الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

للكشف وحسب

3 نوفمبر 2008 01:22
لا أعرف لماذا يسئ البعض أو بالأحرى الكثيرون استخدام الأمور المجانية التي تمنح لهم· أو هم، على أفضل تقدير، يستخدمونها في موضعها غير الصحيح، ويعوقون بذلك أصحاب الأولوية عن الاستفادة منها· مناسبة الكلام الازدحام غير العادي في المنشآت الصحية الخاصة والحكومية المتعاونة مع بطاقتي ''ثقة'' للضمان الصحي و''ضمان'' التي توفر الطبابة بالمجان للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة· المشهد المكتظ بالمرضى في صالات الانتظار في عدد من المراكز الطبية يثير التساؤل ما اذا كانوا جميعهم في حال حرجة أو منهم فئة تريد فقط الاطمئنان على صحتها· ولم لا، طالما أنها لن تتكبد دفع فاتورة وقدرها في نهاية المعاينة؟ في بهو احد المستشفيات الخاصة وبينما كنت أنتظر دوري، هالني مشهد امرأة تصحب أبناءها الذين بدوا في صحة جيدة، وتجلسهم حولها بانتظار دورها· وفي الصالة نفسها أطفال آخرون يسعلون بشدة وبطريقة غير منقطعة· سألتها بفضول ما اذا كان أحد أبنائها مريضا، فجاء ردها وبكل هدوء أنها تجيئ بهم الى العيادة باستمرار للكشف وحسب· لكن حبذا أن يكون هذا الكشف الدوري على فترات متباعدة، لأن ما لم تضعه هذه السيدة في اعتبارها أنها بهذا التصرف قد تعرض أبناءها لالتقاط العدوى والوقوع حقا في الأمراض· فالمستشفى ليس مكانا للاستجمام، وبطاقة الضمان ليست قسيمة لدعوة مجانية تمنحها اياها الحكومة· ··وبعد، لما استفسرت من أحد الاطباء عن سبب كل هذه الفوضى في بهو المستشفى أجابني: نحن على هذه الحال منذ وزعت البطاقات بين الناس· وذكر أن الواحد منهم بات بمجرد الشعور بوعكة ولو بسيطة يهرول الى المستشفى طالبا أن تجرى له التحاليل والصور الشعاعية· والمفارقة أن المرضى أنفسهم الذين كانوا يمتنعون عن اجراء الفحوص المكلفة في السابق، باتوا يطلبونها اليوم حتى مع عدم الضرورة اليها· وقد يكمن الحل في تخصيص أجنحة للحالات الحرجة وتحديدا في المنشآت الصحية الخاصة التي ازداد الطلب عليها بما يفوق حجم الكادر البشري العامل فيها· ··جميل أن توفر لنا البلاد كل هذه التسهيلات، لكن الأجمل أن نعرف كيف نستفيد منها· nisso03@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©