تدفع مايكروسوفت أموالا كثيرة لمطوريها بهدف تطوير تطبيقات لنظام هاتفها المحمول ويندوز 7، لمساعدتها على منافسة منتجات آبل، وجوجل. وتقدم الشركة تحفيزات مالية تتراوح بين أدوات مجانية ومعدات اختبار، الى تمويلات لتطوير البرامج وعمليات التسويق. وفي بعض الحالات، توفر الشركة ضمانات عائدات في حالة عدم سير عملية البيع عكس ما هو متوقع.
وقامت مايكروسوفت بإصلاح نظامها التشغيلي الأول حتى تستطيع استرداد حصتها في الأسواق التي فقدتها لحساب جوجل وآبل. ولكسب العملاء، تحتاج أكبر شركة لصناعة البرامج في العالم، الى توسيع حجم الألعاب، والموسيقى، والتطبيقات الملاحية عندما يتم طرح هاتفها ويندوز 7 في الأسواق نهاية هذا العام. وربما ينضم بعض المطورين الى مايكروسوفت قبل أن يتعرفوا على مقدرة هذا الهاتف الجديد على جذب المستهلك.
وبينما استخدمت مايكروسوفت في ردموند بولاية واشنطن، برنامجا شبيها بالنظم التشغيلية للنسخ السابقة من هاتفها المحمول، فإنها تخصص أموالا ضخمة هذه المرة، إلا أنها لم تفصح عن الحجم الذي تخطط لإنفاقه. ويقول تود بريكس كبير مدراء مايكروسوفت المشرفين على برنامج المطورين “نقوم باستثمار الكثير من الأموال لجذب المطورين الكبار منهم والصغار لويندوز 7، ولنشعرهم بمدى أهمية الفرصة، وسنقوم بتوفير أكبر قدر من المصادر لمساعدتهم على تحقيق النجاح. وستظل أبوابنا مفتوحة من أجل العمل التجاري والتعاون معهم”.
الحاجة لتغيير المسار
تحتاج مايكروسوفت الى نجاح كبير لتغيير المسار التجاري الذي ينتهجه هاتفها النقال. ويعلق مديرها التنفيذي استيف بالمر على ذلك بقوله إن شركته “فقدت جيلا كاملا”.
وتراجعت حصة ويندوز في أسواق برامج الهواتف الذكية في العالم من 10.8% في العام الماضي، الى 6.9% في الربع الأول من 2010. كما ارتفعت صادرات آي فون الى 15.8%، بينما ارتفعت هواتف اندرويد 9.9%.
واتصلت مايكروسوفت حتى الآن بأربعة من مطوري التطبيقات، وقدمت لهم تحفيزات نقدية، ومساعدات في التكاليف الخاصة بالتطبيقات، وضمانات العائدات، مقابل تجهيز هذه التطبيقات في حين، أو قرابة وقت طرح ويندوز 7 في الأسواق.
وتستخدم شركات الهواتف المحمولة الأخرى، وسائل مختلفة لاستقطاب المبرمجين، حيث تشاركهم آبل مثلا جزءا من عائداتها عندما يقوم المستهلك بشراء التطبيقات عبر الإنترنت. وباعت الشركة التي تتخذ من كوبرتينو بكاليفورنيا مقرا لها، نحو 51 مليون آي فون منذ اطلاقه في 2007.
تطبيقات قليلة
تملك آبل نحو 225 ألف تطبيق متاحة لآي فون، في الوقت الذي يملك فيه النظام التشغيلي لاندرويد من جوجل، 65 ألف. أما مايكروسوفت وبتطبيقاتها البالغة 246 فقط، فقد بدأت من الصفر لجمع قدر كبير لهاتفها ويندوز 7. كما أكملت إصلاح النظام التشغيلي للحد الذي لا يمكن معه تشغيل النظام القديم مع الهاتف الجديد. ويذكر أن أسهم مايكروسوفت عانت هذه السنة من انخفاض قدره 18%. ويعني ما تملكه الشركة من أموال، واحتمال استمرارها في الاستثمار في ويندوز7، عدم معاناتها وهي تعمل على جذب المطورين، الشيء الذي تفتقر اليه الشركات الصغيرة.
ويتوقع المطورون النجاح لويندوز7، بالرغم من أنه من الصعب إقناع الشركات لتصميم برنامج لنظام تشغيلي غير موجود أصلا.
ويقول مات روسوف المحلل لدى دايريكشنز التابعة لمايكروسوفت في كيركلاند بواشنطن “لم يعد هناك حماس كبير اليوم لويندوز7 – ويقوم المطورون بتطويراتهم للشركات التي تملك عددا كبيرا من المستخدمين، حيث تزيد امكانية العائدات المادية. أما ويندوز7، فهو احتمال لم يتم التحقق منه بعد. وسيكون مقبولا اذا قامت مايكروسوفت بتشغيل المضخة قليلا”.
وألغت مايكروسوفت في الشهر الماضي خطتها الخاصة ببيع هاتفها كين، وذلك بعد أقل من شهرين من طرحه لأول مرة في الأسواق. ويجدر بالذكر أن مبيعات هواتف كين المستخدمة في الشبكات الاجتماعية، لم تكن بقدر التوقعات التي كانت ترجوها منها الشركة.
عن “بلومبيرج”
عدد اليوم
