السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حياتهن كفاح مستمر لتخفيف آلام المرضى ممرضات: مهنتنا صعبة·· لكننا نحبها

حياتهن كفاح مستمر لتخفيف آلام المرضى ممرضات: مهنتنا صعبة·· لكننا نحبها
5 نوفمبر 2008 01:30
هنّ ملائكة للرحمة بلباسهن الأبيض، والابتسامة تعلو وجوههن فتخفف آلام مرضاهن، متسترة على الكثير من الهموم والمسؤوليات، يتعايشن مع الضغط والتوتر النفسي فيما يمر يومياً أمام ناظرهن الكثير من الحالات التي تنشد الحياة والعافية· يحيين ليهبن مرضاهن الأمل في الشفاء، وإعانتهم على استعادة ابتسامة مفتقدة بفعل حادث مرير أو مرض أليم، هنا يرين ما لا نراه، ويشعرن بما لا نشعر به· يعبرن هذه الدنيا متلمسات جانبها المأساوي، ذلك أنّ الحياة في المستشفى مختلفة عنها في الأماكن الأخرى· لهذا فهن يدركن أكثر من غيرهن أن نعمة الصحة كنز عظيم يتمنى نيله من يرقد بين جدران هذا المكان الموحش· فيتعاملن مع مرضاهن كأنّهن الأم والأب والصديق والحبيب، لكن ظروف الحياة أحيانا تكون أقوى منهن، فقد تعودن على صعوبة التوفيق بين عملهن وحياتهن الاجتماعية والعائلية· هبة واكد، ممرضة تعمل في مستشفى المفرق، تروي لنا ما مرت به في هذه المهنة بحلوها ومرها: ''حياتنا كممرضات متوترة، نرجع إلى بيوتنا في آخر النهار ونحن في حالة إرهاق شديد، ونحاول فوق كل شيء إعطاء المريض حقه في الرعاية، فنحن نتعايش مع حالات صعبة كمرضى السرطان مثلا، ونتأقلم مع مثل هذه الحالات الحرجة، نصبح مسؤولين عنهم مسؤولية تامة· حياتنا الاجتماعية شبه معدومة بسبب فترات الدوام الطويلة فنقصر حتى في شؤون بيوتنا أحيانا· ولكني أحب مهنتي كثيراً، فهي مهنة إنسانية تحتم علينا حسن التفاهم مع مرضانا على اختلاف أجناسهم وثقافاتهم''· الممرضة هناء تعمل في مستشفى خليفة بإمارة أبوظبي: ''نتعرض للضغوط الشديدة بفعل طبيعة عملنا الذي يستمر 12 ساعة يومياً، وهذا يؤثر على حياتنا الخارجية حتى في بيوتنا، كل ممرضة تتحمل مسؤولية عدد معين من المرضى، تقوم بمتابعة حالتهم بشكل دقيق، وتحيطهم بالرعاية والخدمات اللازمة· نجد راحة كبيرة في عملنا هنا، وقد تعلمنا حسن التفاهم مع مرضانا وتحمل أعبائهم مهما كانت ضاغطة''· بدورها تقول الممرضة غادة محمد من مستشفى المفرق: ''نحن نتعامل مع مرضانا بكل تفاهم، ولكننا نشعر هنا بقلة التقدير من المسؤولين، فحياتنا متوترة خصوصا مع ساعات العمل الطويلة التي تصل إلى 12 ساعة يومياً· ويغدو من الصعب علينا إنعاش حياتنا الاجتماعية مع أهلنا وبيوتنا· نتمنى من الإدارة تقدير أوضاعنا وحقوقنا خصوصاً في أوقات العطلات الرسمية، لأنّ من شأن هذا الإرهاق أن يؤثر على طبيعة علاقتنا بمرضانا، نحن نراعي ضميرنا في مهنتنا لكننا بشر''· تتفق لارا يوسف مع زميلاتها، وهي تعمل كممرضة في مستشفى المفرق، وتضيف: ''مع العلم أنني تخرجت بامتياز من معهد التمريض بأبوظبي، لكنني لم أجد التقدير الذي توقعته، ولم يدفعني ذلك للتقصير في عملي· الممرضة تتعرض لضغوطات عديدة في العمل، وتتعايش مع الحالات المرضية الصعبة ما ينعكس على نفسيتها بصورة سيئة، لكنها مهنة إنسانية جدا· أحب مهنتي، وهذا سبب استمراري بها فأتحمل مسؤولية المرضى لإعطائهم حقهم الكافي في الرعاية· ما نعاني منه هنا هو أن إنهاء خدماتنا يحصل بدون أسباب مقنعة ووافية· وحتى من غير سابق إنذار· ثمة نظرة تفاؤلية تملكها نورة حسونة، ممرضة في إحدى العيادات، فتقول: ''هناك مسؤولية تتحملها الممرضة، فنحن نتعامل مع المرضى، ونكتسب مهارات الاتصال المختلفة معهم، التوتر المهني يرافقني حتى إلى داخل منزلي بعد ساعات الدوام المتواصلة، إنّها مهنة التعب والتوتر· تتأثر نفسيتي بالحالات التي أتابعها· ولكني أحاول التمتع بالقوة اللازمة التي تتراجع أحياناً أمام مشاعرنا الإنسانية''· تضيف: ''أجد أحيانا صعوبة في التواصل مع المرضى فأحاول أن أكون مقنعة ومبتسمة ومتفهمة، لأنّ حسن تعاملي سيؤثر حتما على نفسية المريض، لا أظهر عصبيتي وثورتي أمام مريضي مهما كان السبب قوياً فهناك ثقة قوية يجب تكوينها بين الممرضة والمريض، أتعرف على مريضي جيدا، وألازمه بطريقة أكبر، وأشعر بالسعادة عندما تتحسن حالته، وتتأثر نفسيتنا جدا عند فقدان أحد مرضانا، ذلك أننا بحكم بطبيعة عملنا نتمسك جدا بحياة المريض''· وتقول زهرة ممرضة بمستشفى المفرق : ''أعتقد أن حياة الممرضة تتعرض للظلم، فنحن نعمل لمدة 12 ساعة يومياً، بحيث أخرج من منزلي في الساعة الخامسة صباحاً، وأعود إليه في الثامنة والنصف مساء، نتعرض في عملنا للعديد من الضغوطات والمشاكل خصوصا من قبل إدارتنا حيث نفتقد إلى الشعور بالإنصاف· حياتنا الاجتماعية والعائلية مضطهدة، ونفسيتي متوترة دائما، وأحمل ذلك معي إلى داخل بيتي بعد ساعات الدوام الطويلة جداً''· صناع الحياة ·· خطوة ناعمة على طريق الخدمة المجتمعية فتحية البلوشي العين- ''معاً نصنع الحياة'' تبنت مجموعة من طالبات جامعة الامارات هذا الشعار، واعتبرنه الدافع الاول لانطلاقة ''نادي صناع الحياة'' الذي أشهرنه في أكتوبر من العام 2004 ليكون الخطوة الاولى نحو ''إثبات الوجود''· إلى ذلك، تقول المشرفة على نادي صناع الحياة خديجة شويرب:''يندرج نادي صناع الحياة ضمن اللجنة الاجتماعية في إدارة رعاية الشباب والانشطة الطلابية للطالبات في جامعة الامارات، وقد تأسس على يد ثلاث طالبات فقط لكنه الآن يستقبل ما لا يقل عن 4 عضوات جديدات أسبوعياً يندمجن بسرعة ضمن لجان النادي المتعددة''· وتتابع: ''كان الهدف الاول من إنشاء النادي أن يكون مساحة لإثبات قدرتنا في الرقي بالمجتمع الطلابي الذي نعيش فيه، وأن ننشر ثقافة الحياة الايجابية وروح النجاح في المجتمع الطلابي، وبمرور الأيام تطور الدور الذي يقوم به النادي في الجامعة وامتد إلى الحياة العامة عبر وضع خطة لبناء قادة في المجتمع بعد تخرجهم · وعن أدوار النادي، تقول شويرب: ''نستثمر الشباب والوقت والإمكانات المتاحة لنخدم مجتمعنا الجامعي والوطن الغالي والأمة كلها بما نستطيع، ونسلط الضوء على كل ما هو مفيد ونغير رؤية الناس حول ما هو مألوف ومعروف بأننا نخرجه بطريقة غير مسبوقة''· مجلس شورى وتقول مساعدة مشرفة النادي لمى سميرة أحمد: ''في نادي صناع الحياة لدينا ''مجلس شورى'' يقدم الشورى والارشاد لمشرفات النادي في كافة الامور والمشاريع التي ينفذها النادي، واعتماد كل ما يخص عضوية النادي ومدى استحقاق العضوات للعضوية، ومتابعة توجهات نادي صناع الحياة''· وتتابع: ''من باب الاعتراف بفضل الذين سبقونا في الإبداع نختار مستشارة للنادي من العضوات اللواتي ساهمن في مسيرة النادي بالسنوات السابقة، لذا اخترنا طالبة الماجستير صالحة الزعابي لتكون مستشارة النادي حاليا''· وحدات وأنشطة وللنادي هيكل تنظيمي تبينه أحمد بقولها: ''هناك ست وحدات إدارية للنادي تمثل هيكله التنظيمي وهي وحدة العلاقات العامة، وحدة التطوير الذاتي، وحدة البحث والتقويم، وحدة الترجمة، وحدة التنسيق والديكور، بالإضافة إلى وحدة الاعلام والتكنولوجيا''· وتشير المسؤولة الاعلامية للنادي مروة محمود إلى أنه نفذ منذ إنشائه العديد من المشاريع التي يحقق بها التواصل مع المجتمع، وساهم في أغلب الفعاليات الجامعية التي تنظمها إدارة الجامعة للطالبات من استقبال الطالبات المستجدات أو حفلات التخرج أو فعاليات المناسبات الرسمية، بالاضافة إلى أنه أنجز العديد من مشاريع خدمة المجتمع مثل جمع الملابس المستعملة، وتعليم الحرف اليدوية، وإقامة مشاريع إعادة تدوير المهملات لرفع الوعي البيئي لدى الطالبات وغيرها من المشاريع التي تخدم الجامعة والمجتمع''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©