الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«جرح غائر» في قلب «الأسود» يهدد بالخروج المبكر

«جرح غائر» في قلب «الأسود» يهدد بالخروج المبكر
17 يونيو 2018 00:38
المهدي الحداد (سان بطرسبورج) في سيناريو لم يخطر على البال، ولم يتوقعه أشد المتشائمين من أنصار المنتخب المغربي، تعرض «أسود الأطلس» لهزيمة مؤلمة جداً، بعدما أصيبوا بجرح غائر من نيران صديقة جعلهم يئنون ويترنحون فور خروجهم من معركة سان بطرسبورج بأضرار جسيمة. الإيرانيون وبعدما كانوا مرشحين للهزيمة على الورق خلقوا المفاجأة وأطاحوا بالمغاربة، وأربكوا الحسابات بواقعيتهم وقتاليتهم وصمودهم، في وقت لم تنفع فيها تقنيات زياش ولا مراوغات حاريث ولا رؤية بلهندة في هز شباك الممثل الآسيوي. الضربة القاضية من رأسية المهاجم البديل عزيز بوحدوز في الوقت بدل الضائع ضد مرمى زميله منير المحمدي، نزلت كرشاش ماء مثلج على الجمهور المغربي الحاضر بالمدرجات، والذي فاق عدده 40 ألف متفرج، فطأطأ الرؤوس وأصابه الذهول بعدما أحس بالطعنة في القلب، في وقت لم يصدق فيه الإيرانيون، منتخباً وجمهوراً وصحافةً، أنهم ربحوا المعركة التي تخوفوا منها. ذكاء المدرب البرتغالي كارلوس كيروش جعله يستدرج المغاربة بهدوء ويكسر من الإيقاع كلما حاولوا رفعه، مع إغلاق الممرات وتضييق المساحات وإحكام الرقابة الدفاعية، الشيء الذي شلّ حركة الهجوم وأبقاها في عزلة، باستثناء المشاغب والمقلق أمين حاريث من الرواق الأيسر، وبينما كان التأهب من الحكم التركي الهادئ شاكير لإعلان صافرة النهاية بالتعادل الأبيض والسلبي، إذا بضربة خطأ جانبية تأتي بالصدمة للمنتخب المغربي، ليتلقى هدفاً قاتلاً يهزمه ويشربه من نفس الكأس، التي شرب منها قبله بدقائق المنتخب المصري ضد أوروجواي. الصورة في الملعب وبين الأنصار المغاربة بدأت وكأنها في مأتم، ولسان الكثيرين يقول إنهم تعرضوا للفخ والطعنة، ولم يكونوا ينتظرون الخسارة والاستسلام المبكر، خصوصاً أن جل التصريحات السابقة والتكهنات كانت تشير إلى قوة «الأسود» وقدرتهم على منافسة إسبانيا والبرتغال لاحتلال صدارة أو وصافة المجموعة. الوضع الحزين في المدرجات قابله بؤس في غرف الملابس، حيث ساد الصمت والذهول، وانقطعت الكلمات وجلس كل لاعب ينظر إلى الآخر بمعنويات مهزوزة ومحاولة استيعاب ما حصل، وعلامات الحسرة والندم على فوز ضائع كان في المتناول، وعلامات استفهام حول إن كان باب الإقصاء قد فُتح لينهي القصة المونديالية في أسرع وقت. من جهته حمّل الرأي العام والشارع المغربي مسؤولية الخسارة ضد إيران إلى المدرب هيرفي رينارد، بعدما أساء توظيف بعض اللاعبين وأخطأ في التغييرات ولم يحسن قراءة المنافس، تاركاً الاجتهاد والمكر التكتيكي لخصمه كارلوش كيروش الذي تفوق عليه بأقل الأسلحة. المغاربة لاحقوا رينارد بانتقادات لاذعة واعتبروه مدرباً تغلب عليه العاطفة ويجامل بعض اللاعبين، في مقدمتهم عزيز بوحدوز الذي أذاقه طعم العلقم، إلى جانب إصراره على خنق أشرف حكيمي في غير مركزه بالظهير الأيسر، ثم إقحام نور الدين أمرابط يميناً والحد من خطورته، واللعب بمحورين هجوميين يصنعان اللعب ولا يلتقيان هما حكيم زياش وأمين حاريث، إضافة إلى الاختيارات الخاطئة في الشوط الثاني بإدخال داكوستا وبوحدوز وأمرابط، وتشتيت تركيز وفكر اللاعبين بين عدة أساليب تكتيكية عقيمة لم تأت بالحلول. النقاد عاتبوا المدرب الفرنسي على إصراره على استدعاء لاعبين دون فعالية هجومية وبرصيد تهديفي قليل كعزيز بوحدوز ويوسف النصيري والمهدي كارسيلا، وترك مهاجمين آخرين وقعوا على موسم استثنائي وحطموا كل الأرقام القياسية كيوسف العربي ووليد أزارو هداف الدوري المصري. الإجماع يكاد يكون حول نقاط قوة وضعف المنتخب المغربي، والتي اتضحت وتأكدت أكثر ضد إيران، إذ تتمثل خطورته في السرعة والفرديات والمراوغات والضغط الكبير على حامل الكرة في الشوط الأول، قبل الانهيار وتراجع المنسوب البدني والنفسي في الشوط الثاني، ونقص حاد في الفعالية الهجومية، وغياب اللمسة الأخيرة التي تودع الكرة داخل الشباك. وبدا المدرب هيرفي رينارد متأثراً بالهزيمة ومحبطاً جداً، بعدما صفعه المنتخب الإيراني في الوقت بدل الضائع، ليسرق من الأسود ثلاث نقاط كانت ستفتح لهم باب المنافسة على بطاقة التأهل للدور الثاني. وبعد نهاية المباراة بملعب سان بطرسبورج توجهت «الاتحاد» إلى رينارد ببعض الأسئلة فأجاب عنها برأس مطأطأ ومعنويات مهزوزة، وقال: «أنا محبط وحتى لو تعادلنا كنت سأحبط، أضعنا الكثير من الفرص وحدث ما لم نكن نتوقعه، إنه سيناريو حزين ومؤلم جداً، أوقعنا أنفسنا في الفخ ولعبنا بالنار في بعض فترات المباراة، فيما لم يفعل المنافس شيئاً غير انتظارنا في نصف ملعبه، ثم الانطلاق في المرتدات أو لعب الكرات الطويلة أو تحين الضربات الثابتة، المنتخب الإيراني لعب بطريقة دفاعية معروفة عنه وهي غير مفتوحة، لكنه فاز وهذا الجانب المظلم في كرة القدم». أضاف: «غابت عنا اللمسة الأخيرة وأهدرنا الكثير من الفرص، أضعنا كرات عديدة في مختلف أرجاء الملعب والخطأ الذي جاء منه الهدف تم ارتكابه بسذاجة، أظن أننا أدينا ثمن لعبنا بشكل غير واقعي وعدم استمرارية الإيقاع الذي بدأنا به المباراة، لقد كانت سقطة قاسية وغير مقبولة». وتابع: «لم نخرج بعد، هناك أمل وسندافع عنه ونتشبث به، ما تزال لدينا 6 نقاط يجب أن نكافح من أجلها، صحيح أنها ضد عمالقة كرة القدم، لكن سنلعب وسنقاوم ولن نخاف، سنحاول أن نستعد نفسياً بعد هذه الطعنة الغادرة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©