الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات صناعة السيارات الإيطالية والفرنسية تتجاوز منعطف الركود

شركات صناعة السيارات الإيطالية والفرنسية تتجاوز منعطف الركود
22 مايو 2014 22:48
ترجمة: حسونة الطيب شكل تعرض شركات صناعة السيارات الفرنسية والإيطالية للسوق الأوروبي المتعثر لعدد من السنوات، نقطة ضعف لها ما كلفها خسائر ضخمة، وأدى إلى تراجع أسهمها بمتوسط بلغت نسبته 60% في الفترة بين 2006 إلى 2013، لكن ومنذ بداية العام الحالي، تلقى حاملو أسهم شركات مثل بيجو- سيتروين وفيات ورينو، عائدات مرتفعة على أسهمهم وسط شعور متنامٍ بتجاوز سوق السيارات الأوروبي لمنعطف الركود. ومنذ بدء العام الحالي، ارتفعت الأسهم في بيجو بنحو 38,5% وفي رينو 20% وفيات بنسبة قدرها 45%، حيث تعكس الأرقام تحسنا في المبيعات للشهر السادس على التوالي في أوروبا لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية. ومن المنتظر أن يدفع الجيل الجديد في قارتي أفريقيا وأميركا الجنوبية، بمبيعات السيارات العالمية على مدى العامين المقبلين، حيث يعتمد طلب السيارات الجديدة بشدة على الأسواق الناشئة. ويقول فيليب فارين، رئيس الرابطة الأوروبية لصناع السيارات: “عاد النمو إلى أوروبا ومن المتوقع تحقيق زيادة في المبيعات بنحو 2% خلال العام الحالي”. ووفقاً للرابطة، ارتفع الطلب على السيارات الخصوصية بنحو 7% خلال أول شهرين من العام الحالي، وبنسبة قدرها 6% في كل من المملكة المتحدة وإيطاليا وبنحو 13% في إسبانيا، باستثناء فرنسا التي تراجعت نسبتها في فبراير. ووسط هذا المناخ من التفاؤل، زاد المستثمرون من حصصهم المالية في الشركات الفرنسية والإيطالية نظراً لما توليه من اهتمام أكبر بسوق أوروبا، بالمقارنة مع منافساتها الألمانية التي سجلت صادرات قوية خلال السنوات الست الأخيرة. وتراجعت قيمة الأسهم في فولكس فاجن 2,3% خلال هذه السنة، بعد أن حققت ارتفاعاً بنحو ثلاثة أضعاف في الفترة بين 2006 إلى 2013. وفي شركتي ديملر وبي أم دبليو، ارتفعت الأسهم بنحو 4% والأرباح بأقل من نصف ما حققته منافساتها الإيطالية والفرنسية منذ شهر يوليو الماضي. ويقول فيليب هوشويس، المحلل الاقتصادي في بنك يو بي أس: “استفادت الشركات الإيطالية والفرنسية من موجة التعافي التي سادت سوق السيارات الأوروبي بنسبة أكبر من نظيراتها الألمانية، رغم أنها بدأت من مستوى متدنٍ للغاية”. ومن أسباب هذا التباين، أن العديد من هذه الشركات تتعرض بنسبة أكثر لأوروبا بالمقارنة مع نظيراتها الألمانية، حيث جاءت على سبيل المثال 58% من عائدات بيجو من أوروبا خلال العام الماضي، مقارنة مع 34% لشركة ديملر. كما تقوم الشركات الألمانية بتصدير معظم إنتاجها الأوروبي لخارج القارة، في وقت باعت فيه رينو – نيسان وبيجو بين 90 إلى 95% من سياراتها المصنوعة في أوروبا في الداخل. وبالمقارنة، باعت كل من بي أم دبليو وديملر 63% من سياراتها التي أنتجتها في أوروبا داخلها وبلغت مبيعات فولكس فاجن 79%، في حين ارتفعت مبيعات هذه الشركات من السيارات الفاخرة في آسيا وأميركا. ومن الأسباب الأخرى التي دعت لتفاؤل المستثمرين، استغلال الشركات الإيطالية والفرنسية لأقل من السعة الكلية لمصانعها، لذا فإن أي زيادة في الحجم في أوروبا، من شأنها المساهمة في تخفيف التكاليف الثابتة المرتفعة. وتتراوح معدلات الاستفادة بالنسبة لكل من ديملر وفولكس فاجن وبي أم دبليو، بين 84 إلى 88%، اعتماداً على معدل ساعات العمل التي يقاس بها مستوى القطاع الصناعي. وفي الجانب الآخر، تراوحت نسبة الاستفادة في المصانع الأوروبية خلال العام الماضي بنحو 55% لشركة فيات و66% لرينو ونحو 77% لشركة نيسان، وفقاً للبيانات الواردة من مؤسسة آي أتش أس للسيارات. ويرى بعض المحللين أن التحول الذي تميزت به هذه الشركات من حالة التعثر إلى انتعاش واضح خلال الأشهر القليلة الماضية، ليس دليلاً مفاجئاً على أنها حققت تفوقاً كبيراً على نظيراتها الألمانية. وارتفعت عمليات التسليم العالمية في فولكس فاجن بنحو 5% خلال العام الماضي إلى 9,7 مليون وحدة، في رقم قياسي للشركة، بينما سجلت بي أم دبليو رقماً قياسياً آخر ببلوغ مبيعاتها 1,96 مليون سيارة. وفي المقابل، عجزت رينو التي تعمل في تحالف دولي مع نيسان ما يساعدها على تخفيف تكاليفها، عن تحقيق هدفها ببيع نحو 3 ملايين سيارة خلال السنة الماضية. وتشكل عودة السوق الأوروبي للانتعاش، دعماً قوياً للشركات الأكثر عرضة للقارة، رغم أن الطريق أمامها قياساً بالأرقام المطلقة، ما زالت طويلة لحين عودة أوروبا إلى ما كانت عليه في الماضي. ولم تزل شركة بيجو التي وافقت على حزمة إنقاذ قدرها 3 مليارات يورو مقابل حصول الحكومة الفرنسية وشركة دونجفينج الصينية على حصة فيها، في حاجة للمزيد من عمليات التسليم بغرض مضاعفة مبيعاتها في آسيا وخفض حجم الأموال المهدرة. أما بالنسبة لفيات، تمكنت الشركة من تعويض الخسائر التي تعرضت لها مؤخراً في أوروبا نتيجة تعرضها لأسواق البحر المتوسط الضعيفة، من خلال فرع كرايسلر في أميركا الذي حقق مبيعات قوية. كما لا يزال التحسن في طلب السوق الأوروبي نسبياً، حيث كان معدل تسجيل السيارات الجديدة الذي بلغ نحو 11,8 مليون في 2013، الأدنى منذ 1995، بتراجع قدره 25% عن الأرقام المسجلة في 2007. وعلى ضوء قوة السوق البريطاني، ارتفعت تسجيلات السيارات الجديدة خلال عامين بنسبة قدرها 17,7% إلى 465 ألف سيارة. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©