الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراقيون يفرون من القيظ و«التقنين» إلى ربيع كردستان

العراقيون يفرون من القيظ و«التقنين» إلى ربيع كردستان
23 يوليو 2010 22:53
تشهد مدن إقليم كردستان العراق انتعاشاً في الحركة السياحية هذه الأيام بفضل أفواج العراقيين القادمين من الوسط والجنوب هرباً من قيظ الصيف الذي تجاوزت درجات حرارته الخمسين، و”التقنين” المتواصل للتيار الكهربائي. وتصل هذه الأفواج بالتنسيق مع شركات سياحية محلية تقوم بتنظيم رحلات لفترات محدودة للاسترخاء في ظل درجات حرارة ربيعية. ويتمتع إقليم كردستان إضافة إلى مناطقه السياحية وطبيعته باستقرار أمني كبير مقارنة ببقية مناطق العراق. وفي بلدة شقلاوة شمال أربيل عاصمة كردستان، انتشرت العائلات العربية والكردية واختلطت الموسيقى الكردية بالعربية التي تبثها المقاهي المتوزعة على الروابي الخضراء. وقال خليل إسماعيل (56 عاماً) وهو مدرس من أهالي حي المشتل في بغداد جاء مع عائلته إلى البلدة، “إن حرارة الجو في بغداد لا تطاق والانقطاع المستمر للكهرباء يزيد الأمر سوءاً، لذلك قررنا المجيء إلى كردستان حتى انتهاء موجة الحر”. وتعيش مناطق وسط وجنوب العراق أياماً شديدة الحرارة بفعل موجة الحر التي ترتفع فيها الحرارة إلى نحو خمسين درجة مئوية، الأمر الذي دفع حكومة البلاد إلى اتخاذ قرار بتعطيل الدوام الرسمي في حال الارتفاع المفرط في درجات الحرارة. وما يزيد الأمر صعوبة، انقطاع التيار لساعات طوال يصل إلى عشرين ساعة في اليوم في معظم مناطق العراق في أيام صيفية لاهبة. وقالت ابتهاج عبد الخضر (34 عاماً) التي جاءت مع عائلتها من البصرة في الجنوب وهي تجلس على سفح جبل سفين في شقلاوة “لا يمكن وصف فارق درجات الحرارة بين البصرة وكردستان وحلاوة الجو والمناطق الخضراء والينابيع التي من حولنا”، وأضافت “جئنا في البداية على أساس البقاء أيام قليلة، ولكننا سنحاول تأخير عودتنا أطول قدر ممكن”. وتوقع مدير عام السياحة في إقليم كردستان مولي جبار زيادة كبيرة في أعداد السياح القادمين إلى الإقليم هذا العام، وقال “إن التقديرات الأولية تشير إلى زيادة تصل إلى أكثر من 20% عن العام الماضي حتى الآن..هناك ارتفاع متواصل في أعداد السياح القادمين إلى الإقليم”. وخلال موجة العنف الطائفي التي اجتاحت معظم مناطق العراق خلال الأعوام 2005-2008، لم يكن بإمكان العراقيين من أهالي الوسط والجنوب دخول كردستان دون ضمانة يقدمها شخص من أهالي الإقليم. لكن اليوم، قامت حكومة الإقليم الذي يضم محافظات أربيل والسليمانية ودهوك بتقديم تسهيلات كبيرة للشركات السياحية والزوار المتوجهين للمناطق السياحية بعد أن كانت تفرض إجراءات أمنية مشددة لمنع تسلل الإرهابيين. وقال ياس أحمد (27 سنة) القادم مع مجموعة من أصدقائه من بغداد إلى شقلاوة بعد جولة زار خلالها دهوك والسليمانية “إن كردستان هي المتنفس الوحيد للعراقيين”، وأعرب عن أمله في بناء فنادق ومشاريع سياحية تستوعب أكبر عدد ممكن من السياح. وقال رفيقه علي حسين (24 عاماً) “بصعوبة كبيرة وجدنا مكاناً للمبيت في فندق بعد جولة استمرت ساعات”. وساهم توافد الزوار في انتعاش العمل في الفنادق والمطاعم والمقاهي في عموم الإقليم. وقال هيزا سيركو صاحب فندق “اسوس” في السليمانية “جاءنا عدد كبير من السياح، خصوصاً من بغداد، وأول شيء يسألون عنه هو الكهرباء”. وقال سرود قادر (64 عاماً) صاحب فندق “قصر دية” في شقلاوة “إن الإقبال كبير جداً على المناطق السياحية هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية”. وأضاف “إن فندقنا محجوز بالكامل حتى بداية شهر رمضان منتصف أغسطس المقبل”. بينما أوضح دادفان صبحي أحد المسؤولين في فندق “سولاف” في دهوك “إن أعداد السياح هذا الصيف كبيرة جداً وتقدر بضعف أعدادهم في العام الماضي”، وقال “اضطررنا عدة مرات إلى إرشادهم إلى فنادق أخرى في مناطق خارج دهوك لعدم وجود أماكن شاغرة لدينا”، معرباً عن أمله بأن يتبنى المسؤولون في الإقليم خطة تؤمن بناء فنادق وتطبيق أنظمة تؤمن تحقيق استثمارات سياحية في كردستان. وقال سامر عبد الله (62 عاماً) من الموصل وهو يراقب حفيده البالغ من العمر عشرة أعوام وهو يلعب في بركة ماء يتدفق من شلال سيبه في عقرة شمال غرب أربيل “إن حرارة الصيف والانقطاع المستمر للكهرباء ومتاعب الحياة دفعتنا للبحث عن الراحة”. وتنتشر في الإقليم عشرات المصايف بينها سرسنك وسولاف وسيبة في دهوك وشقلاوة وكلي علي بك وشلالات بيخال في أربيل ومناطق سياحية أخرى في السليمانية بينها سدوكان وسرجنار وجبل ازمير.
المصدر: أربيل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©