الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسرائيل تستعد لتقسيم المسجد الأقصى

إسرائيل تستعد لتقسيم المسجد الأقصى
9 مايو 2013 00:25
عبدالرحيم حسين، علاء المشهراوي، الاتحاد، وكالات (عواصم) - باشرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس التمهيد لتقسيم المسجد الأقصى المبارك في القدس الشرقية المحتلة بين المسلمين واليهود على غرار الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، فيما دنس المستوطنون اليهود المتطرفون حرمة المسجد لليوم الثاني على التوالي، وأوقفت قوات الاحتلال مفتي القدس الديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين وحققت معه لمدة 6 ساعات، واعتقلت 25 فلسطينياً، بينهم مسؤول مقدسي خلال اعتداءات جديدة ارتكبتها في أنحاء الضفة الغربية أسفرت عن إصابة العديد من الفلسطنيين بجروح وحالات اختناق. فقد أعلن مدير عام وزارة الأديان الإسرائيلية المدعو الحنان جلات، إن الوزارة ستسعى لتعديل قانون إدارة الحرم القدسي الشريف الذي يسميه الإسرائيليون «جبل الهيكل» للسماح للمصلين اليهود بالصلاة في المسجد الأقصى. وقال خلال اجتماع عقدته لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» المكلفة بدراسة مسألة تقسيم المسجد الموضوع بحضور مندوبي وزارات إسرائيلية مختلفة «نريد أن يتمكن اليهود الذين يريدون الصلاة في الموقع من ذلك». وقال قائد جناح المستوطنين في حزب «الليكود» بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعضو «الكنيست البارز موشيه فيجلين «كيف نقبل بحقيقة، إنه ليس من حق اليهود الصلاة في المكان الأكثر قدسية بالنسبة لهم». وقالت رئيسة اللجنة القيادية في «الليكود» أيضاً ميري ريجيف «إن منع اليهود من الصلاة على جبل الهيكل هو تمييز لا يمكن احتماله وخرق لحرية العبادة». ميدانياً، عززت قوات جيش وشرطة الاحتلال انتشارها في القدس الشرقية وحولتها إلى ثكنة عسكرية وأغلقت متاجر المقدسيين في البلدة القديمة وسطها ومنعت المصلين والمصليات وطلبة وطالبات العلم، سوى المسنين، من دخول المسجد الأقصى، فيما سمحت لغلاة لمستوطنين بتنظيم مسيرات صاخبة عبر البلدة واستباحة ساحات وأروقة المسجد وأداء طقوسهم الدينية فيها. وكانت ذروة تدنيس المسجد الأقصى، عندما وقف 20 مستوطناً داخل باب السلسلة وتوجههم نحو قبة الصخرة المشرفة، ثم أدوا شعائر «الانبطاح المقدس» وأطلقوا صيحات عالية، ومباشرة تصدى لهم حراس المسجد وأخرجوهم منه. واعتدت قوات الاحتلال على مقدسيين تصدوا للمستوطنين بالضرب ورشتهم بغاز الفلفل، ما أسفر عن إصابة فتى وامرأة و4 شبان ورجال بجروح، وآخرين بحالات اختناق. كما اعتقلت رئيس «لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس» مصطفى أبو زهرة و10 شبان وفتيان. وقبل ذلك، أوقفت الشرطة الإسرائيلية الشيخ محمد حسين واستجوبته لمدة 6 ساعات بسبب مشاركته في التصدي للمستوطنين لدى اقتحامهم المسجد الأقصى أمس الأول. . وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن اعتقال مفتي القدس والديار الفلسطينية يشكل تحدياً صارخاً لحرية العبادة. وأدانت الرئاسة الفلسطينية تصعيد المستوطنين اعتداءاتهم على الفلسطينيين والمقدسات، خاصة في المسجد الأقصى المبارك. وحذر المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة من تداعيات هذا التصعيد على المنطقة بأسرها. وطالب أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية بلجم المستوطنين، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف هذا التصعيد الذي يدخل المنطقة في دوامة من العنف. وعبرت «الهيئة الإسلامية - المسيحية العليا» في القدس عن سخطها الشديد لاعتقال الشيخ حسين، واصفة إياه بالعمل الجبان، والانتهاك الجسيم لكافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية التي تكفل حرية العبادة والديانة. وقال الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس الأب عيسى مصلح «إن الكنيسة تشجب وتستنكر قيام قوات الاحتلال باعتقال مفتي القدس». وقال عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» وأمين عام «التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة» دمتري دلياني «إن جريمة الاعتقال تُمثّل انتهاكاً صارخاً للحقوق الدينية للمسلمين، وتعدياً وقحاً على عالم من علماء الدين الإسلامي، وشخصية وطنية لها الاحترام والتقدير بين أبناء شعبنا الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين». وأضاف أنها «تعكس عمق العنصرية والكراهية التي يكنها الاحتلال الإسرائيلي بمؤسساته الرسمية التي تدعي الديمقراطية واحترام الأديان بشكل زائف، لكل من هو غير يهودي، ولا يخرج عن سياق الاضطهاد الديني الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد المسلمين والمسيحيين على السواء». وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، إن اعتقال حسين غير قانوني، ويمثل انتهاكاً حقيقياً لحرية العبادة، الأمر الذي يتزامن مع تصعيد المستوطنين الإسرائيليين اعتداءاتهم ضد الأماكن المقدسة في المسجد الأقصى المبارك. وحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التداعيات المتوقعة إزاء استمرار انتهاكاتها، داعياً، في الوقت نفسه، المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل وضع حد لمثل هذه الخروقات. وقالت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، إن هذا العمل الإجرامي دليل جديد على الغطرسة والاستهتار اللذين يحكمان تصرفات السلطات الإسرائيلية العنصرية، وتطاول مرفوض على شخصية دينية مرموقة لها اعتبارها ومكانتها، ليس في فلسطين فحسب، وإنما في العالم الإسلامي كله. وقالت جامعة الدول العربية، إن هذا العدوان العنصري إنما هو رسالة إسرائيلية جديدة بالإصرار على المضي قدماً في تنفيذ سياستها العنصرية التهويدية لمدينة القدس المحتلة والمساس برموزها الدينية مسلمين ومسيحيين ومواصلتها انتهاك كافة قرارات الشرعية الدولية التي تنص على أن القدس هي أرض محتلة. وقال شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، إن اعتقال الشيخ محمد حسين، عمل من شأنه أن يؤجج نار العداوة والصراع في المنطقة. وشجب اقتحام العصابات الصهيونية للمسجد الأقصى، ومنع دخول طالبات حلقات العلم إلى المسجد، وإعاقة دخول المصلين من خلال فرض إجراءات مشددة، واحتجاز بطاقاتهم إلى حين خروجهم من المسجد”. وأكد استمرار مثل هذه الانتهاكات يدفع بالمنطقة إلى مزيد من الأزمات التي تعرقل مسيرة السلام، وينذر بعواقب وخيمة. واستنكر وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، اعتقال مفتى القدس والديار الفلسطينية. وحذّر من مغبة استمرار إسرائيل في انتهاكاتها في القدس، وبالأخص تزايد وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى، وما يمثله ذلك من استفزاز لمشاعر الملايين من المسلمين. في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 14 فلسطينياً في نابلس وبلدة بيت فوريك شرقها وجنين والخليل وبلدة بيت أمر شمالها عُرف منهم رائد الصايغ، وعز الدين دروزة، وأحمد الصرص، وصدام سلامة حنني، وفارس ريم حنني، وفؤاد فواز حنني، وراسم رائد خطاطبة، والشقيقين تامر وجميل كمال حنني، وعماد جودة أبو عيشة، وعبد المعطي القواسمي، وسفيان زكي عودة. وأفرجت سلطات الاحتلال مساء أمس عن الأسيرين المضربين عن الطعام طارق حسين قعدان وجعفر إبراهيم محمد عز الدين. واستقبلهما مئات من أهالي جنين وبلدة عرابة على حاجز الجلمة العسكري الإسرائيلي شرق جنين، ومن ثم توجهوا مباشرة إلى منازل الأسرى المرضى المضربين عن الطعام محمد وثابت مرداوي، وسامي عريدي في عرابة. وحطمت مجموعة من المستوطنين20 شجرة زيتون في بلدة بورين جنوب نابلس. كما اقتحم نحو 200 مستوطن منطقة المخرور غرب بيت جالا، وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية ويرددون هتافات بأصوات عالية، وقاموا بتخريب بعض الأراضي الزراعية هناك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©