الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هواة تصوير الحوادث يبحثون عن الشهرة في غياب المبالاة

هواة تصوير الحوادث يبحثون عن الشهرة في غياب المبالاة
22 مايو 2014 22:52
هناء الحمادي (أبوظبي) أجساد ملقاة على أرصفة الطرقات، دماء كست الأسفلت باللون الأحمر، جثث متفحمة، ملابس ممزقة لمصابين انحشرت أجسادهم داخل السيارة، أطراف مبتورة، وأوصال متقطعة كل تلك الصور، وتلك المناظر المؤلمة والمحزنة تصلنا عبر- وسائل الاتصال - أبطالها هم هواة تصوير الحوادث المرورية، ففي الوقت الذي يحاول فيه أفراد الشرطة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصابين والأرواح، هناك أشخاص لا يدركون حجم المعاناة، يمسك بهاتفه ليلتقط صورًا للجرحى، أو من فارقوا الحياة. وتتوزع تلك الصور ولقطات الفيديو لحوادث مأساوية على مواقع الإنترنت على سبيل «الفرجة»، في ظل غياب الوازع الديني والأخلاقي وحس المسؤولية الاجتماعية واللامبالاة. ورغم تحذيرات الشرطة لهذا السلوك، إلا انهم استطاعوا مؤخرا القبض على من قاموا بنشر فيديو العمال الـ 13 الذين توفوا في حادث سير مطلع الأسبوعين الماضين. وفي هذا الصدد، أكد اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي في تصريحات صحفية مؤخراً أنه يمنع منعاً باتاً على كل الجهات المعنية بتغطية الحوادث المرورية استخدام الهواتف الخاصة، أو القيام بتصوير أي من الضحايا، أو موقع الحادث، وأن هناك أشخاصاً مخولين بالتصوير لاستخدام هذه الصور في سير التحقيقات، وليس لأي استخدام آخر يراد به الإساءة، أو التشهير بالآخرين. إسعاف المصابين وفي هذا الجانب، تشعر ابتسام مسعود بالأسف من قيام البعض من أفراد المجتمع بتصوير الحوادث المرورية، مبينة أن ما هو مطلوب في تلك اللحظات الحرجة أن يكون الجميع في حالة استعداد ومساعدة لنقل المصابين وإسعاف المحتاجين لا أن يكون همهم التصوير وتضيف: ما بالكم بأسرة منكوبة وامرأة قد تنكشف عنها ثيابها، فأين الستر الذي حث عليه الشرع؟ وكيف لو كانت المصابة أختاً لأحدهم، أو أُماً، أو زوجة؟، أتطيب نفسه أن يراها الناس في حالة غير لائقة؟ أما الشاب خميس الهاجري، فيرى أن تصوير الحوادث غير حضارية، خصوصاً لو حدث التصوير على حادثة لعائلة لأن في ذلك هتكاً لحرمة الآخر، مبيناً أن المتطفلين الذين يقومون بالتجمهر في موقع الحادث والقيام بتصوير الحوادث والمصابين عبر الهواتف النقالة وتوزيعها بين بعضهم بعضاً أمر مناف، وانتهاك لخصوصية الآخرين وتعريض لحياة المصابين للخطر، مطالبا بفرض عقوبة مالية على من تسيء له نفسه بتصوير المصابين في موقع الحوادث والحرائق، بهدف الحد من تلك السلوكيات المرفوضة. مشاهد مؤلمة أبدى خليل جاسم «رب أسرة» عتبه الشديد على الذين ينشغلون بالتصوير بدلاً من محاولة إنقاذ الآخرين، مضيفاً: من هذه المشاهد مشهد مجموعة من الشباب يقفون لتصوير سائق تعرض لحادث مروع على الطريق، وبحاجة ماسة إلى من يقدم له الخدمة والمساعدة، وهم لم يكلفوا أنفسهم أي عناء المساعدة واقفين من دون حراك، مكتفين بالتصوير حتى جاء رجال الإسعاف، وبادروا بنقله إلى أقرب مستشفى. وتعترض ميثاء سيف «طالبة جامعية» على تناقل ما يدور في هذه الحوادث المرورية من مصابين ومناظر محزنة، وتدعو إلى عدم التسابق بتصوير تلك المناظر المؤلمة من دون مراعاة مشاعر وأحاسيس المصاب أو أهله. سلوك سلبي ترى هند البدواوي مستشارة أسرية نفسية بجمعية النهضة النسائية في دبي أن هذا السلوك يصدر من أشخاص عديمي المسؤولية، حيث يتطفل بعدسة الهاتف المتحرك وتصوير الآخرين، وهو في حالة يصارعون الموت، بينما هو واقف ممسكا بكاميرته مصورا كل المصابين والحادث، موضحة أن مصوري الحوادث عند قيامهم بهذا التصرف غالباً ما يسعون لكسب إعجاب متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي والشهرة على حساب المصابين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©