أصدرت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات المنصورة أمس أحكاماً بالسجن على 155 من أعضاء تنظيم الإخوان، بينهم 79 هارباً، وصلت إلى 1912 سنة سجناً، حيث تراوحت بين السجن المؤبد حتى سنة واحدة، في 13 قضية، ولم يحصل أي متهم على البراءة، ومن بينهم طلاب بجامعة المنصورة. وقضت المحكمة على 54 متهماً بالمؤبد، وسجن 32 لمدة 10 سنوات، وسجن 13 لمدة 7 سنوات، وسجن 20 لمدة سنتين، وسجن 13 لمدة 3 سنوات، وحبس 6 لمدة سنة. وواجه المتهمون اتهامات بالشروع في القتل والشغب وممارسة العنف والتظاهر من دون تصريح والانتماء لجماعة محظورة، وإتلاف منشآت عامة وخاصة، وقضت المحكمة بالحبس 3 سنوات مع الشغل والنفاذ لمجموعة طلاب بالجامعة والثانوي، تم القبض عليهم في 20 يناير الماضي، لاتهامهم بإثارة الشغب والتظاهر من دون ترخيص، وتكدير السلم العام.
وحصل المهندس مصطفى الديب، أمين عام نقابة المهندسين بالدقهلية السابق، على حكم بالسجن 7 سنوات، بعد اتهامه بتحريض 17 طالباً جامعياً بإثارة الشغب والعنف والتظاهر من دون ترخيص داخل الجامعة في 12 نوفمبر، فيما يعرف بقضية فتيات جامعة المنصورة، وحصلت طالبتان على حكم بالسجن سنتين، وأخرى بالسجن 3 سنوات، بالإضافة إلى 17 طالباً آخرين بالسجن 5 سنوات.
وعقب النطق بالحكم انفعل محامي المتهمين داخل القاعة متهماً هيئة المحكمة بتسييس الأحكام، بينما سادت حالة من الغضب بين ذوي المتهمين، الذين رددوا هتافات ضد الجيش والشرطة، وحاولوا التعدي على قوات الأمن لدخول قاعة المحكمة، مطالبين بالإفراج عن ذويهم، واستخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفرقة المتظاهرين، بينما طاردت العشرات منهم في الشوارع الجانبية. وكانت مديرية أمن الدقهلية نشرت تشكيلات الأمن المركزي، وعدداً من أفراد القوات الخاصة والصاعقة وخبراء المفرقعات، وتم وضع بوابات إلكترونية على باب المحكمة، من أجل الكشف على المفرقعات والمعادن، وتمت الاستعانة بقوات من الجيش لزيادة التأمين.
جدير بالذكر قوات الشرطة رفضت نقل المتهمين من السجن إلى المحكمة لحضور سماع الأحكام، خوفاً من وقوع اشتباكات.
وقال المستشار أحمد نصر، رئيس نيابات جنوب الدقهلية: «إن القضايا التي تم الحكم فيها بجرائم مختلفة بين أحداث الجامعة، والتعدي على قوات الشرطة والجيش، وإرهاب المواطنين، وحرق السيارات، وتعطيل حركة السير الطرق، وإحداث تلفيات بالمنشآت العامة والخاصة، والتظاهر من دون تصريح، بجانب بعض القضايا المتعلقة بالتنظيمات الإرهابية، وتضم الأحكام بعض الطلبة الجامعيين وقيادات التنظيمية من خلايا تصفية بعض الشخصيات العامة بمحافظة الدقهلية.
وقالت مصادر أمنية: «إن اشتباكاً اندلع أيضاً في جامعة المنصورة بعد الحكم، أشعل خلاله طلاب محتجون النار في مدرعة للشرطة». وقال مصدر: «إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على الطلاب، كما ألقت القبض على ثلاثة منهم». وفي مدينة الإسكندرية اشتبكت قوات الأمن مع عشرات من طلاب كلية الهندسة لدى محاولتهم الاحتجاج خارج مبنى الكلية على الحكم بحبس زميل لهم هذا الأسبوع في قضية أدين فيها مؤيدون لجماعة الإخوان. وقال شاهد عيان: «إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على الطلاب الذين رشقوا القوات بالحجارة والألعاب النارية»، وأضاف أن الطلاب عادوا أدراجهم وأشعلوا النار في صناديق القمامة داخل المبنى لدفع الغاز إلى أعلى.
من جانب آخر، قررت محكمة جنح مدينة نصر أمس حبس 9 من أنصار الإخوان 5 سنوات مع الشغل، وغرامة 100 ألف جنيه، بينهم طالب رفع علم «القاعدة» داخل جامعة الأزهر. وكان المستشار مصطفى خاطر، المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية، قد أحال الطالب عمر جمال متولي، الطالب بجامعة الأزهر، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة الجنح، وذلك لقيامه برفع العلم الخاص بتنظيم «القاعدة»، على أحد مباني جامعة الأزهر، أثناء إحدى المسيرات داخل الجامعة في مارس الماضي.
وأسندت النيابة إلى المتهم ارتكابه عدداً من الجرائم، من بينها خرق قانون التظاهر، وتنظيم تظاهرات لأغراض سياسية من دون إخطار مسبق على النحو الذي نظمه القانون، والإتلاف العمد لمنشآت وممتلكات عامة وخاصة، والتجمهر، والبلطجة، والتلويح بالعنف، واستعراض القوة، ومقاومة السلطات، وكان ذلك تنفيذاً لغرض إرهابي.
وأظهرت التحقيقات أن المتهم شارك عناصر تنظيم الإخوان في التظاهر أمام كليات جامعة الأزهر، بقصد إشاعة الفوضى وإثارة القلاقل، والاعتداء على قوات الأمن، وافتعال المشاحنات مع المواطنين، والتجمهر داخل وأمام كليات الأزهر، وقيامه برفع علم تنظيم «القاعدة» وسط تهليل وترحيب من بقية طلاب الإخوان.
(القاهرة - وكالات)
عدد اليوم
