الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الطوفان الروائي الجديد في السعودية لا يدل على نمو طبيعي

الطوفان الروائي الجديد في السعودية لا يدل على نمو طبيعي
4 نوفمبر 2008 00:50
أقيمت مساء أمس الأول في الشارقة، ندوة بعنوان ''الرواية في المملكة العربية السعودية''، بمشاركة الناقد السعودي سعيد مصلح السريحي والروائي السعودي عبده خال، وذلك ضمن البرامج الثقافية المصاحبة للدورة الثانية والعشرين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب المقام حاليا في مركز اكسبو الشارقة ويستمر حتى السابع من الشهر الجاري· وفي بداية الندوة سرد مقدمها القاص الإماراتي ابراهيم مبارك جانبا من السيرة الذاتية والإبداعية لضيفي الندوة، قرأ بعدها السريحي مداخلته التي حملت عنوان ''المغامرة الكبرى ·· تحرير الهوية من مضابط التاريخ'' وأشار فيها إلى ان ''الشعر كان متسيدا المشهد الثقافي السعودي قبل عقدين من الآن من خلال شعراء أمثال محمد الثبيتي وعلي الدميني وعبدالله الصيخان ومحمد جبر الحربي، كما شهدت تلك الفترة ازدهار القصة القصيرة على أيدي مبدعين أمثال عبده خال وجبير المليحان وعبدالله باخشوين وجار الله الحميد''· وأضاف السريحي ''كان الفن الوحيد الذي يترك في حلوقنا غصة هو غياب فن الرواية عن تلك الفترة، ولم تكن النظرة العابرة التي كنا نلقيها على بعض أعمال إبراهيم الناصر تتجاوز أن تكون مجرد إرهاصات لفن روائي لم يتبلور، وحينما قدم عبدالعزيز المشري روايته (الوسمية) طرنا بها فرحا، غير أن السؤال عن غياب الفن الروائي الذي يضاهي ما يتم انجازه على الشعر والقصة ظل معلقا''· ويشير السريحي الى ''أن تفجير الصمت الروائي في السعودية تم على أيدي ثلاثة روائيين أغراهم الفراغ الذي تركه غياب الرواية، فعرفت الساحة الثقافية أعمال تركي الحمد، وغازي القصيبي وعبده خال الذي كان الأكثر اقتدارا على كتابة الرواية بشروطها الفنية والبنائية المعبرة عن ملابسات التغيرات العاصفة التي يمر بها المجتمع السعودي عبر استعادة الذاكرة الجماعية وجذور الواقع الحالي''· وأكد السريحي خلال الندوة على أن السنتين الأخيرتين في المشهد الروائي السعودي كانتا أشبه بالانفجار حيث تجاوزت الروايات التي تم نشرها خلال عام 2006 خمسين رواية مقابل ست وعشرين رواية نشرت في العام الذي سبقه، ونوه السريحي إلى أن هذا الانفجار الروائي لم يكن وليدا لاستيعاب التقنيات الروائية، بقدر ما كان امتدادا لجرأة البوح والكشف التي دشنها تركي الحمد وغازي القصيبي، وأضاف في ختام مداخلته أن تلك الروايات رغم ما هي عليه من هشاشة فنية إلا أنها سعت إلى استصدار مدونة لهوية الهامش في مواجهة المدونة الرسمية التي أخذت تتفتت تحت وطأة المتغيرات· أما الروائي عبده خال صاحب الروايات المفصلية والمهمة في مسيرة الرواية السعودية مثل (الطين) و(الأيام لا تخبئ أحدا) و(فسوق) فأشار في مداخلته إلى ان عدم ظهور فن الرواية في السعودية قبل عقدين من الآن يعود إلى أن المجتمع أو الواقع السعودي لم يشهدا طفرات أو تغيرات متسارعة على المستويين السياسي والاجتماعي، وساهم هذا الركود في عدم ملاحقة الروائيين لأية ظواهر كبيرة واستثنائية يمكن الكتابة عنها وحولها، وهناك أسباب أخرى لهذا الضمور الروائي تعود إلى حداثة التجربة الروائية عند كتاب القصة، والتخوف من شراسة النقد التي كانت تلاحق كتاب القصة والقصيدة في تلك الفترة· عن اتهام الروايات الجديدة في السعودية بأنها روايات فضائحية يقول عبده خال ''لا يمكن تعميم هذا الوصف ولكن سيادة هذه النوعية من الروايات التي تحاول اختراق التابوهات الاجتماعية تحول إلى نوع من الموضة والدخول في سباق الترويج والإثارة، ما دفع بالروائيين الموهوبين والمتميزين إلى الانزواء والصمت المؤقت حتى لا تضيع نتاجاتهم وسط هذا الطوفان الروائي الأشبه بالانفجار، وهذا الانفجار لا يدل على أن الرواية في السعودية تنمو نموا طبيعيا، ولكنها أشبه بفقاعة مشوهة ستتوضح ملامحها في قادم الأيامٍ''· وأشار عبده خال إلى أن ''روايات تركي الحمد وغازي القصيبي خصوصا في روايته (شقة الحرية) ساهمت وبشكل غير مقصود في ظهور هذه الموجة من الروايات الفضائحية الأشبه بالسيرة الذاتية، وذلك تحت وهم تشريح المجتمع وفضح المسكوت عنه وإماطة اللثام عن الستائر الغليظة التي تفصل الرسمي عما هو غير رسمي وهامشي، ولكن معظم هذه التجارب سقط في فخ المجانية والاستعراض والضجيج الإعلامي، دون اهتمام كاف بفنيات وجماليات الكتابة الروائية'
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©