صدر في مدينة تطوان مؤخراً العدد الأول من مجلة ''سيميائيات''، المجلة المتوسطية للأشكال الحضارية والتي يديرها نزار التجديتي ويرأس تحريرها مصطفى الهرار العمراني·
وتقول افتتاحية العدد :''لم تعد السيميائيات غريبة على الآذان بعدما تعدّت الجامعة إلى الثانوية وغدت اليوم ممارسة علمية وأدبية لها مكانها بين باقي الممارسات الفكرية التي تتوخى في الوصف والتحليل شكلاً من أشكال الموضوعية الوصفية، كما لها دورها وموقعها في مسارات الحركة الذهنية الدولية· ومع ذلك، فإنها حين تقترن - في عنوان هذه المجلة المغربية الجديدة التي نحن سعداء اليوم بتقديم العدد الأول منها إلى القارئ - مع فضاء المتوسط، قد تحتاج إلى شيء من التوضيح· ما نعنيه هنا بسيميائيات ليس ذلك العلم الجديد نسبياً من العلوم الاجتماعية الذي يهتم برصد بنيات الدلالات وتفكيك انساق المعنى في عدد من الخطابات الإنسانية وغير الإنسانية، بل تلك ''اللغات'' المتعددة للأنظمة الحضارية الكونية : أدب، تربية، فنون، تاريخ، جغرافيا، عمارة، تدبير، ألبسة، أطعمة، أثاث، مهارات شعبية، تراث شفاهي·
تفتتح سيميائيات القسم العربي، في هذا العدد الأول، بحوار هام مع المؤرخ المخضرم الكبير محمد بن عزوز حكيم - اشرف عليه عبدالعزيز السعود - نظراً لموقعه المتميز من الحركة الوطنية المغربية وإسهاماته العلمية البارزة في تاريخ الحركة الوطنية، أما ملف عددها الأول الذي أعده إدريس بوهليلة، فخصصه لموضوع مُؤرخي المغرب بين الأمس واليوم، وقد ساهم فيه أستاذ الجيل عبدالله العروي بدراسة قيمة مجهولة عن ''مُؤرخو المغرب في القرن التاسع عشر''، ونزار التجديتي بمقارنة بين ''نظام الخطاب عند الكاتب المخزني''، وإدريس بوهليلة بمقال عن ''مساهمة جديدة في التاريخ الاجتماعي''· كما ضمت المجلة إلى الملف ثلاث رسائل تاريخية تدور حول الأزمة الجزائرية اختارها بعناية إدريس بوهليلة، بالإضافة إلى مقال ''فرويد في السيميائيات الإسمية'' لرولان بارت يدور حول علاقة الأسماء بالأشياء· والسيميائيات الإسمية حقل هام من البحوث السردية مجهول في العالم العربي·أما القسم الفرنسي، فيساهم فيه الأكاديمي الفرنسي المعروف آندري رومان بدراسة جادة تحت عنوان ''من اللغة إلى الإنسان : قصة بداية''، ونزار التجديتي بملاحظات حول ''الخلق الأدبي بالمغرب قبل الاستقلال''، هذا فضلاً عن باب المراجعات والمتابعات
عدد اليوم
