الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حزام الأمان

15 يونيو 2018 03:18
سريعاً خرج المغاربة من خيمة الحزن، وعلى عجل كفكفوا دموع الحسرة على ضياع حلم تنظيم كأس العالم 2026، وقد شاءت إرادة المجتمع الكروي العالمي أن تعهد بنسبة مئوية عالية للملف الأميركي الشمالي الموحد، تنظيم هذه النسخة التي ستشهد وجود 48 منتخباً للمرة الأولى. ما كان هناك من وقت يقضيه المغاربة عند حائط المبكى، حزناً على تبخر الأمل الخامس في نيل شرف تنظيم كأس العالم، فما يقف على بعد أمتار قليلة، مباراة تاريخية سيلعبها أسود الأطلس في افتتاح مباريات المجموعة الثانية أمام المنتخب الإيراني. مباراة تاريخية أولاً لأن أسود الأطلس أطالوا الغياب عن كأس عالمية، ربطتهم بها خلال أزمنة ماضية وشائج عاطفية قوية، وثانياً لأنها تفتتح الحضور الخامس لهم في النهائيات، وثالثاً لأن الفوز فيها على استراتيجيته وقيمته الكبيرة، هو بالفعل حدث غير مسبوق، وفي المشاركات الأربع التي تسبق المشاركة في مونديال روسيا، لم يفلح منتخب المغرب في الفوز بأي من مبارياته الافتتاحية، وقد شكل له ذلك هاجساً مؤرقاً؛ إذ تلاشت كثير من الآمال في بلوغ الدور الثاني مع استحالة تحقيق الفوز، حدث ذلك يوم خسر الأسود من الشياطين الحمر لبلجيكا في افتتاح مباريات الدور الأول لمونديال 1994 بالولايات المتحدة الأميركية، فكان ذلك إيذاناً بتوقيعهم على مونديال كارثي، وحدث أيضاً مع تعادل الأسود أمام النرويج في أول مباراة لهم خلال نهايات مونديال 1998 بفرنسا، إذ كان تعطل الفوز سبباً في عدم وصول المغرب للدور الثاني برغم فوزهم الهلامي على منتخب أسكتلندا بثلاثية في ختام جولات الدور الأول. وبالنظر للفسيفساء المركبة للمجموعة التي وقع فيها منتخب المغرب، والموصوفة بلا أدنى مغالاة بـ «مجموعة الموت»، فإن الفوز على إيران اليوم هو واحد من المفاتيح السحرية التي يمكن أن تفتح ما أوصدته من أبواب، التوقعات والمرجعيات التاريخية. وحتماً فإن هذا الفوز، الذي لا بديل عنه، سيحتاج من منتخب المغرب إلى حالة جد متقدمة من التركيز والإلهام بل ومن النبوغ أيضاً، بالنظر إلى أن من يقف في مواجهة الأسود منتخب إيراني يرى بدوره أن الدخول الفعلي لدائرة الترشيحات التي تضيق حلقاتها، يمر عبر الفوز على المغرب. والمؤكد أن منتخب المغرب لن يسأل في هذا الأمر مستحيلاً، ولن يطلب منه الإتيان بشيء لا يقدر عليه، فما دلتنا عليه مبارياته الأخيرة، رسمية كانت أم ودية، يقول إنه يملك العديد من المقومات الفنية والتكتيكية والذهنية التي تؤهله لأن يربح نزالاً كروياً من المفترض أن تحسمه الجزئيات الصغيرة. أجمل ما قرأت لريجي ليتش: «النجاح لا يأتي نتيجة اشتعال تلقائي لنار الحماس، بل يجب أن تشعل جذوة حماسك بنفسك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©