الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيل جيتس ومتلازمة أسبرجر.. وطفلك الموهوب

بيل جيتس ومتلازمة أسبرجر.. وطفلك الموهوب
22 مايو 2014 22:55
ما هو العامل المشترك بين كل من بيل جيتس، والمصابين بمتلازمة أسبرجر، وطفلك الموهوب؟.. ربما يقول البعض إن العامل المشترك هو العقلية الفذة، المقترنة بصعوبة التفاعل الاجتماعي، وفي حين تكثر الإشاعات والقصص التي تربط بين اضطرابات المخ المتعددة وارتفاع نسبة الذكاء،. ومتلازمة أسبرجر، وفقاً لما نشره الموقع الإلكتروني masslive، طيف من اضطراب التوحد، ويعني ضعف المهارات الاجتماعية وأنماطا سلوكية وفكرية متكررة أو مقيدة، وقد يطور الطفل المصاب باضطراب أسبرجر اهتمام وسواسي بنطاق ضيق من أحد المجالات وهو غير مدرك تماما أن بقية العالم لا يشاركه الاهتمام نفسه، وقد يكون الطفل مصابا بتأخر الكلام، ويمشي (أو يقفز) بشكل أخرق أو مرتبك، مع مواجهته صعوبة في تعديل مدى ارتفاع الصوت أو نبرة الصوت. ويعتبر تشخيص اضطراب أسبرجر عملية معقدة تماماً كتشخيص اضطراب التوحد، ولا يوجد اختبار سهل ومحدد لتشخصيه، لذلك يسعى الأطباء لجمع الأدلة على أعراض الاضطراب، وعند وجود عدد كاف من - المؤشرات - الأعراض، يتم تشخيص حالة الطفل بصورة مؤقتة حيث إنه من الأمور المهمة متابعة مدى قوة وتكرار تلك الأعراض. سلوكيات غريبة وما علاقة جيتس بتلك القصة؟.. المياردير غير مسبوق النجاح والمدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت تم تشخيصه بالإصابة باضطراب أسبرجر من قبل العديد من متابعيه والأطباء عبر الإنترنت ووسائل الإعلام، فتصرفاته الغريبة مثل عادة الاهتزاز أو تحقيره لآراء الآخرين أدت إلى تخمينات بشأن معاناته من اضطراب أسبرجر، وعلى الرغم من أنه لا يوجد أي تشخيص من أحد الأطباء المعترف بهم بأنه مصاب بتلك الاضطراب، إلا أنه أصبح بطلاً للعديد من المصابين بالاضطراب الذين يتطلعون لنجاحاته. ما هي احتمالات أن يكون جيتس فعلاً مصاباً باضطراب أسبرجر؟ وفقا لجوناثان ميتشيل كاتب مقال «عدم تشخيص جيتس وجيفرسون وأينشتاين»، فإن الاحتمال ضعيف، ويشير إلى العلاقات الاجتماعية الناجحة لجيتس كدليل على عدم إصابته باضطراب أسبرجر وتفاعله الاجتماعي الطبيعي على الرغم من غرابة تصرفاته، ويقول ميتشيل «إذا كان جيتس ناجحا في إدارة أعماله، والزواج، والقيام بمقابلات ناجحة، فلا يمكن أن يكون مصابا باضطراب أسبرجر». كل ذلك يوضح كيف يجب أن نكون حريصين عند سعينا لفهم أطفالنا، فالعقل البشري أكثر تعقيداً من محاولتنا فهمه أو تبسيطه أو تصنيفه وتقسيمه بصناديق جميلة قد يؤدي ذلك لأن نؤذي أطفالنا بدلاً من مساعدتهم. ويمكن وصف ذلك بلسان تمبل جراندين - المصابة باضطراب التوحد والتي تم إنتاج فيلم تلفزيوني تناول قصة حياتها. نظرة خاطئة وغالباً ما ينظر للأطفال الموهوبين ومتقدي الذكاء على أنهم غير أكفاء اجتماعياً، مما يحث البعض على التساؤل إذا ما كانت اضطرابات طيف التوحد تمتد لتشمل الأطفال المختلين وحتى الأطفال شديدي الذكاء. أي أن الطفل العبقري قد يكون مصابا بأسبرجر، إلا أن ليس كل طفل مصاب باللأسبرجر هو طفل عبقري، إن مفتاح حل اللغز هو حدة درجة الإعاقة الاجتماعية. حيث يوجد العديد من الحمقى وغريبي الأطوار بالعالم إلا أنه ليس كل الحمقى وغريبي الأطوار غير قادرين على التفاعل الاجتماعي، فالشخص غير القادر على لعب كرة السلة بكفاءة لا يمكن تشخيصه بأنه مصاب باضطراب عضلي، وبالمثل، فالأطفال العباقرة الذين يظهرون عدم الراحة بالمواقف الاجتماعية، لا يجب أن ينظر لهم بارتياب. الأطفال العباقرة ويوجد العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال العباقرة غير مهتمين، أو لا يفضلون المواقف الاجتماعية، مثل الفارق العمري بين عقلهم وعقول رفقائهم، أو كونهم شديدي الحساسية، بالإضافة إلى ميل رفقائهم لإغاظتهم. لماذا نميل إلى التعليقات السلبية حول الأشخاص الذين يعانون من صعوبات اجتماعية؟ إليكم مثال مبسط: أنا على معرفة بطفل مقياس ذكائه مرتفع جداً، إلا أن سلوكياته يمكن وصفها بالغريبة أو غير المعتادة. وعلى الرغم من عدم وجود سلوكيات غير طبيعية (الاهتزاز، الاندفاع بقول ملاحظات غير ملائمة، عدم القدرة على إقامة محادثة) إلا أن مشيته كانت غريبة، ويجد صعوبة معرفة ما يقوله للآخرين وأحيانا يلوح بيديه عندما يكون متحمساً، وعندما طلب والداه من إدارة المدرسة تقديم المزيد من التحديات الدراسية له، تبددت مخاوفهم في الحال، وقامت إدارة المدرسة بالتركيز على تصرفات الصبي ونصحوا والداه قائلين «حددوا مواعيد للعب معه وحاولوا تعليمه المزيد من المهارات الاجتماعية». وكانت المشكلة الحقيقية، هي نقص التحدي بدراسة الفتى، وشعوره بالملل داخل الفصل، وتم إهمال ذلك تماما والتركيز على كيفية إصلاح سلوكه، ولكن ماذا حدث بعد ذلك، وهل تدريبه على التوقف عن التلويح بيديه أو حركاته الغريبة أدى إلى تحسين مستواه التعليمي بشكل ما؟ بعد عام واحد من تحويل الصبي لمدرسة أخرى، الانتقال لصف أعلى، والتواجد وسط مجموعة من الطلاب المتفوقين، اختفت المشاكل الاجتماعية التي عانى منها الفتى. ترجمة: عزة علي يوسف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©