الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد والإمارات·· بناء دولة الاتحاد إصدار جديد لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث

3 نوفمبر 2008 02:19
يصدر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال أيام، في ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كتاب ''زايد والإمارات ـ بناء دولة الاتحاد'' للسفير الدكتور يوسف محمد المدفعي· وأكد المدفعي أن اختياره للعنوان جاء لتقديم دراسة وفهم عميق للتحولات التي شهدتها دولة الإمارات، حيث نجح هذا البلد في تحقيق إنجازات هائلة خلال وقت وجيز من الزمن، وارتبطت تلك التحولات مع المرحلة التي تولى فيها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أمور هذا البلد· وقال المدفعي إن الدراسات تحدثت عن ظاهرة النمو الشامل الذي عرفته دولة الإمارات، وتساءلت عن العوامل الكامنة وراء هذه الانطلاقة الناجحة بالنسبة لبلد صغير؟· وما هو السر وراء تلك التحولات المثيرة التي تحققت داخل المجال العربي المتعثر عموماً في مساره؟· هل ترجع الأسباب إلى العوامل الاقتصادية كما أكد الكثير من الباحثين والدارسين والمهتمين بالشأن الإماراتي؟· وتساءل هل حقا أن الدعامة النفطية هي الأساس في هذه القفزة المثيرة للانتباه؟· ألا يجب الوقوف عند عوامل بنيوية عميقة ذات ارتباط بالإنسان الإماراتي؟· ألا توجد علاقة بين صغر مساحة البلد وإمكانية تجهيز مجاله؟· وإذا كان النفط هو المحرك الأساسي، فلماذا نجحت الإمارات وانطلقت، في حين لم تنجح بلدان أخرى تتوفر على كميات من النفط ربما تزيد عن تلك التي توجد في دولة الإمارات؟· ويؤكد المدفعي أنه، وانطلاقاً من هذه التساؤلات والملاحظات، فإن التجربة الإماراتية تسترعي الاهتمام والتوقف لفهم الأبعاد الكامنة وراءها· وأوضح أنه ومن خلال هذه المقاربة فقد رغب عبر هذا الكتاب في إطلاع القارئ العربي على العناصر الأساسية التي كونت الشخصية الإماراتية، وذلك بالانطلاق من داخل هذا المجتمع لرصد الأسس التي تحكمت في صقل ذهنيته ومهاراته· ولربما بفضل هذه المقاربة النوعية سوف نعطي بعض الأجوبة عن الأسئلة المطروحة حول ظاهرة القفزة النوعية التي يعيشها هذا المجتمع· ويحاول الباب الأول من الكتاب تقديم مدخل تاريخي يتضمن عرضاً حول المعطيات الطبيعية والبشرية التي ساهمت في بناء الشخصية الإماراتية، ويعالج الفصل الأول من هذا الباب الظروف المميزة للموقع والسكان في منطقة الإمارات، محاولاً تبيان كيف استطاع الإنسان الإماراتي أن يتكيف مع ظروف قساوة المناخ وغلبة الصحراء، وكيف انخرط في الأنشطة التي كانت مزدهرة في المنطقة من تجارة وصيد وغوص· وتم تخصيص الفصل الثاني لبحث الأطماع الأجنبية في منطقة الإمارات فأظهرنا كيف دخل البرتغاليون إلى المنطقة، وكيف فرض الوجود البريطاني هيمنته عليها لمدة تزيد على قرن ونصف وساهم في خلخلة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة· وخصص الفصل الثالث لدراسة وفهم مسار تجربة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذي بلغت الإمارات في عهده شأناً عظيماً: من هو هذا السياسي الهادئ؟ وما هي المعطيات التي ساهمت في تكوين شخصيته؟ وكيف كانت تصوراته لبناء الدولة الحديثة برشد وحكمة؟· وركز الباب الثاني على بحث قيام دولة الاتحاد، فناقش في فصله الأول الظروف الدولية الإقليمية التي أحاطت بإعلان ولادة الاتحاد، وما تسببت به تلك المعطيات من عوامل معيقة أو مساعدة للوحدة، والتي استطاع الشيخ زايد أن يتعامل معها بطريقة دقيقة ويحقق المعجزة في ظرف ثلاث سنوات· ووقف الكاتب في الفصل الثاني على مراحل قيام الوحدة، وحاول إظهار الطريقة التي اعتمدها الشيخ زايد لمواجهة التحدي بتبنيه سياسة التشاور والمشاركة والصبر واتباع استراتيجية المراحل، فكان الاتحاد في بدايته مشروعاً تساعياً ثم بدأ ثنائياً وأصبح في النهاية سباعياً· أما الفصل الثالث فقد خصص لبحث الأسس الدستورية التي تنظم عمل دولة الاتحاد، وتضمّن هذا الفصل شرحاً مفصلاً لمواد دستور دولة الإمارات وتبيان مدى ملاءمتها لظروف الدولة الاتحادية· ووقفنا في الباب الثالث على مظاهر البناء والتحديث لنبرز الأسس التي بنيت عليها التجربة الإماراتية واستطاعت أن تحقق المعجزة في فترة لا تتعدى ثلاثة عقود· وبينا في الفصل الأول من هذا الباب فلسفة الشيخ زايد في البناء والتحديث وكيف أولى اهتماماً كبيراً للإنسان في جميع مراحل حياته، لأنه كان يعتبره أعظم استثمار لأية دولة تصبو إلى التقدم، وأوضحنا كيف حرص على توفير المناخ الملائم للاستقرار العائلي، وجعل المرأة تتبوأ المكانة التي تستحقها، واهتم بالرعاية الاجتماعية لفئات واسعة من المجتمع، كما وفر لهم الرعاية الصحية· وتطرق الفصل الثاني إلى النهضة التعليمية التي حَظيت برعاية مستمرة، وبدعم مادي لا محدود من قبل الشيخ زايد وهو ما جعل البلاد تشهد في عهده طفرة كبيرة في العملية التعليمية وخصوصاً في مجال مكافحة الأمية التي انخفضت من 90% عند قيام الاتحاد إلى 8% بعد ثلاثة عقود· وحول الفصل الثالث فإنه يبين كيف استطاعت الإمارات العربية المتحدة أن تصل إلى المستوى الذي تعرف به اليوم بالنسبة لشواهد النهضة الشاملة التي تحققت بعد قيام الاتحاد والتي توفر لها خلال المرحلة الراهنة إمكانات واسعة لمواجهة تحديات العولمة التي فرضت نفسها على اهتمامات كافة دول العالم· وقد بين في هذا المجال الدور الذي لعبه النفط ويلعبه في اقتصاد الإمارات، ولكننا ركزنا من جهة أخرى على تبيان كيف نجح الشيخ زايد في تنويع الاقتصاد حتى لا يبقى مرهوناً بالنفط، لذلك أدخل زراعات حديثة وشجّع على استعمال التكنولوجيا المتطورة ودعم الاستثمارات الإماراتية في أماكن مختلفة من العالم· أما الفصل الرابع والأخير في هذا الباب فقد بين فيه كيف دعمت دولة الإمارات حضورها على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكيف تمكنت من ترسيخ موقعها بقوة ضمن المحافل الإقليمية والدولية بفضل نهج السياسة الخارجية الحكيمة والرشيدة التي اتبعتها في التعامل مع مختلف القضايا والمشاكل المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©