الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسوم المتحركة لم تعد فقط للأطفال !

الرسوم المتحركة لم تعد فقط للأطفال !
16 يونيو 2018 21:02
كثيرة هي أفلام الرسوم المتحركة التي باتت توجّه إلى البالغين مع مواضيع جدية تتمحور على مشكلات المجتمع والنزاعات في العالم، كما ظهر في النسخة الأخيرة من مهرجان أفلام التحريك في أنسي (شرق فرنسا)، أكبر الفعاليات العالمية المخصصة لهذه الإنتاجات.
يستهزئ الفيلم الصيني «هاف ايه نايس داي» من توقيع ليو جيان الذي عرض هذا الأسبوع في مهرجان أنسي والعام الماضي في مهرجان برلين السينمائي، بالنظام الرأسمالي وهوس المجتمع الصيني بالمال من خلال سباق على كيس مملوء بالأوراق النقدية.
وفي السابع والعشرين من يونيو، يخرج إلى الصالات فيلم «ذي بريدوينر» لنورا توومي الذي رشح لجائزة أوسكار والمشارك في المنافسة في أنسي. وهذا الفيلم الذي يتناول مسألة أفغانستان وطالبان بكلّ جديتها يناسب العائلة برمتها. وهو يروي قصة فتاة صغيرة تضطر للتنكر بزيّ صبي لتكسب رزق عائلتها وتبحث عن والدها القابع في السجن.
وفي مهرجان أنسي الذي يختتم فعالياته السبت، كثيرة هي الأعمال المتمحورة على المسائل التاريخية ومواضيع الساعة عموما والنزاعات خصوصا، كالاضطرابات في الشرق الأوسط والخمير الحمر ويوغوسلافيا السابقة وأنغولا وأفغانستان مجددا مع فيلم «سنونو كابول» المقتبس من رواية ياسمينا خضرا.
وقالت نورا توومي مخرجة «ذي بريدوينر» في تصريحات لوكالة فرانس برس إن «السينما تزداد نضوجا مع أفلام تتطرق إلى مواضيع شائكة»، مؤكدة أن «قطاع التحريك تغيّر. فهو أسس قبل أكثر من قرن كوسيط إعلام تجريبي. واستخدم كثيرا لإنتاجات الأطفال. وإنه لأمر جيد بالطبع لكن الرسوم المتحركة في وسعها تقديم أكثر من ذلك بكثير».
وبالنسبة إلى المدير الفني لمهرجان أنسي مارسيل جان، إن «سينما التحريك لم يعد حكرا على الأطفال»، خصوصا مع «ازدياد عدد المخرجين المستقلين الذين يخوضون غمار هذه التجربة وتكاثر الأفلام التي تنتج بميزانية معقولة».
ومن ميزات تقنية التحريك أنها تتيح تجنب الشخصيات الدرامية والتطرق بطريقة رمزية إلى مآسي الحرب، فضلا عن تقديم رسوم عن مواقع يصعب تصويرها أو إعادة تشكيلها.
وصرح الفرنسي دوني دو (33 عاما) الذي يروي في «فونان» المشارك في المسابقة الرسمية في أنسي القصة الحقيقية لوالدته التي فصلت عن ابنها البكر في عهد الخمير الحمر أن «تقنية التحريك تتيح الابتعاد عن المشهد، فنحن في كل الأحوال لا نتعامل بالطريقة نفسها مع البشر ولم أكن أرغب في أن تجسد ممثلة ما، أيا كانت، دور والدتي».
ولفت المخرج الكندي كام كريستيانسن صاحب فيلم «وول» عن الجدار الفاصل في الضفة الغربية إلى أن «تقنية التحريك غنية بالصور المجازية وتسمح بالكشف عن عوالم داخلية وأفكار ومكنونات يتعذر إظهارها مع تصوير مشاهد عادية».
وكما الحال في مهرجان كان السينمائي، مزجت عدة أعمال مقدمة في أنسي بين مشاهد حقيقية ورسوم مصورة، مثل «كريس ذي سويس» لأنجا كوفمل حول النزاع في يوغوسلافيا السابقة و«آنذر داي أوف لايف» حول الحرب الأهلية الأنغولية.


 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©