الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تخاريف حبة برد

5 نوفمبر 2008 01:29
أحمد مريض؟، وما المشكلة؟، كلنا نمرض، ثم أن أنفه الأحمر القاني وصوته المحبوس ونوبات السعال التي تدهمه بانتظام، لا تبرر هذه الجلبة·· ما الحكاية؟· للحكاية بداية، في أحد أقسام الجريدة شاهدت زميلنا أحمد في حالة يرثى لها بالمقاييس الطبية، عادية جداً بالمقاييس العربية، كان يعاني من نوبة إنفلونزا حادة، والإنفلونزا في مجتمعاتنا ''حجة البليد''، هي تمارض وليست مرضاً، الإنفلونزا في نظم العمل العربية لا تبرر الحصول على إجازة مرضية، وفي الخارج تستوجب إعلان حالة طوارئ وإلزام المرضى بعدم مغادرة البيت· عندما حذرت كل من له علاقة عمل بالزميل المريض، عندما اقترحت عليهم التسلح بعصير الليمون والحساء الدافئ والاستعداد لعدوى حتمية إجبارية، اعتبرني الجميع مبالغاً، فالإنفلونزا لا تحتمل كل ذلك، هي مجرد ''نزلة'' برد أو ''شوية'' برد أو ''حبة'' برد· هل كنت مبالغاً حقاً؟، هل أتعامل مع فيروس الإنفلونزا باحترام مبالغ فيه؟، ما حدث بعد ذلك يحمل الإجابة· أيام قليلة بدأ بعدها ضحايا الفيروس العنيد في الظهور واحداً تلو الآخر، أصبحت كل الأنوف حمراء وكل العيون دامعة وكل الأجسام متعبة مجهدة·· الكثيرون قادهم التعب إلى عيادات الأطباء ليبدأوا برامج علاجية مكثفة، مضادات حيوية، مضادات حساسية، أدوية سعال، مسكنات، فيتامينات، قطرات أنف، وراحة مطلوبة وغير متوفرة، وفيما كنت أقاوم نوبات العطاس المتواصلة بينما تسري قشعريرة مؤلمة في أوصالي، أكدت مجدداً أنه مع الإنفلونزا لا أحد ينجو، عطسة واحدة في مكان مغلق، لمسة واحدة لمقبض باب أو لوحة كمبيوتر مشترك أو صنبور مياه تكفي لكي تنتقل العدوى إلى الجميع· في اليابان يلزمون المصاب بالإنفلونزا باستعمال قناع أنف، في العديد من دول آسيا يعني ظهور إصابة بالإنفلونزا مشكلة قومية، وفي مجتمعاتنا العربية نستهين بالإنفلونزا ونسخر من فيروسها الذي يروع العالم، هذه الاستهانة تجعلنا نشاهد، على سبيل المثال، طبيباً يعاني من إنفلونزا حادة ويستقبل المرضى في عيادته، فهو غالباً يعتقد مثلنا أن الإنفلونزا حجة البليد!· alhefnawi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©