الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوارديولا ينتصر للأداء ويضحي بالأسماء !

جوارديولا ينتصر للأداء ويضحي بالأسماء !
22 سبتمبر 2016 13:07
محمد حامد (دبي) لا يمكن تسميتهم بـ«الضحايا»، ولا يمكن أن ينطبق عليهم وصف «المظلومين»، صحيح أنهم يتمتعون بقدرات كروية خاصة تجعل الحصول على خدماتهم حلماً لأشهر وأكبر أندية العالم، ولكن التخلص منهم من أجل مصلحة الفريق ليس عيباً في قاموس المدرب الإسباني بيب جوارديولا، هكذا هم النجوم الذين أطاحهم بيب في فترات توليه القيادة الفنية للبارسا وبايرن ميونيخ ومان سيتي، فقد أثبت المدرب الملقب بالفيلسوف أنه تخلص من هؤلاء النجوم لكي يحقق المجد من دونهم. فقد حصل جوارديولا على 21 بطولة في مسيرته التدريبية على الرغم من تخلصه من هؤلاء النجوم، بل إنه صاحب المعدل الأفضل بين المدربين في أوروبا على مستوى النتائج الإيجابية التي حققها قياساً بالمباريات التي خاضتها الأندية التي يتولى قيادتها، وتدور نسبة الانتصارات حول 80% من إجمالي المباريات، ويكفي أن سجله مع مان سيتي 100% حتى الآن. وجاء خلاف جوارديولا مع يايا توريه ليعيد إلى الأذهان تاريخاً حافلاً من الخلافات التي جمعته مع بعض النجوم، ليقرر التخلص من بعضهم قبل أن يعمل معه، ومع البعض الآخر بعد تجربة لم تستمر لأكثر من موسم، ويشتهر جوارديولا بمراقبة اللاعبين لكي يتأكد من سلوكهم الاحترافي خارج الملعب، إلى حد أنه يستعين ببعض «العيون» أو الجواسيس لمراقبة اللاعبين خارج الملعب، خصوصاً هؤلاء الذين يتشكك في سلوكهم، وقد فعلها من قبل مع جيرارد بيكيه، مدافع البارسا. البداية كانت عقب تولي جوارديولا تدريب فريق برشلونة عام 2008، وكان شاباً صغيراً في حينه، وفوجئ الجميع بقرار الاستغناء عن رونالدينيو أحد أشهر وأهم نجوم العالم في الفترة المشار إليها، كما قرر إطاحة البرتغالي ديكو، وكان السبب غير المعلن الجانب الانضباطي، حيث كان يرغب بيب في تكوين جيل جديد أكثر انضباطاً بقيادة «فنية» من ميسي ومعه بقية النجوم تشافي، وإنييستا، وبويول وغيرهم من النجوم. وبعيداً عن السبب الانضباطي والجانب السلوكي في قرار الإطاحة برونالدينيو، فقد قرر بيب إبعاد صامويل إيتو، والذي كان يعد أحد أفضل المهاجمين في العالم في هذا الوقت وفقاً للغة الأرقام على الأقل، ولكن هذا القرار تم تأجيله لوقت لاحق، وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية في قرار الموافقة على رحيل إيتو، فإنه تكتيكي، لكي يمنح الفرصة لميسي للسيطرة على الجانب الهجومي بصورة تامة دون وجود رأس حربة صريح. ويبدو أن إبرا واجه نفس المصير لنفس السبب، فقد صرح إبرا أن جوارديولا كان يريده خادماً لميسي داخل الملعب، ولكنه رفض ذلك، كما أن شخصية إبرا أكثر جنوحاً إلى التمرد، وهو الأمر الذي لا يريده المدرب الإسباني في الفريق الذي يتولى تدريبه، واتضح ذلك في ما بعد، فقد أشار إبرا في مذكراته بعد رحيله عن برشلونة إلى أن نجوم الفريق الكتالوني كانوا أقرب إلى الأطفال أو التلاميذ الذين يتعاملون مع المعلم بمنطق الطاعة العمياء. والملاحظ في قصة إيتو وإبرا مع بيب، أنهما تحدثا عنه بنفس الطريقة، حيث كانت الشكوى المستمرة من أنه لا يحب المواجهة، بل يقرر مقاطعة بعض اللاعبين وربما الإطاحة بهم دون أن يواجههم، وهو الأمر الذي نفاه جوارديولا لاحقاً، مشيراً إلى أنه تحدث مع إبرا في كل شيء، وليس صحيحاً أنه لم يستخدم خيار المواجهة معه. ومن الأسماء الأخرى التي رحلت عن البارسا في عهد بيب، سواء قبل أن يبدأ العمل فعلياً مع الفريق أو بعد مرور فترة على توليه مهام منصبه كل من جانلوكا زامبروتا مدافع إيطاليا الشهير، وكذلك يايا توريه الذي فوجئ بأنه غير مرغوب في وجوده في الكامب نو، وهو الذي كان أساسياً في وسط ميدان البارسا، وفاز مع الفريق بكل شيء في موسم جوارديولا الأول مع البارسا. إطاحة فريق يحرسه هارت ويقوده إبرا دبي (الاتحاد) تسابقت الصحف الإنجليزية والإسبانية لتقديم تشكيلة مثالية تضم الأسماء التي أطاحها جوارديولا طوال مسيرته التدريبية، وكان من اللافت أن صحيفة «آس» قدمت تشكيلة «ضحايا بيب» ضمت بعض الأسماء من برشلونة والبايرن ومان سيتي، وتصلح لتكوين فريق قوي. تشكيلة «ضحايا بيب» تضم جو هارت حارساً، الذي رحل لأسباب تتعلق بسوء الأداء الذي يقدمه على مستوى التمرير، وعدم قدرته على بدء الهجمات من الخلف، وكذلك تواضع قدراته في لعب دور قلب الدفاع في بعض المواقف التي تتطلب ذلك، وهو ما دفع بيب للاستعانة بحارس البارسا السابق كلاوديو برافو، ومعه الحارس ويلي كاباييرو، في حين رحل هارت إلى تورينو الإيطالي. وفي الدفاع، استعان جوارديولا بالإنجليزي جون ستونز، ليرحل مانجالا معاراً إلى فالنسيا، لأنه لن يحصل على فرصة حقيقية مع سيتي في الوقت الراهن على الأقل، وفي الدفاع أيضاً أطاح المدرب الإسباني البرازيلي دانتي في فترة وجوده مع البايرن، وزامبروتا قبل أن يتولى تدريب البارسا. أما عناصر الوسط الذين انضموا لتشكيلة الفريق الذي أطاحه جوارديولا، فهم سمير نصري، وشاكيري، ورونالدينيو، في حين يضم الهجوم صامويل إيتو، وماريو جوميز، وزلاتان إبراهيموفيتش، وإن نجحوا في أماكن أخرى. ميسي ولام ودي بروين.. 3 في القلب دبي (الاتحاد) في الوقت الذي لا يتردد جوارديولا في التخلص من اللاعبين الذين يتشكك في أنهم سيعرقلون مسيرته، سواء لأسباب سلوكية أو تكتيكية، فإنه في المقابل لديه لاعب بعينه يصبح محوراً لأفكاره داخل الملعب، ولا يتوقف عن الحديث عنه، وعن قدراته، وتأثيره. البداية مع ميسي، الذي قال جوارديولا في أكثر من مناسبة إنه اللاعب الأفضل في العالم، بل في تاريخ كرة القدم، وذهب بيب بعيداً في امتداح ميسي، حينما قال إنه صاحب فضل كبير عليه، فقد تعلم منه، مضيفاً: «أتيت من أجل أن أجعل ميسي أفضل لاعب في العالم فجعلني المدرب الأفضل». أما اللاعب الثاني الذي في قائمة النجوم الذين يعشقهم جوارديولا، فهو فيليب لام نجم البايرن الذي قال عنه إنه أسطورة مثل بيكنباور ورومينيجه وغيرهما، مضيفاً: «لم يقدم لام مباراة واحدة سيئة تحت قيادتي للبايرن مدة 3 سنوات، ساعدني داخل الملعب وخارجه». المعشوق الجديد هو البلجيكي كيفين دي بروين الذي يرى أنه أحد أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الراهن، وأنه يجلس في مكان ما بالقرب من الأسطورة ميسي، ومنذ أن تولى بيب مقاليد الإدارة الفنية لمان سيتي أصبح دي بروين هو اللاعب الأفضل والأبرز، والأكثر حصولاً على الإشادات، والأهم في خطط وتكتيك المدرب الإسباني. بوسكيتس وراء العداء مع توريه دبي (الاتحاد) تعود قصة العلاقة المتوترة بين بيب جوارديولا ويايا توريه إلى الموسم الثاني للمدرب الإسباني مع فريق البارسا، فقد مضى الموسم الأول بصورة مثالية، ولعب توريه دوراً مهماً في تتويج البارسا بسداسية المجد،وشارك في 43 مباراة بمختلف البطولات، وسجل بعض الأهداف المهمة منها هدفه في نهائي كأس الملك في مرمى أتلتيك بيلباو. وفي موسم 2009 - 2010 بدأت العلاقة تتوتر بين بيب ويايا، والسبب الأساسي في ذلك تكتيكي، فقد ظهر سيرخيو بوسكيتس بمستويات رائعة، وبدأ يسيطر على منطقة الوسط في البارسا، ولكن على حساب يايا توريه، وحاول جوارديولا البحث عن مراكز بديلة للنجم الإيفواري ولكن هذه المحاولات لم تنجح. وعلى الرغم من كل ما حدث فإن حقيقة رحيل توريه عن صفوف البارسا صوب مان سيتي في موسم 2010 - 2011 تظل مجهولة، فقد أكد اللاعب الإيفواري أنه بات غير مرغوب فيه من جوارديولا، وأنه تحدث معه ولم يحصل منه على إجابات مقنعة مما جعله يرحل إلى صفوف مان سيتي، مشدداً على أنه كان يحلم بالبقاء مع البارسا والاعتزال في صفوفه. وفي المقابل أكد جوارديولا أن خوان لابورتا رئيس البارسا السابق حاول إقناع توريه بالبقاء ولكن اللاعب أصر على الرحيل بسبب العرض الجيد من مان سيتي، وتلك هي الحقيقة على حد تعبير جوارديولا، وعلى الرغم من الانفصال بينهما فإن جوارديولا استمر في تحقيق النجاحات مع البارسا، كما حقق توريه مجداً كبيراً مع مان سيتي. ومع عودة جوارديولا إلى مان سيتي توقع الجميع أن تتم إطاحة اللاعب الإيفواري، والذي تقرر استبعاده من قائمة سيتي في دوري الأبطال، مما دفع وكيل أعماله إلى شن هجوم قوي على جوارديولا واتهمه بأنه يتعمد إهانة توريه، وجاء الرد من المدير الفني لمان سيتي، حيث أكد أنه يطلب اعتذار وكيل أعمال توريه قبل أن يعود اللاعب للمشاركة مع الفريق، وجاء رد وكيل توريه ليؤكد أنه يتعين على جوارديولا الاعتذار إلى الكثيرين ومنهم مانويل بيليجريني وجو هارت قبل أن يطلب منه الاعتذار له. رحيل شفايني وكروس دبي (الاتحاد) حينما تولى بيب جوارديولا تدريب فريق بايرن ميونيخ توقع الجميع أن يحافظ على تشكيلته التي تمكنت من الفوز بثلاثية المجد والتاريخ مع يوب هاينكس قبل أسابيع من قدوم المدرب الإسباني، ولكن المفاجأة أن أبرز نجوم الفريق رحلوا عن صفوفه تدريجياً لأسباب يراها جوارديولا تكتيكية، فقد فضل الدفع في وسط الميدان باللاعب فيليب لام على حساب باستيان شفاينشتايجر الذي رحل بدوره إلى مان يونايتد. كما انتقل توني كروس إلى صفوف ريال مدريد، وتسبب تألقه مع الفريق المدريدي في بعض الحرج لجوارديولا، ولكن مسيرة المدرب الإسباني مع العملاق البارفاري لا يمكن القول إنها لم تكن ناجحة، صحيح أنه لم ينجح في جلب دوري الأبطال إلى البايرن، ولكنه سيطر على البوندسليجا وغيره من البطولات المحلية. كما نجح جوارديولا في تقديم بعض الوجوه الشابة إلى البايرن في فترة توليه المسؤولية، وهو ما يمكن القول إنه تجديد لدماء الفريق البافاري، وعلى الرغم من علاقته الجيدة بغالبية نجوم الفريق، إلا أنه تعرض لبعض الانتقادات مؤخراً، حيث أكد فرانك ريبيري أنه يفضل التعامل مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مشيراً إلى أن تواصل جوارديولا مع اللاعبين ليس كافياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©