الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيتامينات بي ومشروبات الطاقة.. دهاء إعلاني واستهلاك سلبي

فيتامينات بي ومشروبات الطاقة.. دهاء إعلاني واستهلاك سلبي
24 يوليو 2010 21:32
تظهر في الأسواق بشكل شبه يومي مشروبات جديدة تصنف ضمن مشروبات الطاقة، وتأتي كل شركة بجديدها من تشكيلة الفيتامينات السحرية التي تجعل الجسم ينشط وتزوده بالطاقة التي يحتاجها ووفق المدد التي يريدها. ويحتوي معظم هذه المشروبات على كمية عالية من الكافيين، وتدعي بعض الشركات أنها تبيع مشروبات طاقية خالية من الكافيين أو خالية من السكر. ولا يقتصد أي من هذه الشركات في حشو المشروب “الخفيف” بأصناف متنوعة من الفيتامينات. ومن بين الإعلانات المروجة لأحد هذه المشروبات، ظهر إعلان تلفزيوني لموظفي مكاتب يشيدون بالمشروب المعلن، ويقولون إنه يحتوي على “خلطة قوية ومتميزة من فيتامينات بي” التي تجعل شاربها يحافظ على نشاطه طيلة اليوم من دون أن يحس بأي تغير في المزاج أو توتر في أعصابه. ويقول موقع إلكتروني لهذا المنتج، إن مكوناته تستنفر المدارك العقلية للإنسان وتقوي القدرة على التركيز أكثر من تحفيز النشاط البدني. ويضيف موقع آخر أن المشروب الذي تنتجه الشركة يلعب دوراً كبيراً في طاقة الاستقلاب للجسم وترفع الأداء الجسدي والعقلي لمن يتناوله. ويقول أطباء إن شركات بيع هذه المشروبات الطاقية تبالغ كثيراً في تعداد الفوائد الصحية والعقلية لما تنتجه من مشروبات وتتغافل ذكر الأضرار أو الأعراض الجانبية. فتناول مشروب يحتوي على جرعات كبيرة من فيتامين بي 12 لا يمر دوماً بسلام، كما أن عدداً من المستهلكين الذين حاولوا رفع قدراتهم البدنية والذهنية، يقولون إنهم لم يلاحظوا تغييراً يذكر على مستوى طاقتهم ومزاجهم ومهارات تفكيرهم، ويضيفون أن شربه كان كشرب أي مشروب أو عصير آخر أقل تكلفةً بكثير. وخلافاً لما تريد الإعلانات إقناع الجمهور بصحته، فإن فيتامينات بي ليست علباً طاقيةً، حسب قول د. هوب باركوكيس، أستاذة التغذية بجامعة “كايس ويسترن ريزرف” في مدينة كليفلاند. وتضيف “إن مصممي هذه الإعلانات مبدعون ومبتكرون أذكياء، غير أن غالبية ادعاءاتهم عارية عن الصحة ولا تستند على أي دليل علمي”. وصحيح أن توافر الفيتامينات يجعل مصادر حصول الإنسان عليها متنوعة ولا يحصرها في الطعام والشراب المعتاد، لكنها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجعل موظفين منهكين ومتعبين يصحون فجأة ويقفزون نشاطاً وتتفتق أذهانهم ذكاءً بمجرد تناولهم مشروباً طاقياً. وعلى سبيل المثال، يمكن للشخص اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات التي يرغب فيها، ففيتامين بي 6 (1.3 ميلجرام) يمكن تناوله من خلال شرب حساء بالحبوب أو صدر الدجاج أو البطاطا المطهوة. والأمر نفسه ينطبق على الراغبين في فيتامين بي 12 (2.4 ميكروجرام)، إذ يمكنهم تناول 85 جراماً من لحم البقر أو طاستي زبادي أو أي من مشتقات الألبان. وتقول باركوكيس إن تناول كميات زائدة من فيتامينات بي لا تفيد الإنسان. فالجهاز الهضمي قادر من خلال عملية الاستقلاب على التعامل مع الجرعات الزائدة من فيتامينات بي، غير أن تناول أكثر من 100 ميلجرام من فيتامين بي يومياً قد يضر بأعصاب الذراعين والساقين، حسب تحذير معهد الطب بجامعة “كايس ويسترن ريزرف”. ويحتاج بعض الأشخاص، وخاصة المسنين، إلى فيتامينات بي نظراً لمعاناتهم من مشكلات في امتصاص المواد المغذية. ويقوم الأطباء في مثل هذه الحالات بنصح الشخص بتناول مكملات غذائية على شكل فيتامين بي. إلا أن إقدام الأشخاص العاديين على تناول هذه المشروبات الطاقية، لا تعدو كونها حيلة للتكسب، وخداع من يصدقون بسرعة الأكاذيب التي تغلف إعلاناتها. عن “لوس أنجلوس تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©