الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قراءة نقدية في موضوع الإلفة لأربع تجارب روائية سودانية

قراءة نقدية في موضوع الإلفة لأربع تجارب روائية سودانية
3 نوفمبر 2008 01:58
أقيمت مساء أمس الأول في الشارقة ندوة نقدية حول ''الرواية العربية في السودان'' بمشاركة كل من الناقد محمد الربيع بورقة نقدية حول المشهد الروائي السوداني، والروائي أمير تاج السر الذي قدم شهادة حول تجربته الروائية، وقدمهما الكاتب والإعلامي خالد عويس، بحضور جمهور من الكتاب والنقاد والمهتمين، وذلك ضمن النشاط الثقافي الأدبي المرافق لمعرض الشارقة الدولي للكتاب· الناقد محمد الربيع قدم نظرة تأملية في المنجز السردي لعدد من الروائيين السودانيين، مركزا جهده النقدي على موضوع الإلفة في نتاج أربعة من الروائيين، بادئا بالطيب صالح بوصفه كل شيء في حياته هو ''تنويع على لحن الإلفة، حياته الوظيفية، علاقاته الإنسانية، تأملاته النقدية، وإبداعه الروائي'' ويوضح أن ''المشهد الاستهلالي في رواية ''موسم الهجرة إلى الشمال'' الذي يصف عودة الراوي إلى أهله·· يمثل مدخلا واسعا للتأمل والحوار حول تجربته الروائية والفكرية وشخصيته الإنسانية، فالإلفة هي كلمة السر في اللوحة البيانية لمشروعه الثقافي والجمالي ولعلاقته مع الوجود، وأعماله الروائية تشكل أرشيفا للوجود الحميم واللإلفة المهددة بالتمزق''· وهيمنة قاموس الإلفة في تجربة الطيب صالح تتجلى، بحسب الناقد في الأشكال البسيطة والحميمة التي يضع فيها مادته الفكرية والثقافية وتأملاته الجوهرية والعميقة، في مناطق معقدة من الفكر الإنساني· وفي تناوله تجربة الروائي إبراهيم إسحق يعتبر الناقد أن روايات هذا الروائي هي موسيقى وجود، وأن الكاتب ''لا يستعير هذا الجوهر في عمله الروائي فقط، بل يمضي أبعد إلى استخدام أصوات الطبيعة ونغماتها وتقليد الإنسان لها في نصوصه، ويحاول إيجاد معادل لغوي لها''· ويستعير قوله حول تأثير حفيف أشجار المرخ في غابات السودان على كتابته وكيف تتسرب إلى رواياته· ويستعير الناقد فقرات مطولة من شهادة الروائي عن تجربته، وكيف وجد نفسه يقوم بدور المؤرشف الذي يتبنى لغة الناس الذين يلهمونه فيكتب لهجاتهم المغرقة في خصوصيتها، إذ يرتبط قاموسها بحدود المكان ووجودهم الحميم الخاص، حيث يقول إسحق عن شخصياته ''إن إشاراتهم إلى الجبراكة والكوراك وعوعاية الديك وملاح الكول وشراب أم بلبل وما عداها لا يشرحونها لي، وأنا لا أستطيع أن أشرحها للقارئ''· وبانتقاله إلى تجربة الروائي أمير تاج السر ورواياته يرى الناقد أن قارئ روايات ''مرايا ساحلية'' و''كرمكول'' و''سيرة الوجع'' وغيرها من روايات تاج السر يلمس فيها بوضوح مركزية موضوع الإلفة، إذ يتجلى طيف واسع من علاماتها ممثلة في نظم العيش وأساليبه ورموزه الثقافية والإنسانية التي تكتسي أبعادا أسطورية بالسرد وجماليات الحكي، والمسرح الأساسي الذي تدور فيه أحدث معظم روايات هذا الروائي، أي شرق السودان بمدنه وقراه الغنية بتاريخها ومرجعياتها الرمزية الخاصة· وبحسب الناقد فقد وظف تاج السر معرفته كطبيب بأحوال الناس وأسرار أجسادهم وعذاباتهم ليصوغ أعماله· أما تاج السر نفسه فقدم شهادة بعنوان ''بصحبة الغرغرة المرة'' عاد بها إلى طفولته وبداياته الشعرية، ثم انتقاله إلى الكتابة السردية، وأشار إلى نشأته في بلد يعج بالأساطير، ويملك خصوصيته الأفرو- عربية، الأمر الذي أعطاه مواد مشتركة لا توجد في أي بلد آخر، هذا إضافة إلى ميزة النبش في التاريخ التي تميز بها وكان لها تأثير كبير في تجربته· واعتبر تاج السر أن تجربة الطيب صالح لم تحجب روائيين آخرين في السودان، لكن الكتابة السودانية هي التي حجبت نفسها· وعن موقعه في المشهد الثقافي السوداني بحكم إقامته الطويلة خارج السودان قال تاج السر إنه يعتبر نفسه حاضرا بقوة في هذا المشهد كون كتاباته كلها عن السودان التي لم يكتب عن سواها
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©