الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوتين يعود إلى الكرملين داعياً الروس إلى الوحدة

بوتين يعود إلى الكرملين داعياً الروس إلى الوحدة
8 مايو 2012
موسكو (وكالات) - أدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليمين رئيسا للبلاد أمس ودعا إلى الوحدة في بداية ولايته الجديدة التي تستمر ست سنوات، ويواجه خلالها معارضة متزايدة ومشاكل اقتصادية وخصومات سياسية حادة. وأدى بوتين (59 عاما) اليمين واضعا يده اليمنى على الدستور الروسي في مراسم مبهرة أجريت في قاعة العرش السابقة بالكرملين، وحضرها نحو ثلاثة آلاف من كبار الشخصيات الذين صفقوا له مع كل خطوة كان يخطوها على بساط أحمر طويل نحو المنصة. وخارج جدران الكرملين الحمراء العالية منعت الشرطة الاحتجاجات واعتقلت 120 شخصا من بينهم رجال ونساء كانوا يحاولون التظاهر ضده. وأمس الأول قمعت السلطات بعنف تظاهرة كبرى للمعارضة كانت تندد بعودته إلى الكرملين. وقال بوتين في كلمة مقتضبة أثناء المراسم “اليوم ندخل في مرحلة جديدة من التطور الوطني. سيكون علينا تولي مهمات بأبعاد ومستويات جديدة”. وتابع بوتين “إن السنوات المقبلة ستكون حاسمة لمصير روسيا للعقود المقبلة، وعلينا أن ندرك أن حياة أجيال المستقبل والآفاق التاريخية لدولتنا وأمتنا هي رهن بنا”. وبوتين الذي كان يتولى منصب رئيس الوزراء بعدما كان رئيسا من 2000 وحتى 2008، خلف رسميا ديميتري مدفيديف في حفل ضخم نظم في القصر الكبير في الكرملين. وبعدما سار على السجادة الحمراء وسط تصفيق الحاضرين، أدى بوتين اليمين الدستورية. وقال “اقسم بصفتي رئيسا لاتحاد روسيا على احترام وحماية حقوق وحريات الشعب والمواطنين، واحترام وصيانة دستور اتحاد روسيا”. وبين الحاضرين بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية كيريلوس والحاخام الأكبر بيرل لازار ورئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلوسكوني والرئيس السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف والمستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر. وعشية هذا الحفل، نظمت المعارضة تظاهرة ضمت ثمانية آلاف شخص إلى عشرات آلاف في موسكو بحسب السلطات والمنظمين، وقمعتها الشرطة بالقوة حيث ضربت المتظاهرين بالهراوات. وأصيب 29 شرطيا بجروح في الصدامات التي تلت التظاهرة. وأعلنت الشرطة أنها أوقفت 436 شخصا بينهم زعيم جبهة اليسار سيرجي اودالتسوف والمدون الكسي نافالني ونائب رئيس الوزراء السابق بوريس نيمتسوف. وفتح تحقيق بتهمة “الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام” وارتكاب “أعمال عنف ضد شخص يمثل السلطة العامة”، وهي جنح عقوبتها على التوالي السجن ثلاث وعشر سنوات. وسجل انتشار أمني كثيف أمس في محيط الكرملين ووسط موسكو حيث نشر آلاف الأشخاص لضمان الأمن. وحاول معارضون التجمع أمس قرب الكرملين للتنديد بعودة بوتين إلى السلطة، في تظاهرة غير مرخصة. واعلنت شرطة موسكو أنها أوقفت أمس حوالي 120 شخصا بينهم بوريس نيمتسوف. وبوتين الذي انتخب في 4 مارس بنسبة حوالي 64% من الأصوات في ختام عملية انتخابية شابتها أعمال تزوير حسب المعارضة، عاد إلى الكرملين الذي غادره عام 2008 لكي يصبح رئيسا للوزراء بسبب عدم تمكنه من تولي أكثر من ولايتين رئاسيتين متتاليتين بحسب الدستور. وأفسح العميل السابق في جهاز الاستخبارات السابق “كي جي بي” آنذاك المكان أمام ديميتري مدفيديف لتولي الرئاسة، والذي سيتولى في الأيام المقبلة منصب رئيس الحكومة في “ثنائي” حكم يبدو أنه باق في السلطة لفترة طويلة. وفي حين أن السنوات الثماني الأولى من رئاسة بوتين (2000-2008) شهدت الامساك مجددا بزمام الأمور في البلاد وبعضا من الاستقرار بعد السنوات الليبرالية الفوضوية في حكم بوريس يلتسين، إلا أن هذه الولاية الثالثة التي مددت لست سنوات تبدو أكثر صعوبة في مجتمع لم يكن طموحه بالتغيير اكبر مما هو عليه الآن، منذ انهيار الاتحاد السوفييتي السابق في 1991. ووجد بوتين نفسه في نهاية 2011 في مواجهة موجة احتجاجات غير مسبوقة من جانب الشعب الذي نزل بأعداد كبرى إلى الشارع، للتنديد بما قال انه تزوير للانتخابات التشريعية ثم الرئاسية والفساد المستشري في البلاد. واقترح بوتين أمام البرلمان ترشيح مدفيديف لتولي رئاسة الحكومة، حسبما نقلت وكالات الانباء عن رئيس الدوما (مجلس النواب) سيرجي ناريشكين. واضافت الوكالات ان بوتين الذي لا يزال يتولى رئاسة الحكومة حتى ظهر أمس، قدم استقالته من المنصب بعد أدائه اليمين الدستورية رئيسا للبلاد. وسيبدأ مدفيديف الذي أنهى للتو ولاية من أربع سنوات في الكرملين، عملية تعيينه على رأس الحكومة أمس عبر لقائه قادة المجموعات البرلمانية في مجلس النواب. ويتوقع أن يعقد مجلس النواب جلسة استثنائية اليوم يفترض أن يتأكد في ختامها دون صعوبة تعيين مدفيديف رئيسا للوزراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©