الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

احذروا الشظايا

8 مايو 2013 23:22
منذ وقت ليس بالقصير أطلق ميشيل بلاتيني حاكم القارة الأوروبية القوة العظمى في عالم كرة القدم صرخة مدوية بإيحاء وتحريض من خبراء الرصد والتوقعات تحذر من مغبة الانسياق وراء النهم التجاري، لأن ذلك سيضرب كالإعصار من الجذور كل الأندية الأوروبية المستضعفة منها وحتى الغنية. كشفت الدراسات المنجزة من قبل علماء الاقتصاد أن الكرة الأوروبية باتت بمحاذاة الكارثة نتيجة التضحية بالتوازنات الاقتصادية، ما ترتب عنه تفاوت فظيع بين الإيرادات وبين المصروفات أغرق الأندية بدرجات متفاوتة في ديون مترتبة عن سوء تدبير، وحتما إن لم تتدخل الأجهزة الوصية من الاتحاد الدولي لكرة القدم واتحادات قارية لرأب الصدع ومواجهة الإعصار، فالمآل بلا أدنى شك سيكون مأساويا، لأن صروحا كروية ومعاقل رياضية تقليدية وازنة ستسقط، كما كان الحال مع مؤسسات اقتصادية عظمى جذبها إلى قعر الإفلاس التضحية بالقواعد المالية، من هنا سيأتي الحديث عن الروح الرياضية المالية. حتى نتبين الرعب الرقمي الذي يعكس هول الفوارق بين ما يحدث اليوم وما حدث قبل عشرين سنة، لا بد وأن نقرأ الإحصاءات المكشوف عنها، والتي تقول إن الأندية بأوروبا صرفت على الانتدابات خلال الموسم الكروي 2010 - 2011 ما يزيد عن ثلاثة مليارات يورو، بينما لم تصرف في موسم 1994- 1995 سوى 450 مليون يورو، كما أن حجم الانتدابات انتقل من 5735 سنة 1995 إلى 18307 سنة 2011. وهذا الارتفاع المهول إن اقترن بتزايد حجم المكافآت والحوافز المالية نتيجة لارتفاع صاروخي في عائدات البث التلفزيوني، إلا أنه للأسف أفضى إلى أمرين أحلاهما مر، الأمر الأول أنه كبر الفجوة والفارق بين أندية غنية بالاصطلاح الشائع تستطيع نتيجة لمواردها أن تستأثر بكبار اللاعبين وتعكس بجلاء ما نقول عنه احتكار السوق وبين أندية مستضعفة معاملة اقتصاديا بحسب ضعف إيراداتها ولا تملك حق المنافسة العادلة. أما الأمر الثاني فهو الأنكى لأنه في النهاية نقلنا من أندية ساعية إلى تحقيق التميز والجودة الرياضيتين، إلى أندية تحولت قهرا إلى أقطاب اقتصادية مدارة بلغة السوق وبحروب البورصات لتسقط أخيرا في مستنقع التضخم، ما بات يفرض اتخاذ مجموعة تدابير احترازية تقي كرة القدم شر المال الذي إن أسيء توظيفه كان سببا في اللامساواة، وفي ضرب العدالة، وفي الإجهاز على النزاهة، وتلك شظايا متطايرة من القارة العجوز لا يمكن لأنديتنا أن أتت تعيرها اهتماما حتى لو كانت الفوارق بينها وبين الأندية الأوروبية جبالا تحجب الفوارق وتصد هجمة الشظايا. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©