الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الراديو» يعيش على ذكريات الماضي ويعاني فراق الونيس

«الراديو» يعيش على ذكريات الماضي ويعاني فراق الونيس
23 يوليو 2010 21:11
في الماضي كان يزين بعض البيوت، يوضع في مكان عال بعيدا عن أيدى الأطفال، لا يوجد إلا عند ميسوري الحال أو النوخذة، عرفته في تلك المرحلة الجزيرة العربية. ولم يكن اقتناؤه أو القبول به أمراً هيناً. المذياع، أو»الراديو»، اتخذته المقاهي الشعبية أيام زمان كوسيلة جذب للزبائن، باعتباره أول وسيلة ترفية وتواصل مع العالم، وأضيفت إلى الراديو الشنطة أو»المشتخته»، التي عرفت بالأسطوانة، هي تطورت حاليا بما يعرف بجهاز تشغيل الـ (C.D) فكان من ليس بمقدوره شراء جهاز، ما عليه سوى أن يتردد إلى القهوة الشعبية، يشرب الشاي والقهوة ويستمع إلى البرامج والأغاني ومتابعة الأخبار. بل كان الكثير من الزبائن يجلسون في المقهى لساعات طويلة ليسمعوا آخر الأخبار، باعتبار الراديو سبيلهم الوحيد لمعرفة ماذا يدور في العالم حولهم. لعّل الفترة الطويلة التي مرت على اختراع الراديو، والتي تتجاوز المئة عام، تبرر التأمل في الجهود المضنية التي بذلها صناعه والقائمون على تطويره، حيث كانت أحجامه في البداية كبيرة جداً، وكان وزنه ثقيلاً، ولم يصل من أشكاله المتعددة إلى البلاد العربية إلا القليل، من أشهر أجهزة الراديو التي كانت متوفرة على مستوى العالم في الماضي، كانت ماركة فيليبس المشهورة، التي سرعان ما راحت تزدهر مبيعاتها، وأيضا هناك باناسونيك، وقد تطورت أشكال الراديو إلى أن وصل في مطلع السبعينيات إلى حجم صغير، ولعل أكثر ما يلفت الإنتباه في هذا الصدد أن الشركات المصنعة كانت كثيرة ومتعددة في السابق، وقد زاد عددها بعد أن دخلت شركات يابانية في سوق المنافسة، كما برعت تلك الشركات في إبراز العديد من الأشكال فأظهرت جماليات الراديو، وتفنن المهندسون في صنعه من حيث الحجم واللون والمميزات. اليوم، وبعد توفر كل سبل التكنولوجيا السمعية، لا تزال قلة قليلة تهوى جمع القديم، هؤلاء يبحثون عن هذه النوعية من الراديوهات التي تلفت نظر كل من يشاهدها لجمالها، وإن كان البعض من الهواة مازال يحتفظ بأنواع مختلفة من الراديوهات، تم شراؤها بأسعار مرتفعة من بائعي التحف القديمة التي تملأ الدولة، ومن باب الحفاظ على التراث القديم قام البعض منهم بتخصيص مكان معين في البيت، للحفاظ على الجهاز المنتمي إلى أزمان ماضية، ووضعه كديكور يزين غرفة المجلس، أو كتحفة فنية تحمل الكثير من رائحة الماضي التي رافقت الأجداد على مدى سنين طويلة. يقول راشد حميد، أحد هواة جمع القديم: «لديَّ الكثير من المقتنيات والتحف التراثية القديمة، ومن بين ذلك راديو ذو حجم صغير، يحمل اسم شركة بانسونيك، اهدته لي أختي، ولعلمها بهوايتي فقد فضلت شرائه من أجل أن تهديني إياه، وقد وضعته في غرفة الجلوس كتحفة تذكرني بالماضي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©