الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حيتان الإنتاج متهمون بمحاصرة نجوم الشباك وفرض أفلامهم التجارية

حيتان الإنتاج متهمون بمحاصرة نجوم الشباك وفرض أفلامهم التجارية
3 نوفمبر 2008 01:28
تعاني السينما المصرية حالة ''احتكار خطيرة'' تهدد هذه الصناعة بالانهيار بعد أن اقتصرت سوق السينما على عدد محدود من الشركات ''العملاقة''، واندماج شركات صغيرة في شركات كبيرة لتكون قادرة على الصمود أمام ''حيتان الإنتاج'' ومن أشرسهم الشركة العربية للإنتاج والتوزيع برئاسة إسعاد يونس التي وقعت عقد تعاون لمدة خمس سنوات مع الممثل أحمد مكي الذي قدم معها بطولته الأولى في فيلم ''إتش دبور'' وكان لابد من الاستحواذ عليه مع تقديم عرض يضمن له بطولة فيلم جديد كل عام ويسمح له بالإخراج إذا اقتضى الأمر· وتكرر الأمر مع السوري تيم الحسن الذي أنهى تصوير أول أفلامه في مصر ''ميكانو''، فيما وقع محمد حماقي عقد تعاون مع الشركة ذاتها ليدخل نهاية الشهر المقبل عالم السينما من خلال فيلم ''فوق الجزيرة لوحدنا'' تأليف تامر حبيب وإخراج وائل إحسان وتشاركه البطولة منى زكي· في المقابل، ضم المنتج وائل عبدالله، المدير العام لشركة أوسكار، محمود عبدالغني إلى قائمة نجومه التي ضمت الفنان أحمد عز، وياسمين عبدالعزيز التي خاضت أول بطولة مطلقة لها في مجال السينما· أما شركة ''الباتروس'' فهي تحتكر بعض النجوم بطريقة ''غير مباشرة'' وتتعاون باستمرار مع المخرج خالد يوسف الذي يقدم حاليا خامس أفلامه مع الباتروس ''دكان شحاته''· قائمة الاحتكار وتضم قائمة الاحتكار في ''الباتروس'' غادة عبد الرازق، وسمية الخشاب، وعمرو سعد، ودوللي شاهين· كما وقعت ''الباتروس'' عقد احتكار لمدة خمس سنوات مع مصطفى قمر، ومحمد رجب، وكانت الشركة نجحت في التعاقد مع هند صبري· أما المنتجان أحمد ومحمد السبكي فيحتكران الفنانين أصحاب الجماهيرية والشعبية أمثال محمد سعد، وعبلة كامل، وتامر حسني، وحماده هلال، ومي عز الدين، وفتحي عبد الوهاب، وخالد الصاوي، وجومانة مراد· وشهدت سوق السينما المصرية الاندماج بين العملاقين الباتروس للإنتاج الفني ونجيب ساويرس في شركة رأسمالها 500 مليون جنيه تحت مسمى ''مصر للسينما''· ودخل رجل الأعمال جمال أشرف مروان صاحب قنوات ''ميلودي'' ساحة الإنتاج السينمائي برأسمال 250 مليون جنيه وكان أول إنتاج له فيلم ''نمس بوند'' لهاني رمزي وسعى جمال لاحتكار مصطفى شعبان، وخالد صالح، وهاني سلامة بعد انفصاله عن ''الباتروس''· الكيانات الانتاجية يرى المخرج علي عبد الخالق أن أهم أسباب أزمة السينما المصرية الآن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بعد سيطرة الكيانات الإنتاجية الكبرى على الصناعة واختفاء المنتج الخاص، وباتت الشركات المنتجة هي الموزعة وصاحبة دور العرض والمحتكرة للنجوم· وقال: ''المحتكرون الجدد لا يهتمون سوى بأفلام الأكشن والأفلام الخفيفة والإيفيهات الضاحكة، لأنها تجد صدى لدى الجماهير، الأمر الذي جعلنا نخرج من المشهد السينمائي، لذلك لم تعد الأفلام المصرية ترقى إلى مستوى التمثيل في المهرجانات الدولية، بدليل أن مصر البلد المنظم لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لم تحصل إلا على شهادة تقدير فحسب في الدورة الاخيرة للمهرجان''· ونفى عبدالخالق ما يردده البعض عن أن جزءا من أزمة السينما يعود إلى ''غياب النصوص والمبدعين''· وقال : ''لا أرى أن ثمة أزمة نصوص ومصر لا تعاني عدم وجود مبدعين، فهناك العشرات من الشباب الواعد في مجالات الإبداع المختلفة، لكن هؤلاء الشباب مظلومون بوجودهم في زمن متردٍّ، والمناخ العام يحول بينهم وبين الإبداع''· وأكد المخرج داود عبد السيد أن توقفه عن تقديم أي جديد خلال السنوات السبع الماضية منذ أن قدم فيلم ''مواطن ومخبر وحرامي'' نتاج طبيعي لسياسة الاحتكار التي تمارسها شركات الإنتاج السينمائي في مصر· ويرى أن هذه الشركات لا تعبأ بمنطق الفن الذي يحلم بتغيير العالم، فهي تسيطر على كل تفاصيل العمل، بما في ذلك الرسائل التي يحملها الفيلم والأمر وصل إلى دفع المخرجين والممثلين لتقديم أعمال ''غير راضين عنها''· واعتبر أن ''الاحتكار كارثة تهدد مستقبل السينما في مصر، خصوصاً في ظل عدم وجود قوانين صارمة تحفظ الحقوق وتنسق مسألة التوزيع، فالوضع يزداد ترديا نتيجة تبني ما يسمى اقتصاديات السوق التي لا تلائم الظرف الاجتماعي الراهن''، مشيراً إلى عدم وجود نظام يضمن للشركات حرية المنافسة· سينما المولات يرى المخرج السينمائي محمد كامل القليوبي أن ما يحدث في السينما انعكاس لما يحدث خارجها، فهي ليست جزيرة منعزلة وهي تتأثر، كصناعة أو كوسيط ثقافي، بما يدور حولها من انهيارات وفساد· وقال: ''يضاف إلى الاحتكار ظهور ما يسمى سينما المولات بتذاكر أسعارها مرتفعة، وجمهور لا يرغب سوى في مشاهدة أفلام ساذجة خفيفة ما يحرم محدودي الدخل وعشاق الفن الجاد من ارتيادها· والأمر سيزداد انهيارا، خصوصا بعد موجة الغلاء الأخيرة''، لافتا إلى أن جمهور السينما الرئيس هو جمهور الطبقة الوسطى· وشدد على أن احتكار السينما مثل احتكار الحديد والإسمنت، حاثا الحكومة على التدخل للقضاء على تلك الظاهرة لحماية السينما ودعمها، وفصل الإنتاج عن التوزيع والتحكم بدور العرض، وسن قوانين ضد الاحتكار، والحد من السيطرة على الإنتاج والتوزيع أو دور العرض· وقال القليوبي: ''لم أبتعد، بل أُبعدت على غرار أبناء جيلي خيري بشارة، وداود عبد السيد، وعلي بدرخان، ولا أعرف الأسباب التي تدفع منتجي السينما وأصحاب القرار فيها إلى تجاهل هذا الجيل الذي شكل وجدان الجماهير على مدى أعوام ألا يعدُّ هذا استنزافاً لعقول مبدعي مصر؟ والاستثناء الوحيد كان محمد خان الذي عاد للسينما ولكن مع ذلك عانى كثيراً قبل أن ينجح في كسر قوانين السوق وما زال يعاني مع كل تجربة''· وأضاف: ''لقد أجهض الكثير من مشاريعي وأحلامي السينمائية منها فيلم ''الهتيف'' الذي منعه ممدوح الليثي نقيب السينمائيين وأجهل السبب، كذلك فيلم ''ليلة في ''68 الذي أوقفه قطاع الإنتاج في التليفزيون المصري ولا أعرف كيف تدار الأمور فيه، ولماذا يرانا أعضاؤه خارج الخريطة؟ ولا يهتمون سوى بأفلام ''الاكشن'' التافهة والأفلام المتأمركة، الأمر الذي جعل السينما المصرية تخرج من المشهد ولا ترقى إلى مستوى المهرجانات العالمية''· شركات التوزيع أما السيناريست وسام سليمان فقالت : ''لن تنصلح حال السينما المصرية إلا بتغير الأوضاع وإلغاء الحالة الاحتكارية التي سيطرت على المشهد السينمائي إنتاجًا أو توزيعًا، لأنها تمنع ظهور التجارب الجديدة''· احتكار ضمني لعادل إمام لا يقتصر الاحتكار على النجوم الشباب فقط ولكنه وصل بطريقة ''غير مباشرة'' إلى النجم الكبير عادل إمام، الذي اشتهر طوال مسيرته الفنية بقدرته الكبيرة على تغيير المنتجين لضمان الحصول على رعاية كبرى مع كل فيلم، لكنه ترك مفاتيح نشاطه لشركة ''جود نيوز'' منذ أن أقنعته بدخول فيلم ''عمارة يعقوبيان'' ثم أنتجت له ''مرجان أحمد مرجان''، وأخيرا ''حسن ومرقص'' مع النجم العالمي عمر الشريف، كذلك تحتكر ''جود نيوز'' جهود أحمد السقا، ومحمد هنيدي، وكريم عبد العزيز بعد انفصاله عن الشركة العربية· ليلى علوي··· متشائمة الفنانة ليلى علوي تنتقد بشدة ''صراع أباطرة التوزيع السينمائي داخل مصر''· تقول: إن السينما كانت تعاني في الماضي من سيطرة كيانات إنتاجية كبرى تتحكم في الذوق السينمائي العام، والآن تعاني بشدة من نفوذ شركات التوزيع، ولا أمل في المستقبل دون التخلص من مناخ الاحتكار المسيطر حاليا· وتلقي علوي بمسؤولية ارتفاع أجور بعض النجوم بشكل مبالغ فيه على جمهور السينما بإقباله على أفلام هؤلاء النجوم التي يجب مقاطعتها·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©