عبدالله الشحي يرى الحياة بعيون الكاميرا

مارس كل فنون التصوير وخبر تفاصيلها، لكن الطبيعة هي آسرته، وهي التي تجذبه لمعانقتها عن طريق عدسته التي لا تفارقه أبداً، شارك في العديد من المعارض الجماعية، وقطع خطوات كبيرة في مجال هذا الفن، لكنه لايزال يعتبر نفسه لم يلتقط الصورة الجيدة المبهرة التي تحتوي على الجمالية وعلى المضمون في وقت واحد، تلك الصورة التي لا تخلو من فتنة وإبهار، إنه المصور عبدالله محمد عبدالله الشحي. يعمل الشحي في حكومة الشارقة ويمارس التصوير كهواية منذ 1998، يقول: عشقي للصورة حركني قبل هذا الموعد، عندما كنت أجلس أقص وألصق الصور وأنا في المدرسة أتعلم، وعندما كانت تشدني الرسمات على دفاتر الدروس، ومع بدايات عالم الأنترنت بدأت التعلم عن بعد واطلعت من خلال المواقع على أساسيات التصوير، ومارست ذلك على أرض الواقع، حيث دخلت دورات تدريبية عدة عن الأسس التصويرية، ودورة أخرى تقدمية. ويضيف الشحي: بحثت في كل اتجاه لأتعلم ما شغفت به، فانخرطت بجمعية الإمارات للتصوير الضوئي عندما كانت ناديا، وعام 2007، ومن هناك بدأت أشارك في دورات تنظمها الجمعية، كما جربت كل أنواع التصوير من ماكرو وتصوير ليلي وبورتري وتصوير طبيعة، لكن ما يأسرني هو تصوير الطبيعة، وهي ملهمتي نظراً لما تحمله من رسائل في عظمة الخالق و ناطقة بعظمة الله. لغة عالمية يؤمن الشحي أن بيئته هي منطلق الصورة الجميلة، ويقول: أعتبر أن المبدع هو من ينقل الصورة من بلده ومنها يســتلهم أفكاره، وليس من الضروري أن يتنــقل لبلدان أخرى من أجل البحث عن الجمال، فالجمال حولنا في كل مكان، لهذا يجب أن نعرف كيف نلتقطه ونقدمه للعــالم، يقول هذا مع العلم أنه ســافر إلى كثير من دول الخليج وكاميرته لا تفارقه. أما عن الفـروق بين هذه البلدان من حيث موضوع الصورة يقول: إن تضاريس هذه البلدان وعاداتها وتقـاليدها متشــابهة إلى حد ما، مع بعض الفروق البسـيطة، وبالنسبة لي الصورة هناك ليست غريبة عني، ويشير الشحي أن الصورة لغتها عالمية، ويفهمها القارئ وغير القـارئ، والصورة الجميلة، تدهش الجميع، بغض النظر عن مستواه المعرفي. مواطن الجمال أما عن الصورة الجيدة فيعتبر نفسه لم يلتقطها بعد، ويشير أن مواصفاتها هي معانقتها للموضوع الجيد واشتمالها على مواطن الجمال الإبداعي، ويضيف الشحي في هذا السياق: يجب أن تكون الصورة متكاملة، تشمل رؤية جميلة، وبها الأسس الصحيحة وتنقل رأي وهدف المصور، وبشكل عام يجب أن تكون الصورة مدهشة، وهذه لازلت أبحث عنها، ولم أجدها بعد، فقد تكون هناك صورة جميلة لكنها خاوية جوفاء، وهي في نظري تشبه الإنسان، فكم فرد تراه متناسقا في مظهره، لكن حين مقارنة أفكاره بمظهره، تجده فارغاً والعكس صحيح. صفة الصورة «الحلم” ويضيف: الصورة الحلم بالنسبة لي مجهولة ومازلت أطاردها، وأريدها أن تعبر عن هموم الناس وتلامس مشاكلهم، وأن تبهر المتلقي دون أن يعرف صاحبها، وتنقل الحدث وتثير القضية وتعبر عن شعور الناس، وهي من يستطيع المصور أو متلقطها التعبير من خلالها عن شعوره ورؤيته دون أن يتحدث عنها ويفسرها، وببساطة تدهش الناس.