الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

روسيا توقع اتفاقية بقيمة 400 مليار دولار لتوريد الغاز الطبيعي للصين

روسيا توقع اتفاقية بقيمة 400 مليار دولار لتوريد الغاز الطبيعي للصين
21 مايو 2014 22:17
وقعت شركة جازبروم الروسية الحكومية اتفاقاً طال انتظاره لتزويد الصين بالغاز الطبيعي، يضمن لأكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم مصدراً جديداً مهماً للوقود النظيف، ويفتح لموسكو سوقاً في ظل بحث أوروبا عن مصادر أخرى للطاقة. وبموجب الصفقة تورد روسيا 38 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً للصين لمدة 30 عاماً. وتقدر قيمة الصفقة بما يزيد على 400 مليار دولار. وشهد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ توقيع الصفقة في شنغهاي بين شركة جازبروم الحكومية وشركة البترول الوطنية الصينية (سي.إن.بي.سي). وقال بوتين إن بلاده سوف تستثمر 55 مليار دولار في التنقيب عن الغاز ومد خط أنابيب إلى الصين. وقالت مصادر بصناعة الغاز إن الصين كانت لها اليد العليا في المفاوضات مع دخولها مرحلتها النهائية نظراً لدراية بكين بحاجة بوتين لعملاء جدد في ظل تزايد عزلته في أوروبا. وقال بوتين «هذا حقا حدث تاريخي لقطاع الغاز في روسيا.. هذا أكبر عقد في تاريخ قطاع الغاز في الاتحاد السوفييتي السابق». وأضاف أنه كان هناك عمل شاق على مستوى الخبراء وكانت المفاوضات مع الصينيين صعبة. وتابع «تمكنا من خلال حل وسط من التوصل إلى شروط مقبولة ومرضية للطرفين بخصوص هذا العقد.. رضي الجانبان في نهاية المطاف بالحل الوسط بخصوص الأسعار والشروط الأخرى». وتشير تقديرات في صناعة الغاز إلى أن السعر في الاتفاق ربما يبلغ نحو 350 دولاراً لكل ألف متر مكعب. ويبلغ المتوسط في غرب أوروبا 380 دولاراً. وقالت مصادر في جازبروم إن الصين عرضت دفع أكثر مما تدفعه مقابل إمدادات الغاز من تركمانستان والذي يبلغ نحو تسعة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بينما بلغ أقل عرض من روسيا نحو 9.67 دولار. وكانت هناك نقطة شائكة أخرى تمثلت فيما إذا كانت الصين ستدفع مبلغا كبيرا مقدما للمساهمة في تمويل تكلفة البنية التحتية. وقال أليكسي ميلر الرئيس التنفيذي لجازبروم إن تلك المسألة لا تزال دون حل لكن بوتين قال إن الصين ستدفع 20 مليار دولار لأعمال التطوير والبنية التحتية وإن صيغة السعر مماثلة للأسعار الأوروبية المرتبطة بالقيمة السوقية للنفط والمنتجات النفطية. وقال محللون إن عوامل سياسية أوسع لعبت على الأرجح دورا في المفاوضات. وسيتم نقل الغاز عبر خط أنابيب جديد يربط حقول الغاز في سيبيريا بمراكز الاستهلاك الرئيسية في الصين قرب الساحل. ويمثل الاتفاق نصرا رمزيا كبيرا لبوتين في مسعاه لتأسيس شراكة جديده في آسيا في حين يحاول العملاء في أوروبا تقليص الاعتماد على الغاز الروسي في أعقاب الأزمة في أوكرانيا. وقال محللون صينيون إن الأزمة الأوكرانية وانخفاض أسعار الغاز العالمية هما عاملان دفعا روسيا على ما يبدو إلى إتمام الصفقة مع أهم حلفائها الدبلوماسيين. وبعد اجتماع في 29 أبريل، قال ميلر ورئيس «سي.إن.بي.سي» تشو جيبين إن اتفاق الغاز له «أهمية استراتيجية لكلا البلدين». ونقلت جازبروم عن ميلر وتشو القول «إنه (الاتفاق) يعني لروسيا الدخول إلى سوق نام كبير جديد لإمداداتها من الغاز، كما سوف تحصل الصين على قوة دافعة قوية للتنمية الاقتصادية وتحسين البيئة». كان بوتين وشي قد تعهدا في بيان مشترك أمس الأول بتعزيز الشراكة الروسية الصينية الشاملة في مجال الطاقة وتوسيع نطاق التعاون المركب في صناعة النفط. وقال تشينج شياوهو، وهو محلل سياسي واقتصادي يعمل في بكين معني بالعلاقات الدولية، إن كلا الطرفين قدما تنازلات، مشيرا إلى أن الصين وافقت على عدم فرض ضريبة استيراد على الغاز الروسي. وأضاف أن هذا الاتفاق يعد «إيماءة مهمة لقدرة الصين وروسيا على التغلب على العقبات». كما قال موريتس رودولف، المحلل في معهد موركاتور للدراسات الصينية، إن «الصين ذكية للغاية.. بالطبع نجحوا في الوصول لسعر جيد». وقال إن الصين استفادت من العزلة الروسية المتزايدة عن الولايات المتحدة وأوروبا بسبب دورها في أزمة أوكرانيا. وأضاف أن «الصين مستفيد كبير من الأزمة الأوكرانية، ولا سيما في صفقة الغاز». وفي تعقيب في الإعلام الرسمي حول توقيع الاتفاق، قال تشن ويدونج الباحث العلمي في شركة «ناشيونال أوفشور أويل كورب»الصينية إن روسيا كانت في حاجة كبيرة للعمل مع الصين بعد تدهور علاقاتها مع الغرب مؤخرا. وقال تشن : «منذ تصرفاتها في القرم، واجهت روسيا ردود فعل دولية عدائية». ولكن تشينج شياوهي قال إنه من السابق لأوانه الحديث عن «تحالف وثيق» بين الصين وروسيا، محذرا من أن بكين ينبغي ألا تضحي بعلاقاتها مع واشنطن. وقال :«سوف يكون ذلك من قبيل الخطأ». وارتفعت أسهم جازبروم نحو 2% عقب إعلان الصفقة لكن المكاسب تراجعت إلى 0.8% الساعة 1236 بتوقيت جرينتش. (شنغهاي - رويترز، د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©