الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيئة تبحث أسباب المد الأحمر في الساحل الشرقي

البيئة تبحث أسباب المد الأحمر في الساحل الشرقي
2 نوفمبر 2008 02:38
أظهرت النتائج الأولية لتقرير أعده فريق مشكل من قبل وزارة البيئة والمياه لدراسة ظاهرة المد الأحمر التي تعرضت لها منطقة الساحل الشرقي، إلى وجود ازدهار في أحد أنواع الطحالب الدقيقة وهو عادة ما يعرف ''بالريتات أو المد الأحمر''، وجاري البحث عن الأعداد لمقارنتها بالأعداد العالمية، وفق بيان للوزارة أمس· وتجري وزارة البيئة والمياه تحليلات مكثفة ودراسات متعمقة لمعرفة المسببات التي أدت إلى حدوث الظاهرة خلال الفترة السابقة وأدت إلى تغير لون البحر مع وجود طحالب بحرية على السطح وانخفاض نسبة الأكسجين في الماء، بما يؤدي إلى نفوق عدد كبير من الأسماك وانتشار روائح نتنة· وقال عبيد جمعة المطروشي الوكيل المساعد لشؤون الثروة السمكية إن الوزارة شكلت فريق عمل وطنيا مختصا لزيارة منطقة الحادث للتعرف عن قرب على أبعاد المشكلة وأخذ عينات من مياه البحر ورصد أي تغيير لمعرفة أسباب حدوث هذه الظاهرة· كما استعانت الوزارة بالدكتورة منى محمد رضا حسين من إدارة الموارد الحية بالهيئة العامة للبيئة بدولة الكويت الشقيقة لتقديم المشورة الفنية في مجال نفوق الأسماك والمد الأحمر، وخبراء من الهيئة الاتحادية للبيئة وهيئة البيئة - أبوظبي، وجمعيات صيادي الأسماك بالفجيرة وكلباء وخورفكان ودبا الفجيرة ودبا الحصن والبدية لمشاركة الفريق في عملية تقصي الظاهرة عن طريق الزيارات الميدانية للمنطقة وإجراء كافة الدراسات المتعلقة· واستفادت الوزارة من محطة الأقمار الاصطناعية الموجودة في المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية بمقرها بالكويت، والتي تتوفر لديها إمكانية الاستفادة من الأقمار الاصطناعية ورصد الصور والتعرف على أماكن وجود البقع وتجمع المد الأحمر بالمنطقة الشرقية· يذكر أن شواطئ الساحل الشرقي تشكل أهمية كبرى لما لها من فوائد كثيرة للمواطنين والسائحين، حيث إن الكثير من المواطنين يعتمدون في مصدر معيشتهم على مزاولة مهنة صيد الأسماك على طول الساحل الممتد على خليج عمان· كما أن هذه الظاهرة ليست جديدة على تاريخ المنطقة فقد سبق وأن أصابت أجزاء من سواحل سلطنة عمان والكويت والعديد من الدول الأخرى· وتتعدد العوامل المسببة لظاهرة المد الأحمر ولعل من أبرزها تسرب مياه الصرف الصحي في البحر وإلقاء المخلفات الصناعية، وصرف مخلفات الأراضي الزراعية، والإنشاءات القائمة من مباني ومشاريع عقارية وغيرها من العوامل البشرية أو ظروف فيزيائية مواتية يرغب فيها الكائن (الطحالب الدقيقة) في النمو· وأرسل الفريق المشكل العينات من مياه البحر والأسماك النافقة إلى المختبرات المركزية التابعة للوزارة ومختبرات جامعة الإمارات بكلية علوم الحياة لإجراء التحاليل الكيميائية والبيولوجية· وأفاد التقرير المقدم من إدارة المنطقة الشرقية والفريق المشكل بأنه نفقت كميات من الأسماك على امتداد الساحل الشرقي وبشكل كبير في منطقتي دبا الحصن ودبا الفجيرة حيث تم تلقي بلاغ من المسؤولين في بلدتي دبا الحصن ودبا الفجيرة بهذا الخصوص يومي الأربعاء والسبت الموافق ،23 25 من الشهر الماضي· وقامت إدارة المنطقة بتشكيل فريق برئاسة المهندس سيف محمد الشرع مدير المنطقة الشرقية بالوكالة، والذي زار بدوره المواقع المتأثرة بظاهرة المد الأحمر والالتقاء بالصيادين لبيان مدى تأثرهم بها والنتائج المترتبة عليها· وفي يوم الأربعاء 23 من الشهر الماضي تمت زيارة ميناء دبا الحصن واتضح وجود روائح كريهة في ميناء الصيد القديم بسبب عمليات الردم حيث يتم إنشاء مشروع سكني بالموقع ووجود هذه الإنشاءات أدى لاحتجاز مياه البحر بالميناء وعدم تجددها، وبوجود ظاهرة المد الأحمر الطبيعية المؤدية ونفوق كمية من الأسماك انتشرت الروائح بشكل كبير مما سببا قلق لسكان المنطقة· ويوم الخميس 24 من الشهر الماضي استمرت عمليات الرصد على امتداد الساحل الشرقي بالتعاون مع جمعيات صيادي الفجيرة، كلباء، خورفكان بالإضافة لجمعيتي دبا الفجيرة ودبا الحصن ولم يتم تسجيل ظهور المد الأحمر فيما عدا منطقتي دبا الفجيرة ودبا الحصن· أما في يوم السبت الذي يليه فتم تلقي بلاغ من بلدية دبا الفجيرة يفيد بوجود اسماك نافقة على امتداد شاطئ الفقيت بدبا وعلى الفور تم توجيه الدكتور حمد شعيب وهو طبيب بيطري تابع للوزارة، لأخذ عينات من الأسماك وماء البحر مع حفظها تمهيدا لإرسالها للمختبر المركزي بالعين ومركز الأحياء البحرية بأم القيوين لإجراء التحاليل اللازمة· كما زار فريق العمل ميناء دبا الحصن الجديد وتمت ملاحظة وجود مد أحمر ممتد إلى داخل الميناء ولاحظ الفريق أن الميناء يتخذ شكل حرف "S" مما يساعد على عدم تغير المياه في الميناء بصورة جيدة ويساهم على تمركز المد الأحمر داخل الميناء ونقص كمية الأكسجين المذاب· وعند توجه الفريق إلى موقع الفقيت الذي تم تسجيل ظهور اسماك نافقة فيه· لوحظ أن هناك بقعا متفرقة (بمساحة 200 - 300 متر طول وعرض 5 - 10 أمتار) من المد الأحمر تنتشر على طول المسافة المقطوعة 3 ميلات بحرية· واتضح للفريق عدم وجود اسماك نافقة على الساحل مع وجود مد احمر متحرك حيث إن معدل الأكسجين المذاب كان 7 ٍه/ج وهو تركيز مناسب· وتم تجميع عينات من الهائمات في كل المواقع المذكورة سابقا، تمهيدا لفحصها في المراكز البحثية المتخصصة· وأفادت الدكتورة منى محمد رضا إلى أن النتائج الأولية للزيارات التي قامت بها بعد انضمامها للفريق إلى وجود ازدهار في أحد أنـــواع الطحالب الدقيقة وهو عــــادة ما يعرف بالريتات أو المد الأحمر، وجاري البحث عن الأعداد لمقارنتها بالأعداد العالمية· وأجرى فريق العمل لقاءات مع صيادي المنطقة الشرقية لاستقصاء آرائهم حول هذه الظاهرة وتأثيراتها· وذكر الصياد محمد علي عبدالله يعروف أن هذه الظاهرة طبيعية وتحدث كل سنة نتيجة تغيرات في درجة حرارة المياه ولكن في هذا العام زادت حدته بسبب عدم تجدد الماء داخل الميناء القديم، وان الأسماك النافقة كانت صغيرة الحجم من الأنواع البدح واليميام والحدي· أما الصياد محمد علي عبدالله محيل فأفاد بأن الأسماك النافقة ترجع إلى الممارسات الخاطئة لبعض الصيادين حيث يتم التخلص من النافق برميه في البحر بدلا من رميه في الأماكن المخصصة لذلك· وأشار الصياد يوسف محمد القحومي إلى ملاحظته لوجود اسماك نافقة في القراقير الخاصة به مثل البياح والرخويات (النغر) والسبب يرجع لظاهرة المد الأحمر· من جانبه أوضح الصياد محمد سالم المنصوري أن تضييق مدخل الميناء في ميناء دبا الحصن ساعد على عدم تجديد المياه داخل الميناء وان هذه الظاهرة تحدث كل سنة ولكن في هذه السنة زادة كمية تأثيرها بسبب عدم تجدد المياه بصورة جيدة
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©