الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالحة عبيد تقبض على «البصري» وتفاصيل المكان والزمان

صالحة عبيد تقبض على «البصري» وتفاصيل المكان والزمان
13 مايو 2011 00:09
نظمت إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مساء أمس الأول بمجلس سوق العرصة التراثي أمسية قصصية للكاتبة الشابة صالحة عبيد حسن التي تعتبر من الأصوات القصصية الجديدة والواعدة ضمن انتباهها لعنصر البحث والتجريب في فضاء الكتابة المتوهجة والمغايرة والمهمومة باختراق الأنساق التقليدية في المشهد القصصي المحلي. قدم الأمسية نورة السركال وحضرها محمد القصير رئيس قسم الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، الذي قام بتكريم القاصة في نهاية الأمسية، وكان للحضور النسائي زخمه الخاص خلال الأمسية، حضور يؤكد على غلبة الهاجس القصصي لديهن سواء من ناحية المتابعة الجماعية أو من ناحية الإنتاج الفردي. قرأت صالحة عبيد نماذج من قصصها الجديدة والأخرى التي سبق نشرها في مجموعتها الوحيدة حتى الآن والصادرة في العام 2010 بعنوان لافت هو “زهايمر”، حيث تم ترجمة المجموعة مؤخراً إلى اللغة الألمانية. تراوحت القصص التي قرأتها صالحة خلال الأمسية بين المتوسطة والأخرى القصيرة جداً، والتي يمكن تصنيفها كنوع من “الهايكو” القصصي الأشبه بالومضة أو الانخطافة التي تنقل تفصيلة معينة بعبارات وجمل مكثفة وذات حمولات جوانية مركزة ومتشظية في ذات الوقت، وهي قصص تستند دون شك على ميراث قصائد الهايكو اليابانية، التي تقطع شجرة الحياة والطبيعة بضربة واحدة وناجزة، كي يفيض بعد ذلك دم القصيدة الشفاف والمتصاعد مثل قوس قزح يظلل عزلة الروح. ففي مقطع من قصة قصيرة جداً صدرتها بمقولة للكاتب واسيني الأعرج وهي “عندما نكتب نتشارك مع الناس أوهامنا وهزائمنا الصغيرة”، تقول صالحة “الغصة الثانية بعد الألف ... الدم يابس ... والفقد يلكمها بوجهه الصريح”. وفي مقطع من قصتها “وتوجّس ليلا” التي تعتبر متوسطة الطول، تقول “انسلخ عنه صاحبه على باب الليل، خلعه عن جسده وتركه يغفو، من الأفول وحتى بزوغ آخر، استلقى بسكون كعادته على أرضية الردهة التي تختلس قطعة من القمر في كل عتمة، أيقظه النواح على الفزع” وفي مقطع آخر من القصة ذاتها تقول “ذوو الوجوه دلفوا بصندوق كبير مغلق، وغابوا أيضاً في غرفة صاحبه، نبهته لسعة الشمس إلى منتصف النهار، وهي المدة الأطول التي قضاها في ترقب صاحبه النائم.. التصق بالضوء حائراً، حتى علت همهمات الصوت وزاد وقع الأقدام” ويتوضح من خلال هذين المقطعين مدى اهتمام صالحة عبيد بالجانب البصري وبتفاصيل الزمان والمكان، التي سرعان ما تتحول إلى تفاصيل هشة ومتحللة ومتسربة نحو الضفة الأخرى المأهولة بالحلم كما بالكابوس، وهذه اللعبة الخادعة والمراوغة في التنقل بين ما هو واقعي وما هو تخيلي يضع القارئ في منطقة جمالية يمكن وصفها بالمنطقة الغامضة التي يتعانق فيها الضوء مع الظل، أو السطوع مع العتمة، حيث تتحول العناصر المكشوفة والمرئية والمعتادة ومن خلال تكنيك الإبدال والقلب والتحوير السردي إلى عناصر عبثية وقلقة ويصعب تعيينها لأنها تصدّر حالاتها العاطفية، وتحولاتها الفيزيائية من خلال عذابات الداخل ومن خلال ألم عميق ومختبئ لدى الشخوص.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©