كما أن المنطقة أصبحت مركزاً رئيسياً مفعماً بالنشاطات اللوجستية مع توفر خطوط أنابيب نقل النفط ومجموعات حظائر التخزين الضخمة والموانئ العميقة القادرة على استقبال الناقلات العملاقة. وعلاوة على ذلك فقد توفرت القدرات المساعدة من طرف مراكز الخدمات المالية التي استوطنت المنطقة بالإضافة إلى أغلبية البنوك وشركات النفط العالمية والشركات متعددة الجنسيات وشركات النفط الوطنية وشركات المبادلات التجارية الكبرى في المواد الأولية. كذلك لا بد من الإشارة إلى أن منطقة الخليج في خضم فورة من عمليات الإنشاءات الساعية لزيادة قدراتها الاستيعابية في مجال المصافي النفطية، حيث تمت زيادة السعة الإجمالية للمصافي بمقدار مليون برميل يومياً، خلال السنوات القليلة الماضية. وقال معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة «أصبحت الفجيرة اليوم في قلب مسار انتقال الطاقة الجديد الذي يمتد باتجاه الغرب من قناة السويس ليصل إلى عمق القارة الآسيوية، وقد تجاوزت الفجيرة كونها مركزاً لتخزين مشتقات النفط وإعادة التزود بالمواد اللوجستية لتصبح الآن مركزاً رئيسياً مهماً في نشاطات تصدير النفط الخام كذلك»، وأضاف «وأرى أن هذه الخطوة التي تتسم بالشفافية سوف تلعب دوراً رئيسياً نحو جهود الفجيرة للتطور من مركز رئيسي للنشاطات اللوجستية في المنطقة إلى مركز تبادل تجاري نشط ضمن أسواق الطاقة العالمية». وتحظى إمارة الفجيرة بموقع فريد حيث إنها الوحيدة ضمن دولة الإمارات العربية المتحدة التي تطل على المحيط الهندي، وتحتوي على المرافق الخاصة بتصدير النفط مباشرة، وتعمل الفجيرة جاهدة وضمن خطوات متسارعة للحاق بمنافستها سنغافورة من حيث المساحات المتوفرة لمجمعات التخزين الخاصة والتي من المتوقع أن تصل في الفجيرة إلى 9 ملايين متر مكعب في العام الجاري وترتفع لتتجاوز 14 مليون متر مكعب بحلول عام 2020، حيث إن غالبية الشركات العاملة في نشاطات التخزين بالفجيرة تقوم بزيادة قدراتها الاستيعابية التخزينية ومن ضمن شركة «في تي تي آي VTTI» التابعة لمجوعة «فيتول». وتشمل نشاطات التوسعة الأخرى الجارية حالياً كلاً من مشروع توسعة خزانات الفجيرة للنفط (إف أو تي) وشركة «جلف بتروكيم» وكذلك تطوير الأراضي المخصصة لشركة «كونكورد» التي تعمل على بناء خزانات ذات سعة مليون متر مكعب من النفط الخام والمشتقات. من ناحية أخرى تتنوع مصادر النفط الخام المتوفر في مرافق التخزين في الفجيرة بحيث تشمل أصناف خام مربان وخام البصرة الخفيف وخام المسيلة من اليمن. وأوضح الدكتور سالم عبده خليل المستشار في حكومة الفجيرة الخطوات التي تم اتخاذها على هذا الصعيد قائلاً «إثر المشاورات التي أجريناها مع جميع الشركات العاملة في الفجيرة، فنحن سعداء بالتوصل لإجماع عام من كل الأطراف على نشر وإعلان بيانات المخزونات النفطية أسبوعياً، مع الحفاظ على حماية سرية البيانات الفردية لكل من الشركات العاملة بالتخزين والتجارة، وذلك من خلال نشر الأرقام الإجمالية لأحجام المنتجات النفطية المتوفرة في المحطة. وتطمح الفجيرة من خلال مبادرتها بنشر أرقام المخزونات أسبوعياً بمحاكاة المعايير التي تتبعها الجهات المشغلة لأكبر محطات ومراكز تجارة الطاقة عالمياً في كل من روتردام (هولندا) وسنغافورة، وتشمل البيانات الشرح التفصيلي من حيث توزعها إلى فئات زيت الوقود والمشتقات الثقيلة (المتبقية) والمشتقات المتوسطة والمشتقات الخفيفة، وترى الفجيرة أن هذه المبادرة تتسق مع رؤية 2021 التي وضعتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في تبني ممارسات سياسة البيانات الحكومية المفتوحة والمتاحة لإطلاع العموم. من جانبه، يرى ديف إينسبرجر رئيس قسم المحتوى النفطي في شركة «ستاندرد أند بورز جلوبال بلاتس»، أن الشفافية التي يتيحها توفر البيانات ونشر بشكل دوري ومنتظم يعتبر جانباً بالغ الأهمية من أجل نجاح نشاطات التبادل التجاري في المراكز المختصة بتجارة السوائل عبر العالم. وأضاف «نشر المعلومات يرفع الغموض والضبابية من السوق ويمكّن كلاً من المتاجرين والمستثمرين من رؤية الفرص وكذلك المخاطر على وجه أوضح، وبالتالي تطوير استراتيجيات التبادل التجاري لتكون أكثر ترابطاً». تجدر الإشارة إلى أن أهمية الفجيرة كمركز واعد في أسواق الطاقة العالمية ضمن مسار الطاقة الجديد باتجاه جنوب-جنوب وإلى الغرب من قناة السويس قد تعززت هذه الأسبوع من خلال افتتاح رصيف التصدير لناقلات النفط الخام الكبيرة جداً «VLCC» مباشرة على المحيط الهندي، يُضاف إلى ذلك ما أعلنته مؤسسة «بلاتس» من إطلاق تسعير جديد ومستقل لمجال من مشتقات النفط لأسواق الشرق الأوسط على أساس السعر تحميل ميناء الفجيرة وذلك اعتباراً من 3 أكتوبر 2016. من جانب آخر، تتزايد الرغبة في رؤية حدوث تطور في أسواق النفط في منطقة الخليج، حيث إن الطلب على نشاطات التسويق والتوزيع (داون ستريم) فيها تشهد أقوى معدلات النمو مقارنة ببقية دول العالم، كما أن عمليات الإنشاءات لتعزيز قدرات المنطقة في قطاع مصافي النفط تبدو مرشحة للاستمرار، ومع زيادة تسارع وتيرة الطلب المرتفعة في المنطقة على كل من وقود الطيران والنافتا والديزل والبنزين وزيت الوقود، فإن ذلك يدفع المطالبات باستحداث مرجع سعري لمنتجات المشتقات النفطية في الخليج، بدلاً من الاستمرار في النموذج القائم حالياً الذي يستند إلى مؤشر الأسعار في سنغافورة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©