الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سباق محموم بين شركات الهواتف لتطوير «الجيل الخامس»

سباق محموم بين شركات الهواتف لتطوير «الجيل الخامس»
10 مايو 2015 01:12
إعداد: حسونة الطيب تبذل شركات صناعة الهواتف المحمولة حول العالم، جهوداً مقدرة لإنتاج براءات اختراع تساهم في دعم مستقبل قطاع الاتصالات. ويفسر مختبر تقنية الجيل الخامس في جامعة سري القريبة من مدينة جلدفورد، الطموح البريطاني نحو بناء تقنية الجيل المقبل لإنترنت الهواتف النقالة. ولم تقدم شركات مثل، فودافون وبي تي، التمويل اللازم لهذه الجامعة لتطوير التقنيات حباً في العلم، غير أنها شريكة تجارية تملك حصة في أي أرباح مستقبلية تجنيها الجامعة من استخدام هذه التقنية. ولا يقتصر سباق تطوير تقنية الجيل الخامس على هاتين الشركتين، لكن تعمل مختبرات تابعة لشركات أخرى تتضمن، «هواوي» و«أريكسون» و«نوكيا» و«سامسونج»، بطاقتها القصوى لإنتاج براءات الاختراع العالمية التي تساعدها على احتلال موقع مناسب في هذا السباق المحموم. وتتطلع معظم هذه الشركات للوصول إلى شكل من أشكال هذه التقنية وتجربتها بحلول 2018. وبينما كانت الأجيال السابقة للهواتف المحمولة تركز على جعل الإنترنت أكثر سرعة، من المنتظر أن تتقدم تقنية الجيل الخامس خطوة أبعد، وفقاً لبروفيسور راحيم تافازولي، مدير قسم تقنية الجيل الخامس في جامعة سري. ويرى أنه من الممكن أن تساهم التقنية في زيادة سرعة الإنترنت بما يكفي لتكوين مجموعة من التطبيقات الجديدة، من السيارات المتصلة بالإنترنت إلى الأجهزة المنزلية، وصولاً إلى إنترنت الأشياء. ويقول: «من المرجح أن تشكل تقنية الجيل الخامس، البداية لطريقة جديدة في عالم الاتصال». وتتوقع «أريكسون»، اتصال نحو 50 مليار جهاز بالإنترنت بحلول 2022، عندما يتم إطلاق التقنية على نطاق تجاري، بيد أن ذلك محفوفاً بالكثير من التعقيدات. ولنا أن تخيل على سبيل المثال، سيارة من دون سائق تعتمد على سيل مستمر من البيانات على الإنترنت لتسلك طريقها عبر الطرق والشوارع. وما لم تكن البنية التحتية التي تساعد على ربط السيارة بالإنترنت قوية بما يكفي للسماح بالوصول للبيانات في أي وقت، من المستحيل لأي سيارة أن تعمل. الموجات الهوائية ويؤكد الخبراء، أن تقنية الجيل الخامس لا تقتصر على دائرة الهواتف المحمولة فحسب، بل تتعداها لتوفير خاصية الاتصال عبر الموجات الهوائية للمليارات من الأجهزة التي تتطلب الاتصال بالإنترنت في المستقبل القريب، والتي تتراوح بين السيارات من دون سائق إلى المدن الذكية. ويفسر هذا التحول الأخير، الدافع وراء استحواذ «نوكيا» على شركة الكاتيل – لوسنت مقابل 15,6 مليار يورو. وخلال فعاليات المؤتمر العالمي للموبايل في مدينة برشلونة الإسبانية هذا العام، عبرت شركات شملت «دويتشه تيليكوم» و«أريكسون» و«هواوي»، عن تصوراتها لكيفية عمل تقنية الجيل الخامس. ويقول راجيف سوري، المدير التنفيذي لشركة نوكيا: «على القطاع الاستعداد لاستقبال تقنية الجيل الخامس، التي من المرجح أن تأتي أسرع مما يتصور الناس». وتبذل السلطات الإقليمية في كل من أوروبا وآسيا، جهوداً كبيرة لدعم المساعي المحلية، بهدف خلق معايير عالمية تعتمد على التقنيات المحلية وقابلة للتصدير للخارج. ومن ضمن المشاريع التي تدعمها، شراكة تقنية الجيل الخامس للقطاعين العام والخاص، وهي عبارة عن مبادرة مشتركة بين قطاع الاتصالات الأوروبي والمفوضية الأوروبية وشركة هواوي الصينية، بتكلفة تصل إلى 1,4 مليار يورو. تقنيات جديدة وفي حين تحتاج الشركات المنافسة عموماً للاستعانة بأي تقنية مفيدة بموجب شروط عادلة ومعقولة، تصبح أموالاً كثيرة عرضة للمخاطر في حالة ملكية براءات الاختراع لخدمات تقنية الجيل المقبل للهواتف المحمولة. لكن هناك مشكلة واحدة، تتمثل في عدم وجود تعريف معين لما تعنيه تقنية الجيل الخامس. وتكمن المخاطرة هنا، في استخدام الشركات لعدد من الخدمات المختلفة. وضمن فعاليات مؤتمر برشلونة، قامت العديد من الشركات بعرض رؤاها المتعلقة بالتقنية على الحاضرين بالتجربة الفعلية والورق. وعرضت شركة أس كي تيليكوم الكورية الجنوبية، روبوتاً يعمل بتقنية الجيل الخامس، بينما عرضت «أريكسون» آلة لتسوية التراب تعمل بجهاز التحكم من بعد «ريموت كنترول». وتبدو هذه التجارب، بعيدة عن مقدرة تقنية الجيل الرابع الحالية. وعادة ما يرتبط وصف الخبراء لهذه التقنية، بالسرعة المُقاسة بالجيجا بايت في الثانية. وفي حين تبلغ سرعة هذه التقنية عشرة أضعاف تقنية الجيل الرابع، تتحدث جامعة سري عن سرعة بنحو 1024 جيجا بايت في الثانية. كما تقدر سعة سريان البيانات، بما يزيد على سرعة الجيل الرابع بما بين 100 إلى 1000 مرة، مع توقعات بارتفاع الطلب على البيانات بنحو ألف مرة على مدى العقد المقبل. ويرى الخبراء أن القضية الرئيسية تتعلق بمقدار الزمن المستغرق لسريان البيانات عبر النظام والوصول إلى الجهاز المعني. وتتطلب استجابة خدمات الجيل الخامس جزء من الثانية، حتى تكون قادرة على تحويل التطبيقات إلى واقع ملموس. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز أربعة أجيال اعتادت تقنية الشبكات التطور كل عشر سنوات، حيث أُطلق أول جيل من شبكة الهواتف النقالة في ثمانينيات القرن الماضي ليدعم خدمات الصوت فقط. وساهم ذلك، في أول تبني للهاتف المحمول مع جملة من المشاكل متمثلة في عمليات التنصت والاستنساخ، فضلاً عن استحالة استخدام الهاتف في الخارج. وعند حلول تسعينيات القرن الماضي، انتشرت تقنية الجيل الثاني، حيث نجحت في دعم المزيد من المستخدمين بشكل آمن، ونجم عن ذلك، بروز تقنية الرسائل النصية، بجانب توفير خدمة التجوال خارج حدود بلد الخدمة. كما شهدت الألفية الثانية، إطلاق تقنية الجيل الثالث، التي تدعم خدمات البيانات عالية السرعة، في وقت توافرت فيه خدمة الموجة العريضة للمستخدمين، إضافة إلى توافر الإنترنت في الهواتف المحمولة. وفي غضون ذلك، ظهر جيل جديد من الهواتف الذكية يملك مواصفات جهاز التلفزيون والفيديو المتحرك. واعتباراً من عام 2010، سمحت تقنية الجيل الرابع للمشغلين باستخدام الطيف بكفاءة أكثر، ما يعني زيادة سرعة الوصول لبيانات الهاتف المحمول، بنحو 10 مرات مقارنة مع تقنية الجيل الثالث. وينبغي على قطاع الهواتف المحمولة، عمل الترتيبات اللازمة المتعلقة بتقنية الجيل الخامس، التي من المرجح أن تفوق توقعات الناس من حيث الحجم وسرعة حلول توقيت إطلاقها. .. و«السادس» يبدأ من بريطانيا رغم أن تقنية الجيل الخامس لا تزال بمثابة الأمل البعيد بالنسبة لمعظم مستخدمي الهواتف المحمولة، شرع بعض الخبراء بالفعل في العمل في الخطط المتعلقة بخدمات الجيل السادس في المستقبل. ولحد ما، أصبحت مصطلحات مثل 4 جي «الجيل الرابع» و5 جي «الجيل الخامس»، خاصة بمعدات التسويق، مثل أي اختراع تقني آخر، مع تطويرات تدريجية لمواصفات تقنية، كثيراً ما يتم إلصاق أسماء عشوائية بها مثل، 3.5 جي أو 4.5 جي. لكن هذا لم يمنع الناس من التفكير في كيفية عمل تقنية الجيل السادس، حيث تقتصر التوقعات في المملكة المتحدة على الأقل، على نقلة نوعية. ووضعت بريطانيا، استراتيجية وطنية نوعية، للتعرف على المناطق التي يكون لتطوير التقنية التأثير الأكبر عليها في الحياة اليومية في المستقبل. وينطوي واحد من الأهداف الرئيسية، على تطوير تقنية اتصال أسرع للهواتف النقالة. وتتوقع بعض الوكالات المختصة بقطاع الاتصال في بريطانيا، تحول سوق المنتجات النوعية والتقنية، لقطاع كبير قوامه نحو مليار جنيه إسترليني، حتى إذا لم تكن التفاصيل الخاصة بكيفية استخدام تقنية الهاتف المحمول لنظرية النوعية، غير واضحة تماماً على الأرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©