الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شموع مصرية صحيفة تتحدى الإعاقة

شموع مصرية صحيفة تتحدى الإعاقة
2 نوفمبر 2008 00:57
أكثر من 8 ملايين معاق في مصر لا يجدون من يعبر عنهم، أو يطرح قضاياهم إعلاميا؛ فمعظم الوسائل الإعلامية المرئية والمقروءة تتعامل مع قضايا المعاقين بمنطق ''الشفقة'' ولهذا حظيت جريدة ''شموع مصرية''، التي ظهرت أخيرا، بصدى إيجابي حيث راهن عاملون في مجال الصحافة والإعلام على هذا الإصدار ليعبر عن قضايا المعاقين في مصر والعالم العربي· ويرأس تحرير الجريدة الشهرية علي الفاتح وهو صحفي شاب كفيف، فيما تمولها ''المجموعة النسائية لحقوق الإنسان'' إحدى الجمعيات الأهلية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي المصرية· ورغم صعوبات التمويل فقد أصدرت الجريدة أربعة أعداد ولاتزال قادرة على الصمود· وتتناول ''شموع مصرية'' كافة الفنون الصحفية بالإضافة إلى الكاريكاتير الذي يقدمه الفنان سمير عبدالغني· وتنشر موضوعات للمعاقين مثل نسبة الـ 5 في المئة الخاصة بتشغيل المعاقين، ومناقشة ما إذا كانت كافية وسط تنامي أعدادهم في مصر· وتلقي الجريدة، التي تقع في24 صفحة من القطع المتوسط (تابلويد)، الضوء على النماذج الناجحة للمعاقين في مختلف المجالات الطبية والعلمية والفنية بالإضافة إلى مقالات علمية مبسطة عن مشكلات المعاقين، وكيفية التعامل معها مثل الطفل المعاق، والمكفوفين، والصم والبكم، فضلا عن مقالات لعدد من الصحافيين والكتاب الذين يلقون الضوء على موضوعات عامة، وبعضهم يتناول موضوعات تتعلق بعالم المعاقين· وجريدة ''شموع مصرية'' دورية ثقافية اجتماعية مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وتعنى بمخاطبة المعاقين ولفت انتباه المجتمع لمشكلاتهم وطرحها بحثا عن حلول· ويميزها غلاف يضم صورة كبيرة للموضوع الرئيسي أو لنجم من نجوم الفن لجذب القراء· ويقول علي الفاتح إن أسرة التحرير فكرت في إصدار ''شموع مصرية'' بسبب غياب الاهتمام بقضايا المعاقين في معظم وسائل الإعلام وطرحها بشكل يسيئ للمعاق، فأغلب المعالجات الإعلامية تستخدم خطابا يغلب عليه الطابع الخيري وهو ما يكرس صورة المعاق كمتسول أو شخص يحتاج دائما ليس لمن يساعده لتجاوز إعاقته، وهو أمر ليس صحيحا، لافتا إلى وجود أبطال أولمبياد حصدوا 12 ميدالية في بكين فيما لم يحقق الأصحاء سوى ميدالية واحدة· ويؤكد الفاتح أن ''شموع مصرية'' تحاول الاقتراب من شخصية المعاق لتقديم حقيقته للمجتمع، فهو جزء منه، ومن أجل ذلك تدعو الجريدة إلى تعديل دعوات دمج المعاق مع المجتمع لأن المشكلة تكمن في ثقافة المجتمع وليس في إرادة المعاق· وتتابع الجريدة الجمعيات والمؤسسات التي تتعامل مع المعاق وتقدر أعدادها بـ 450 جمعية في كافة محافظات مصر، وتهتم ''شموع مصرية'' بكل عمل يتجه للمعاق ومواجهة سلبيات المعاقين واستسلام بعضهم لمنطق العمل الخيري، وفتح كل الملفات التي تهم المعاقين لتنمية قدراتهم· ويقول:''إن الارقام الرسمية تشير إلى وجود أكثر من 8 ملايين معاق في مصر وهو ما يجعلنا أمام قطاع عريض من المجتمع يحتاج إلى التعامل مع مشكلاته بوضوح ولهذا تتجه ''شموع مصرية'' إلى الاهتمام بكافة الاعاقات الحركية والسمعية وكل ما يمكن أن يعطل الإنسان عن أداء دوره''· ويضيف: ''جريدة ''شموع مصرية'' تقدم كل هذا في خدمة صحفية تشمل كل فنون العمل الصحفي من تحقيقات ومقالات مبسطة وتقارير وحوارات، وهذا ما يميزها عن الإصدارات السابقة الخاصة بالمعاقين والتي كانت تكتفي برصد أخبار الجمعيات المعنية بالمعاقين، ونحن نحاول خلق جسور بين تلك الجمعيات والجهات التنفيذية، وتذليل كافة الصعاب التي تواجه تلك الجمعيات''، منوهاإلى أن الجريدة حظيت بإقبال وصدى لدى عدد كبير من أعضاء البرلمان والصحافيين والإعلاميين والقراء في مصر· ويشير الفاتح إلى أن الحماس وصل لكل العاملين في الجريدة وهم عشرة ما بين صحفيين محترفين وشباب بخلاف مجموعة من الصحفيين والكتاب والمتخصصين الذين يمدون الجريدة بالمقالات المتنوعة، وكلها إسهامات مجانية لدعم الجريدة وفكرتها، والمفاجأة ان هناك عددا من المعاقين يشاركون بالكتابة في الجريدة منذ عددها الأول مثل رمضان مصطفى سكرتير جمعية الصم والبكم بالقاهرة، وطارق حلمي وهو فاقد البصر· ويوضح أنه يعمل في الصحافة منذ 14 عاما فهو خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1994 وتنقل بين عدد من الصحف المصرية والعربية وهو متفرغ الآن لتجربة ''شموع مصرية'' التي يراهن على طموحه الصحفي من خلالها ولم يواجه صعوبات مهنية عند بدء تنفيذ التجربة لأنه تغلب على تلك الصعوبات طيلة السنوات السابقة ويفكر في تطوير الجريدة· وأخيرا أضاف الفاتح بابا جديدا إلى الجريدة اسمه ''أم الدنيا'' يتوجه إلى المعاقين والأصحاء، ويهدف إلى رصد المشكلات والإعاقات التي يواجهها المجتمع المصري على مستوى الافراد والمؤسسات بهدف جذب قراء جدد للجريدة التي تباع في الأسواق وتوزع ما يقرب من عشرة آلاف نسخة في العدد الواحد· ويبين الفاتح أن الصعوبات التي يواجهها تتمثل في التمويل حيث أن الدعم الذي تقدمه المجموعة النسائية لحقوق الإنسان برئاسة أسماء سليمان والذي يشمل مصاريف الطباعة والتوزيع لا يكفي لتغطية أجور الصحفيين وبقية مصاريف الجريدة، مشيرا إلى أنه يبحث عن ممولين· ويقول: '' قررت مجموعة عثمان أحمد عثمان دعم الجريدة لفترة وجيزة تنتهي مطلع العام المقبل، ولدي أمل في أن يجد ممولا آخر يدعم الجريدة ويحقق أهدافها'
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©