الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انتخابات باكستان السبت رغم تهديد «طالبان»

انتخابات باكستان السبت رغم تهديد «طالبان»
9 مايو 2013 00:27
لاهور (أ ف ب) - شهدت الأيام الأخيرة لحملة الانتخابات التشريعية المقررة بعد غد السبت في باكستان توقفا أمس الأربعاء بعد إصابة المرشح عمران خان بجروح في الرأس والظهر بعد سقوطه عدة أمتار أثناء تجمع انتخابي. في غضون ذلك قتل ثلاثة أشخاص وأُصيب 26 آخرون جراء انفجار سيارة يقودها انتحاري أمام مركز للشرطة في شمال غرب البلاد. وتنتخب باكستان الدولة العملاقة في جنوب آسيا نوابها وحكومتها المقبلة في استحقاق تاريخي يعتبر أول انتقال ديموقراطي فعلي في البلاد وسط تهديد متشددي طالبان. وأسفرت هجمات المتمردين على الحملة عن مقتل اكثر من 100 شخص وأجبرت الأحزاب الرئيسية في الحكومة المنتهية ولايتها على إلغاء جميع لقاءاتها الكبرى، بعد أن استهدفها المتشددون. ونجم الكريكت السابق الذي بات من الشخصيات الرئيسية في المعارضة سقط مساء أمس الأول ومرافقيه من منصة كانت ترفعهم الى المنبر حيث كان يفترض أن يلقي كلمة في الحشد أثناء تجمع كبير لحزبه حركة الانصاف في باكستان في لاهور ثاني كبرى مدن البلاد. وولدت صور “البطل” الوطني المدمى الوجه فيما كان مقربون منه ينقلونه إلى سيارته مشاعر التأثر في البلاد برمتها. ونقل خان البالغ 60 عاما بسرعة إلى مستشفى من تأسيسه. وأُصيب بكسر في فقرتين وبجرح في الرأس وآخر في الكتف وخرج من وحدة العناية الفائقة ونقل إلى غرفة خاصة على ما أكد المتحدث باسم المستشفى خواجة نظير. وأجرى خان الذي يرأس حركة الانصاف في باكستان مساء أمس الأول من سريره في المستشفى مقابلة مع قناة محلية فيما وضع طوق دعم حول رقبته، دعا فيه السكان إلى التصويت لحزبه في الانتخابات. وقال هامسا عبر الميكروفون “فعلت كل ما في وسعي من اجل هذه البلاد.. تذكروا في 11 مايو، عليكم الخروج من منازلكم والتصويت لحركة الانصاف بلا قلق حيال مرشحيكم المحليين. انتخبوا حركة الانصاف وأفكارها فحسب”. وفي الأشهر الأخيرة اجتذب خان الحشود عبر البلاد داعيا الى نهاية احتكار الحزبين التقليديين، حزب الشعب الباكستاني التابع لعائلة بوتو وحزب الرابطة الإسلامية التابع لرئيس الوزراء السابق نواز شريف، والى القضاء على الفساد. وكرر عدد من القنوات المحلية أمس بث المقابلة بشكل متواصل لكن مع توضيح انها “اعلان انتخابي مدفوع”. ورأى مسؤول قناة باكستانية رفض الكشف عن اسمه أنه “بات الفيديو نعمة لأنه سمح لخان جذب أصوات متعاطفة”. وتوقفت حملات الأحزاب الكبرى أمس بعد إصابة خان.. فحزب الشعب الباكستاني الذي يراس الائتلاف المنتهية ولايته لم ينظم أي تجمع كبير منذ بدء الحملة لم يقرر أي حدث على المستوى الوطني. لكن حزب نواز شريف زعيم المعارضة الذي ينافس خان على الكتلة الناخبة نفسها ليمين الوسط “ألغى عدة لقاءات” في معقله في البنجاب بحسب المتحدث باسمه صديق الفاروق. وقال “إننا نمتنع كذلك عن أي إعلان ضد حركة الانصاف”. كما حذت حذوه الحركة القومية المتحدة التي تعتبر القوة السياسية الأولى في كراتشي القطب الاقتصادي في البلاد. لكن يتوقع تنظيم تجمعات اليوم الخميس وهو اليوم الرسمي الأخير للحملة الانتخابية قبل الانتخابات السبت. ومن المتوقع أن ينظم حزب خان تجمعا في العاصمة لكنه قد يغيب عنه بحسب أعضاء في حزبه. أما عمران خان الذي انتخب مرة واحدة فحسب في 2002 وقاطع الانتخابات الأخيرة عام 2008 فقد أجرى حملته بصخب ويجتذب الطبقة المتوسطة والشباب الذين ملوا الأحزاب التقليدية ووعدهم بـ”مد” انتخابي كاسح سيحمله الى الحكم. قبل ان يتعرض لحادث السقوط أمس الأول. وبدت حملة الحزب الحاكم المنتهية ولايته حزب الشعب الباكستاني شاقة جدا تحيط بها تهديدات طالبان وحصيلتها الأمنية السيئة والاقتصادية منذ خمس سنوات وغياب قائد. أما بيلاوال بوتو ابن بنازير بوتو رئيس الوزراء التي كانت تتمتع بشعبية واسعة واغتيلت في 2007 فهو يافع جدا للترشح ويتعرض لتهديدات كبيرة ما يعرقل عقده لقاءات شعبية. ويتعذر على الرئيس اصف علي زرداري ارمل بنازير ووالد بيلاوال، والذي لا يتمتع بشعبية كبيرة اجراء حملة انتخابية لأنه رئيس. وهذا الاستحقاق يعد تاريخيا ومحوريا لتعزيز الديموقراطية في باكستان لانه سيجيز لحكومة مدنية تسليم السلطة الى اخرى بعد إنهاء ولاية كاملة من خمس سنوات. وهي سابقة في هذه البلاد التي أنشئت عام 1947 وطبعت الانقلابات العسكرية تاريخها. في غضون ذلك قال مسؤول، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأُصيب 26 آخرون جراء انفجار سيارة يقودها انتحاري أمام مركز للشرطة في شمال غرب باكستان المضطرب أمس الأربعاء. وصدم المهاجم سيارته المحملة بـ 600 كيلوجرام من المتفجرات في الجدار المحيط بقسم شرطة دوميل على مشارف منطقة بانو المتاخمة لأراضي القبائل التي تنشط فيها طالبان، بحسب ما قاله ضابط الشرطة المحلية مرجان خان. وانهار جزء من مجمع الشرطة والعديد من المنازل المجاورة جراء الانفجار الذي خلف حفرة عمقها مترين. وقال خان، إن شرطياً وامرأتين مدنيتين قتلوا في الانفجار، فيما أُصيب 26 آخرون بينهم 7 رجال شرطة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، غير أنه وردت تحذيرات مؤخراً من إمكانية وقوع هجوم من جانب متمردين، بحسب خان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©