الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كيف ابتلعت وسائل التواصل الاجتماعي كل شيء حولها

كيف ابتلعت وسائل التواصل الاجتماعي كل شيء حولها
22 سبتمبر 2016 16:56
ثمة شيء دراماتيكي يحدث في وسائل الإعلام، والمجال العام وصناعة الصحافة في الولايات المتحدة، تقريباً دون أن نلاحظ وبالتأكيد دون المستوى من التدقيق العام والنقاش الذي يستحقه. لقد تغير النظام البيئي للأخبار بشكل كبير في السنوات الخمس الماضية أكثر مما حدث في أي وقت من القرون الخمسة الماضية، فنحن نرى قفزات هائلة في القدرة التقنية - الحقيقة الواقعية، ولقطات الفيديو الحية وشريط الأخبار الذكي، والرسائل الفورية وتطبيقات الدردشة. إننا نشهد تغييرات هائلة في السيطرة والتمويل ووضع مستقبل نظامنا البيئي للنشر في أيدي قلة من الناس، الذين يسيطرون الآن على مصير الكثيرين. إن وسائل الإعلام الاجتماعية لم تبتلع فقط الصحافة، بل ابتلعت كل شيء. لقد ابتلعت الحملات السياسية، والنظم المصرفية والتواريخ الشخصية وصناعة الترفيه والتجزئة وحتى الحكومة والأمن، وأصبح الهاتف الذي نحمله في جيوبنا هو بوابتنا إلى العالم. أعتقد أن هذا يبشر في نواحٍ كثيرة بفرص مثيرة جداً للتعليم والمعلومات والاتصال، لكنه يجلب معه مجموعة من المخاطر الوجودية المحتملة. ومع أن الصحافة تعد نشاطاً فرعياً صغيراً من العمل الرئيس للمنصات الاجتماعية، لكنها واحدة من الاهتمامات الرئيسية للمواطنين. ويمكن الإنترنت والشبكة الاجتماعية الصحفيين من القيام بعمل قوي، في حين أنه في نفس الوقت يساعد على جعل العمل التجاري للصحافة المطبوعة مشروعاً غير اقتصادي. وهناك أمران كبيران يحدثان بالفعل ولم نعرهما ما يكفي من الاهتمام: أولاً، أن ناشري الأخبار فقدوا السيطرة على التوزيع. لقد سيطرت شركات وسائل الإعلام الاجتماعية على ما لم يتمكن الناشرون من بنائه حتى وإن أرادوا هذا. والآن يتم تصفية الأخبار من خلال خواريزمات ومنصات تعتبر مبهمة وغير متوقعة. ويتبنى قطاع الأخبار هذا الاتجاه وأسس منافسون رقميون ومحليون مثل «باز فيد» و«فوكس» و«فيوجن» وجودهم على أساس أنهم يعملون في إطار هذا النظام، وليس ضده. ثانياً، النتيجة الحتمية لذلك هي زيادة في قوة شركات وسائل الإعلام الاجتماعية فأصبحت أكبر منصات وشركات وسائل الإعلام الاجتماعية مثل جوجل وآبل وفيسبوك وأمازون، وحتى الشركات التي تأتي في المرتبة الثانية مثل تويتر وسناب شات وشركات تطبيقات الرسائل الناشئة، قوية للغاية من حيث السيطرة على من ينشر ماذا ولمن، وكيف يتم استثمار ما يتم نشره، وهناك تركيز أكبر للقوة في هذا الصدد عما كان في الماضي. وتعد ثورة الهاتف المحمول هي المسؤولة عن جزء كبير من هذا. وبسبب هذه الثورة، فإن الوقت الذي نقضيه على الإنترنت، وعدد الأشياء التي نفعلها أونلاين، والانتباه الذي نوليه للمنصات زاد بصورة كبيرة. إن تصميم وإمكانيات هواتفنا (بفضل شركة آبل) تفضل التطبيقات التي تعزز سلوكاً مختلفاً. وقد أظهرت دراسة أجرتها شركة جوجل مؤخراً من خلال منصة أندرويد أنه من الممكن أن يكود لدينا 25 تطبيقاً في المتوسط في هواتفنا، إلا أننا نستخدم أربعة أو خمسة تطبيقات فقط في اليوم، ومن بين التطبيقات التي نستخدمها يومياً، فإن الجزء الأكبر من وقتنا نمضيه على تطبيق التواصل الاجتماعي. وحالياً، يعتبر الوصول إلى فيسبوك أهم بكثير من أي منصة تواصل اجتماعي أخرى. وأغلبية الأميركيين البالغين من مستخدمي الفيسبوك، وأغلبية هؤلاء المستخدمين يحصلون بانتظام على نوع ما من الأخبار من فيسبوك، والذي، وفقاً لبيانات مركز بيو للأبحاث، يعني أن نحو 40%من البالغين الأميركيين عموماً يعتبرون فيسبوك مصدراً للأخبار. وباختصار: أصبح الناس على نحو متزايد يستخدمون هواتفهم الذكية في كل شيء، وهم في الغالب يفعلون ذلك من خلال التطبيقات، لا سيما تطبيقات الرسائل والتواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وواتس آب وسناب شات وتويتر. وأصبحت المنافسة شديدة مع مثل هذه التطبيقات. والميزة التنافسية لهذه المنصات تكمن في القدرة على الحفاظ على المستخدمين داخل التطبيق. وكلما بقي مستخدموك داخل التطبيق، كلما عرفت أكثر عنهم، وكلما زادت المعلومات التي من الممكن استخدامها لبيع الإعلانات، ومن ثم ارتفاع عائداتك. لقد أصبحت المنافسة على الاهتمام شرسة، وأصبح «فرسان الدمار الأربعة» - جوجل وفيسبوك وآبل وأمازون (خمسة إذا أضفت لهم ميكروسوفت) - منخرطين في حرب طويلة ومتقدة حول من الذي سيفوز بتقنياته المبتكرة ومنصاته وحتى أيديولوجياته. وفي العام الماضي، وجد الصحفيون وناشرو الأخبار أنفسهم بالتالي وبصورة غير متوقعة أنهم هم المستفيدون من هذا الصراع. إنها أخبار سارة جداً أن تقوم شركات لها منصات جيدة المصادر بتصميم أنظمة لتوزيع الأخبار، ولكن كلما فتح باب، أغلق آخر. وفي العام الماضي، أنشأت شركة سناب شات تطبيق «ديسكوفر» الذي يعطي قنوات إلى أسماء كبيرة مثل «فايس» و«باز فيد» و«وول ستريت جورنال» و«ديلي ميل»، كما أطلقت شركة فيسبوك «إنستانت أرتيكل» (مقالات فورية) في شهر أبريل الماضي. (إميلي بيل نقلاً عن كولومبيا جوراليزم ريفيو)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©