السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوسف غيشان

يوسف غيشان
23 يوليو 2010 21:00
(1) متر أو أكثر من البلاستيك الملون، في بدايتها يقبع فم بشري كبير قادر على النفخ بقوة وتواصل، ومن مؤخرتها يخرج الصوت يشبه الأزيز، وهو الصوت الذي كان ينكد عيشتنا ونحن نشاهد مباريات كأس العالم الأخيرة... هذه هي «الفوفوزيلا». يقولون إن «الفوفوزيلا» الحالية هي إعادة تكرار سمج للبوق الذي كانوا يستدعون فيه العمال للعودة إلى العمل بعد الاستراحة في أفريقيا. وهو تقريباً الدور ذاته الذي قامت به في كأس العالم، حيث كانت تقلق راحتنا خلال الاستراحة. انتهت «هيزعة» كأس العالم، فهل ينتهي الضجيج؟ بالتأكيد لا، إذ إن لكل شيء ضجيج ما.. حتى الصمت! (2) حصل الأخطبوط بول على نسخة مقلدة من كأس العالم، بعد التوقعات الصائبة لنتائج 8 مباريات، فيما يتربص به، خارج الحديقة، عشرات الآلاف من الألمان الذين أقسموا على شيّه وأكله، بعد أن اتهموه بأنه ساهم في هزيمة ألمانيا في نهائيات كأس العالم. وقالت صحيفة «برلينر كورير» الألمانية «ألقوا به في المقلاة»، فيما يعكس رغبة عامة في الانتقام من الأخطبوط، وسارت على نهجها صحف «دي فيلت» و»سودويتشه تسايتونج» و»هامبورجر ابندبلات» وصحف أخرى. وقالت دولوريس لوش، وهي مشجعة ألمانية تبيع السمك «لا شيء أروع من الأخطبوط المشوي. يقطع إلى شرائح رفيعة ويتم شيه ويصب عليه زيت الزيتون وعصير الليمون والثوم». ويحصل الاخطبوط بول على اختيار التقاط طعام من صندوقين في خزان الماء الذي يعيش فيه. ويوضع علم ألمانيا على صندوق وعلم الدولة المنافسة على الآخر. والصندوق الذي يفتحه بول أولاً يعتبر اختياره. بغض النظر عن موقف الألمان من «المتنبي تاعهم»، إلا أنني أتمنى أن ندفع لهم ثمن لحمه وشحمه مضاعفاً، ونربيه على العز والدلال والسؤدد. وسوف يوفر علينا الملايين إذا تركنا العرافين والمشعوذين وسادة الجلا جلا واعتمدنا عليه. إنما لا أومن بالخرافات، وربما تكون هناك طريقة ما يستطيع الأخطبوط الوصول فيها إلى النتائج ربما من رائحة عرق اللاعبين أو من أي شيء ذي طبيعة واقعية مثل اختيار الإناء الذي على يمينه، أو الشعار الأقرب إلى اللون الأحمر مثلاً، لكنني أكاد أجزم بأنه جزء من لعبة تشويقية تمارسها الفئات التي تكسب المليارات من كأس العالم وتتحكم بالنتائج، وما نراه هو مجرد تمثيل قد لا يدركه الكثير من اللاعبين والمدربين، لكن النتائج مرسومة، بحيث توفر أكبر قدر من التشويق والإثارة والتسلية لجميع سكان العالم مقابل المال طبعاً. حياتنا كلها تمثيل ولعب، فلماذا لا يكون هذا الأخطبوط مداراً بالريموت كنترول.. لا شيء يمنع، ذلك إذ إن دولاً كبيرة تتم إدارتها بالريموت كونترول. (3) كان النادي عربياً، وبعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة، اضطروا للجوء إلى الركلات الترجيحية من أجل حسم النتيجة... وقد دخلت في مرمى أبو عرب جميع الضربات الضعيفة والقوية التي وجهها الفريق الخصم... وخسر الفريق المباراة بنتيجة 3- صفر. وفي جلسة الحوار والنقد الذاتي والتعاتب التي جلسها الفريق مع نفسه، دافع حارس المرمى أبو عرب عن نفسه بالقول: أنا كنت أغطّي الزاوية الصح مئة بالمئة.. وما كان ممكن تمر ذبابه من عندي .. لكن ماذا أفعل حينما يكون الفريق الخصم ضعيفاً وجاهلاً... وما بعرفوا يلعبوا؟ •وكيف غلبونا يا أبو عرب إذا ما بعرفوا يلعبوا؟ • لأنه لعيبتهم كانوا ايحطوا الكرة في الزاوية الغلط... ولو ضربوا في الزاوية الصح ما كان ممكن تدخل ولا كرة. ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©