الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف للحضارة الإسـلامية في نيوشاتيل

متحف للحضارة الإسـلامية في نيوشاتيل
5 نوفمبر 2008 01:35
في قلب أوروبا وتحديداً في مقاطعة نيوشاتيل في سويسرا، يقوم فريق من المعهد الثقافي الإسلامي في سويسرا بالتحضيرات لافتتاح ''متحف حضارات الإسلام في سويسرا'' بعد أن تبرع أحد الخيّرين في دولة الإمارات العربية المتحدة بشراء المبنى العام ،1999 ويتم العمل حالياً على جمع التبرعات لاستكمال المشروع المخصص لتعريف أبناء المسلمين والغربيين بالإسلام وبإسهاماته في الحضارة على المستوى العالمي· وفي هذا المجال زار أبوظبي الأمين العام للمعهد الثقافي الاسلامي في سويسرا الدكتور محمد كرموص قبل أن يقوم بجولة في العالم الإسلامي لدعم استمرارية المشروع، وتوقّع في حديث مع ''دنيا الاتحاد'' أن يفتح المتحف أبوابه العام القادم أي بعد 10 سنوات من شراء المبنى إذا توفرت التبرعات من الخيّرين لإنجازه· ويشرح كرموص أن المبنى المؤلف من خمس طبقات، يضم طبقتين للمتحف، وطبقة مخصصة للمحاضرات المتعددة الأغراض، وأخرى خصصت للمكتبة المفتوحة للمسلمين وغير المسلمين وتضم نحو 5 آلاف عنواناً باللغات العربية والفرنسية والايطالية والألمانية والإنجليزية· أما الطبقة العلوية فقد خصصت للإدارة· وعن هدف المتحف، يقول كرموص إن ''البداية كانت مع المعهد الثقافي الإسلامي في سويسرا الذي تأسس منذ شراء المبنى، ثم تطورت الفكرة وارتأى المعهد تنظيم متحف في الطبقتين الأولى والثانية منه للتعريف بالإسلام بشكلٍ راقٍ، خصوصاً بعدما لاحظ القيّمون على المعهد النقص الفادح في المعلومات عن الإسلام في أوروبا بموازاة مفاهيم خاطئة حوله نتيجة عدم توفر السبل السهلة للإنسان الأوروبي للتعرف عن كثب على الإسلام''· ويضيف أن المتحف لا يعرض آثاراً إسلامية، إنما استخدمت كلمة متحف لأنها محببة عند الغربي، وهو قد يضم أموراً أخرى غير الآثار والتراث مثل المتاحف العلمية وسواها· ويلخّص هدف المتحف بكونه مجالاً للقاء الآخر وللحوار معه، لكسر الحواجز وللتعريف بالإسلام والمسلمين· ويشير إلى أن المعهد كلف لجنة للقيام بدراسات ولإعداد مضمون المتحف والذي قسّم إلى عدة محاور رئيسية، تعرض بأحدث تقنيات العرض التبادلية المبرمجة بهدف جذب الزائر وتوفير صورة متقدمة ومضاهية لما يمكن أن يراه في أي معرض آخر في أفضل معارض العالم· مساهمات علمية وتضم محاور المتحف الآتي: المحور الأول هو ترجمة لآيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في مجسّمات وأفلام، ويقول كرموص ''هدفنا أن نبين للغربيين أن هذه الرسالة هي من الله وليست من صنع البشر، والترجمة تعني تقديم هذه الآيات من خلال الأفلام أو المجسّمات''· ويتناول المحور الثاني مساهمة العلماء المسلمين في النهضة العلمية الأوروبية وعلاقتها بعلوم اليوم، و''مساهماتنا كمسلمين في النهضة العلمية''، ويضيف كرموص ''نريد أن نبين للغرب أن دين الاسلام والحضارة الاسلامية تدفع نحو الرقي والحضارة والتعلّم، وحين طبق المسلمون والتزموا بمبدأ ''اقرأ'' في أول آية كريمة في القرآن، تبحروا في العلم وبنوا حضارة راقية، ولكنهم حين ابتعدوا عن هذا المبدأ أصابهم التخلّف والتقهقر''· ويعرض المحور الثالث في المتحف الهندسة المعمارية والفنون الاسلامية، فثمة جوانب حضارية مهمة من الممكن قراءتها بوضوح في الاساليب المعمارية الاسلامية التي أخذت بفطرة الانسان وبالمناخ في الحسبان لجهة الارتفاع والنوافذ والتهوية وسواها· أما المحور الرابع، فيتناول القيم الاسلامية التي تعرضت لنقص فادح في التعميم على الآخرين، بينما هي الآن موضوع بحث رئيسي في الغرب مثل المحافظة على البيئة وحقوق الانسان والمساواة والعدل والتسامح ومواضيع أخرى· المحور الخامس والأخير، هو من أهم المحاور لأنه يعرّف بالإسلام من خلال عرض لعبتين تضمان الأفلام المعبرة عن الرسالة بمدة لا تتجاوز الخمس دقائق· ويفيد كرموص أن مادة المتحف اكتملت بشكل مبدئي، والعمل جار على جمع التبرعات لاستكمالها، وعلى تقبل مواد من أفلام ومجسمات من متطوعين كي يفتتح المعهد الثقافي الاسلامي في سويسرا أبواب المتحف· ويشير كرموص، وهو تونسي الأصل، أنه مقيم في سويسرا منذ ،1991 وقد لاحظ ''أن الغربيين يقبلون على المعارف، وفي الوقت ذاته هناك جهل بتعاليم الاسلام، فقامت الفكرة على إيجاد نوع من التعارف وتبادل المعلومات كي يتحقق نوع من التعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين''· ويلفت إلى أن ''الانسان عدو ما يجهل''، لذا يسعى المعهد للتعريف بالاسلام بشكل صحيح لإزالة الجهل والخوف منه· الاندماج عبر إزالة الخوف ويقول إن سويسرا بحكم موقعها في قلب أوروبا وكونها مقصداً لرجال الأعمال والعديد من الشخصيات خصوصاً في فترات الصيف، سيأتي المتحف إضافة ملفتة وقيّمة، تجذب هؤلاء وتجذب الغربيين من سويسريين وسواهم، كما تجمع المسلمين في المحاضرات واللقاءات التي ينظمها المعهد والدورات التعليمية في الدين الإسلامي التي تنظم لأبناء المسلمين في سويسرا· ويوضح أن نسبة المسلمين في سويسرا هي 3,4 (نصف مليون مسلم من أصل 5,7 مليون نسمة هم تعداد سكان سويسرا)· ويلفت إلى أن المعهد يشجع الأجيال المسلمة في سويسرا على الاندماج من خلال إزالة النظرة الدونية أو المريبة حيالهم عبر التعريف بالاسلام والمسلمين للغرب· ويعتبر كرموص أن المتحف والمعهد بشكل عام يعتبر نواة ليقام مماثل له في مختلف العواصم الأوروبية، معلناً أن ثمة لقاءات وتعاونا مع المسلمين في أنحاء أوروبا، بحيث يصبح من السهل إنجاز مشاريع مماثلة، في دول أخرى، كون المعهد قد قام بالخطوة الأولى من خلال عمل على مجسمات وأفلام تعرض في المتحف سيوفرها للراغبين بأثمان متدنية· ويتقدم الدكتور محمد كرموص بـ ''الشكر للخيّرين في الإمارات العربية المتحدة الذين ساهموا بشراء المبنى، والبحث جارٍ مع خيّرين من أمثالهم لاستكمال المشروع وافتتاح المتحف''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©