السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصرفيون يتوقعون صفقات اندماج وشيكة بين بنوك وطنية

مصرفيون يتوقعون صفقات اندماج وشيكة بين بنوك وطنية
3 نوفمبر 2008 01:19
يترقب مصرفيون واقتصاديون ''صفقات اندماج'' رجحوا أن يتم إبرامها بين بنوك محلية خلال الفترة المقبلة بعد تفاقم تداعيات الأزمة المالية العالمية وشح السيولة والحاجة لتقليص المصاريف، مما يوجد كيانات مصرفية قوية قادرة على مواكبة متطلبات الازدهار الاقتصادي في الدولة· وقالوا إن خيار الاندماج يبدو مطروحا في ظل كثرة أعداد البنوك، واللجوء إلى تقديم خدمات نوعية وتراجع أداء بنوك أخرى، الأمر الذي يتفق مع تطلعات المصرف المركزي الإماراتي· وكان معالي سلطان بن ناصر السويدي محافظ المصرف المركزي قال مؤخراً إن ''الاندماج ما بين البنوك يعتبر خيارا جيدا، ليس فقط للبنوك الضعيفة، وإنما أيضا للبنوك القوية''· وأضاف في تصريحات صحفية أنه ''يشجع خيار اندماج البنوك''، مشيراً إلى أن ''الاندماج يؤدي إلى خفض النفقات، لا سيما في ظل الأوضاع الراهنة''· وتتناقل الأوساط الاقتصادية وجود توجهات جدية نحو تشكيل كيانات مصرفية كبيرة من خلال الاندماج فيما بين مصارف قائمة حالياً في الدولة· وسرت قبل نحو شهر شائعات قوية عن اتجاه بنك أبوظبي التجاري وبنك أبوظبي الوطني إلى الاندماج فيما بينهما، إلا أن مسؤولي البنكين أكدوا أنه ''لا مفاوضات في هذا الإطار'' وأن ''أي قرار فيما يتعلق بالاندماج سيصدر من الجهات العليا''· وفي هذا الصدد، قال علاء الدين الخطيب نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الخزينة وأسواق رأس المال في بنك الهلال إن ''الاندماجات بشكل اختياري جيدة بعيداً عن ضغوط السوق''· وأشار إلى أن ''السوق العربية والإماراتية بحاجة إلى اندماجات حتى يتم تشكيل كيانات مصرفية منافسة على الصعيد الدولي''· وشدد على أن أهمية الاندماج تكمن في الغاية والطريقة التي تتم بها، مشيرا إلى أن اندماج مؤسستين قويتين يخلق مؤسسة مالية قوية في حين اندماج بنك قوي مع ضعيف يصب في مصلحة البنك الضعيف· وأردف قائلاً : ''أما اندماج مؤسستين ضعيفتين فيخلق مؤسسة كبيرة لكنها ضعيفة''· من جهته، أكد سليمان المزروعي مدير الاتصال المؤسسي في مجموعة الإمارات دبي الوطني، المجموعة المصرفية الناتجة عن اندماج بنك دبي الوطني وبنك الإمارات، أن الاندماج فيما بين البنوك يعتبر خطوة مهمة تؤدي إلى تشكيل كيانات مصرفية عملاقة· وأضاف أن الاندماج يخلق مؤسسات متنوعة لديها قدرة على المساهمة في بناء الاقتصاد وتعزيز مسيرة الدولة، ويرفع من الكفاءة في تقديم الخدمات للعملاء وتحسين المنتجات التي تقدمها البنوك والتقليل من التكلفة· وكان دبي الوطني وبنك الإمارات قد أعلنا اندماجهما العام الماضي، ما شكل أكبر مجموعة مصرفية على صعيد الموجودات في المنطقة· وبين المزروعي أن الاندماج خطوة مهمة، مشيرا إلى أن الإمارات من أكثر الدول التي لديها مؤسسات مصرفية في المنطقة· وأكد أن الأزمة لا تتعلق بالسيولة وأسواق الأسهم بقدر ما هي تتعلق بالثقة· ويبلغ عدد البنوك الوطنية العاملة في الدولة 24 بنكاً، تملك 589 فرعاً منتشرة في أرجاء الدولة، فيما يبلغ عدد البنوك الأجنبية العاملة في الدولة 28 بنكاً لديها 83 فرعاً، بحسب إحصائيات المصرف المركزي الصادرة في نهاية يونيو الماضي· وتعاني البنوك من أزمة في السيولة منذ نحو أربعة أشهر، ما دفع الحكومة إلى ضخ 50 مليار درهم كتسهيلات مشروطة تم استخدام 15% منها فقط من قبل هذه البنوك، فيما لجأت أيضاً إلى ضخ 70 مليار درهم كودائع طويلة الأجل في البنوك لتمكينها من التغلب على مشكلة السيولة· ولكن الدكتور همام الشماع المستشار الاقتصادي في شركة الفجر للأوراق المالية يقلل من الأثر الإيجابي لاندماج البنوك في حل مشكلة السيولة· وقال : ''المصارف تلتزم عادة بمعايير بازل التي تحدد نسبة رأس المال إلى الالتزامات المالية، حيث يبقي الدمج هذه النسبة بدون تغيير''· وأضاف أن ''للاندماج وظائف أخرى غير حل مشكلة السيولة، حيث يمكن أن يغطي على عيوب إدارة بعض المصارف التي أفرطت في التمويل بدون النظر إلى المخاطر التي خلقت مشكلات السيولة لديها، وهو ما سيدفع بعض المصارف إلى البحث عن الاندماج''· ودعا إلى الكشف عن الإخفاقات في إدارة بعض المصارف وعدم التغطية عليها من خلال الاندماج· وقال : ''هناك فرصة لإصلاح الاختلالات، إن وجدت، قبل الشروع في عمليات الاندماج''· وعلى سبيل المثال، شهدت العديد من بلدان العالم عمليات استحواذ واندماج في الآونة الأخيرة لحماية بعض المؤسسات المتضررة من الأزمة المالية العالمية من الانهيار أو الإفلاس وحماية حقوق المساهمين فيها
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©